الصفحات

ترك الصيام بغير عذر

سلسلة من فتاوى الصيام

 ترك الصيام بغير عذر

سئل فضيلة الشيخ مُحمّد بنُ صَالح بنُ عُثَيـمِين-رَحِمهُ الله- 
عن حكم الفطر في نهار رمضان بدون عذر؟


فأجاب بقوله:

" الفطر في نهار رمضان بدون عذر من أكبر الكبائر، ويكون به الإنسان فاسقاً، ويجب عليه أن يتوب إلى الله، وأن يقضي ذلك اليوم الذي أفطره، يعني لو أنه صام وفي أثناء اليوم أفطر بدون عذر فعليه الإثم، وأن يقضي ذلك اليوم الذي أفطره؛ لأنه لما شرع فيه التزم به ودخل فيه على أنه فرض فيلزمه قضاؤه كالنذر، أما لو ترك الصوم من الأصل متعمداً بلا عذر فالراجح أنه لا يلزمه القضاء، لأنه لا يستفيد به شيئاً، إذ أنه لن يقبل منه، فإن القاعدة أن كل عبادة مؤقتة بوقت معين فإنها إذا أخرت عن ذلك الوقت المعين بلا عذر لم تقبل من صاحبها، لقول النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمْ- : «من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد»(¹) ، ولأنه من تعدي حدود الله -عَزّ وَجَل- ، وتعدي حدود الله تعالى ظلمٌ، والظالم لا يُقبل منه، قال الله تعالى: {وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللهِ فَأُوْلَائِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ} [البقرة٢٢٩]، ولأنه لو قدم هذه العبادة على وقتها -أي فعلها قبل دخول الوقت- لم تُقبل منه، فكذلك إذا فعلها بعده لم تقبل منه، إلا أن يكون معذوراً."

ـــ|[المَصْدَرُ بَعد التدقيق]|ـــ 
 [مَجْمُوع فَتَاوَىٰ بن عثيمين(٨٩/٢٠)]  
ـــــــــــــــــــــــــ
(¹) : رواه مسلم (رقم٤٥٩٠)

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق