الصفحات

المُـــلخّص فِي شَـرحِ كِتَــابِ التَّـوحِيد -35-

|[ المُـــلخّص فِي شَـرحِ كِتَــابِ التَّـوحِيد ]|
العَــــدَد رَقَـــم (35)


    الشَـــيخ العَـــلّامَة /
صَـالِح بِن فَـوْزَان الفَــوْزَان
     - حَفِظَهُ اللَّهُ تَعَالَى -


|[ باب من تبرك بشجرة أو حجر ونحوهما ]|

وقول الله تعالى: {أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى، وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى، أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الْأُنثَى، تِلْكَ إِذًا قِسْمَةٌ ضِيزَى، إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْمَاء سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَاؤُكُم مَّا أَنزَلَ اللهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنفُسُ وَلَقَدْ جَاءهُم مِّن رَّبِّهِمُ الْهُدَى} [النجم: ١٩-٢٣] .
 
مناسبة الباب لكتاب التوحيد:
أنه استمرارٌ في ذكر الشركيات المنافية للتوحيد، أو كماله.
تبرك: التبرك: طلب البركة ورجاؤها واعتقادُها.
ونحوهما: ما أشبههما من بقعة أو مغارة أو قبر أو مشهد أو أثر.

أفرأيتم: أخبِروني عن هذه الأصنام هل نفعت أو ضرَّت.
اللات: قُرِئَ بتخفيف التاء وقُرِئَ بتشديدها فعلى القراءة الأولى هي: اسم صخرةٍ بيضاء منقوشة عليها بيتٌ بالطائف وعلى القراءة الثانية: هي اسم فاعلٍ من لتَّ. لرجل كان يلِتُّ السويق للحاج¹ فمات فعكفوا على قبره.
العُزَّى: شجرةُ سمرٍ قد بني حولها وجعل لها أستارٌ بين مكة والطائف.
مناة: صنمٌ بالمشلل بين مكة والمدينة.
الثالثة الأخرى: ذمٌّ لها بالتأخر. أي المتأخرة الوضيعة المقدار.
ألكم الذكر: تجعلون لكم ما تحبُّون وهو الذكر.
وله الأنثى: تجعلون له الإناث حيثُ تقولون: الملائكة بنات الله.
ضِيزى: جورٌ وباطل.
أسماء: مجرّد تسمية.
سمَّيتموها: من تلقاء أنفسكم.
من سلطان: أي من حجة وبرهان على ألوهيتها.
إن يتبعون: ما يتبعون أي: ليس لهم مستند.
إلا الظن: أي حسن ظنِّهم بآبائهم.
وما تهوى الأنفس: حظوظ أنفسِهم في الرئاسة.
الهدى: إرسالُ الرسل بالحجة الواضحة والحق المنير.
 
المعنى الإجماليّ للآيات:
يحاجُّ تعالى المشركين في عبادتهم ما لا يعقِل من هذه الأوثان الثلاثة ماذا أجدتهم، ويوبخهم على جَورهم في القسمة حيث نزَّهوا أنفسهم عن الإناث وجعلوها لله. ثم يطالبهم بالبرهان على صحة عبادة هذه الأصنام ويبين أن الظن ورغبة النفوس لا يكونان حجةً على هذا المطلب.
وإنما الحجة في ذلك ما جاءت به الرسلُ من البراهين الواضحة والحججِ القاطعة على وجوب عبادة الله وحده وترك عبادة الأصنام.
 
مناسبة الآيات للباب:
أن فيها تحريم التبرك بالأشجار والأحجار واعتباره شركاً، فإن عُبَّاد هذه الأصنام المذكورة إنما كانوا يعتقدون حصول البركة منها بتعظيمها ودعائها.
فالتبرك بالقبور كالتبرك باللات. وبالأشجار والأحجار كالتبرك بالعزى ومناة.
 
ما يستفاد من الآيات:
١- أن التبرك بالأشجار والأحجار شرك.
٢- مشروعية مجادلة المشركين لإبطال الشرك وتقرير التوحيد.
٣- أن الحكم لا يثبُت إلا بدليل مما أنزل الله لا مجرد الظن وهوى النفس.
٤- أن الله قد أقام الحجة بما أرسل من الرسل وأنزل من الكتب.

_________________
(¹) أخرجه البخاري عن ابن عباس برقم "٤٨٥٩".

══════ ❁✿❁ ══════ 
  الــمَصْــــــــــدَر
[ المُــلخّص في شَــرح كِتَابِ التّــوحِيد صـ٨٨-٨٩-٩٠ ]

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق