الصفحات

الادمان الخفي و مدمر المجتمع

الإدمان الخفي و مدمر المجتمع


الحمد لله الذي حرم الفواحش ما ظهر منها و مابطن و الصلاة و السلام على رسوله الذي أرسله ليتمم مكارم الأخلاق أما بعد:

من المعلوم أن من أخطر الآفات و الأمراض تلك التي لا يتم تشخيصها و لايعرف بها كما يذكر الأطباء فإن أول خطوة للعلاج هي تشخيص المرض فما بالك إذا المصاب لايشعر بأنه مصاب فالمشكلة تكون أكبر و أخطر و تنتشر في جسد المريض و تتعدى إلى جسد المجتمع فهنا يبدأ المجتمع بالموت و الضياع و ذلك تماماً كالبدعة في الدين فإن النبي صلى الله عليه و سلم كان يحذر من البدع في كل خطبة جمعة مع أنه بين أظهري الصحابة ليعلم مدى خطورة البدع على الدين و على المسلمين و لمن نظر إلى تاريخ الإسلام من صدره إلى يومنا الذي نعيشه فلا مصيبة حلت بالمسلمين إلا و كان ورائها بدعة أحدثت في الدين و البعد عن الهدي النبوي فمن هذا يعلم أهمية تشخيص المرض و الشعور بالإصابة.
 

فإن من الآفات الفتاكة المنتشرة في المجتمع هي النظر المحرم و العلاقات المحرمة و الأخطر أيضاً هو الادمان على القاذورات ممن أنتجه أعداء المسلمين و تجار المال و لو بالجنس البشري من الافلام الاباحية فكم شابٌ دمرته و كم من عائلة فككتها و كم من مجتمع أحلته و ذلك لعدم اعطاءه الأهمية و عدم تشخصيه وبشكل مبكر مع العلم ان الله جل وعلا لا يرضى لعباده الفاحشة فحرم الطرق التي ربما توصل اليها فضلا عن تحريمها فقال تعالى: (وَلَا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ)الأنعام 
قال السعدي في تفسيره: والنهي عن قربان الفواحش أبلغ من النهي عن مجرد فعلها، فإنه يتناول النهي عن مقدماتها ووسائلها الموصلة إليها.
و قال تعالى: (قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ , وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فَرُوجَهُنَّ) النور

وغيرها من الأيات وقال النبي صلى الله عليه و سلم:
 النظرة سهم مسموم من سهام إبليس.

أي يصيب القلب فيمرضه و ربما يميته و ما زال علماءنا يحذرون من هذه الآفة المهلكة لأنهم ورثة الأنبياء مع ذلك كله انتشرت في المجتمعات و دمرت طاقاته و ذلك للجهل في خطره و ماذا يفعله في صاحبه و اهمال الاباء لأولادهم مع ذلك كله نقدم طرق علاج شرعية وطبية و نسأل الله أن يوفقنا و جميع المسلمين.

أولها: أن نعلم أن الله يرانا و يطلع علينا في خلواتنا و جلواتنا و هذا أعظم رادع و هو مقام المراقبة و لو تخيلت أنك في عمل و ممنوع أن تضع سماعات الاذن لكن لأن المدير غير موجود فتضعها فجأة المدير أمامك مطلع عليك و أنت واضعها فكيف يكون شعورك ولله المثل الأعلى, فالله مطلع علينا دائما.

ثانيها: الإكثار من الطاعات و خاصة الذكر و قراءة القرءان والصحبة الصالحة.

ثالثها: قراءة سير سلفنا الصالحين و خاصة الصحابة و التابعين لما يقوي العزيمة و يرفع الهمم.

رابعها: قراءة كتاب (الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي) للإمام ابن القيم رحمه الله فهذا الكتاب أُلف في هذا الباب تحديدً لأنه جواب على سائل أصابه مرض العشق و النظر و هذه مقتطفات منه:
النظرة سهم مسموم من سهام إبليس; ومن أطلق لحظاته دامت حسراته; وفي غض البصر عدة منافع منها:

1- أنه إمتثال لأمر الله الذي هو غاية سعادة العبد في معاشه ومعاده(قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم)

2- أنه يمنع من وصول أثر السهم المسموم الذي لعل فيه هلاكه الى قلبه.

3- أنه يورث القلب أنساً بالله وجمعية عليه; فإن أطلاق البصر يفرق القلب ويشتته ويبعده عن الله......

و هذا رابط الكتاب كما تجد له شروحات للشيخ عبد الرزاق البدر و هو من أنفس الشروحات و كذلك للشيخ الدكتور محمد سعيد رسلان حفظهما الله.

أما الشق الثاني من الناحية الطبية فالنظر إلى الإباحية يقتل الخلايا الدماغية و يجعلك أسيراً له و هو الخطر على مستقبل الشباب و المجتمع فيدخل المصاب في مرض نفسي و الأخطر أنه لا يدري أنه مرض فيتطور معه الى أن يدمر حياته و حياة شريكه و يفقده المتعة في الحياة من جميع النواحي.

و في النهاية أسأل الله أن يهدينا لأحسن الأخلاق فلا يهدي لأحسنها إلا هو و الحمد لله رب العالمين

  

هناك تعليق واحد:

  1. جزاكم الله كل خير ونفع بكم وجعلها في ميزان حسناتكم ونسأل الله الثبات

    ردحذف