📌سلسلة شرح رســالة القواعد اﻷربع
للشَّــيخ العلّامــة/
صَــالِــح بنُ فَــوزان الــفَوزان
-حَــفظُه الله-
⭕ العــــ(13)ـــدد⭕
[تتمّة الكلام على القاعدة الثّــالثة]
🌱قَــال اﻹمِــامُ المجــدِّدُ/
محمّـد بنُ عَــبْد الوهَّــاب-رحِمُه الله- :
( ودليل الصالحين قوله تعالى :
﴿ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ .. ﴾ اﻵية ) .
قال الــشَّــيخ الشّارح -حَـفظهُ الله- :
[ ( ودليل الصالحين ) يعني : أن هناك من عبد الصالحين من البشر .
▪قوله تعالى :﴿ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ ﴾
← قيل : نزلت هذه اﻵية فيمن يعبد المسيح وأمه وعزيرا ، فأخبر سبحانه أن المسيح وأمه مريم ، وعزيرا كلهم عباد الله ، يتقربون إلى الله ، ويرجون رحمته ، ويخافون عذابه ، فهم عباد محتاجون إلى الله ، مفتقرون إليه ، يدعونه ويتوسلون إليه بالطاعة ،
▪﴿َ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ ﴾ يعني : القرب منه - سبحانه - بطاعته وعبادته ، فدل على أنهم ﻻ يصلحون للعبادة ، ﻷنهم بشر محتاجون فقراء ، يدعون الله ، ويرجون رحمته ، ويخافون عذابه ، ومن كان كذلك ، ﻻ يصلح أن يعبد مع الله عز وجل .
← والقول الثاني : أنها نزلت في أناس من المشركين ، كانوا يعبدون نفرا من الجن ، فأسلم الجن ولم يعلم هؤﻻء الذين يعبدونهم بإسﻻمهم ، وصاروا يتقربون إلى الله بالطاعة والضراعة ، ويرجون رحمته ويخافون عذابه ، فهم عباد محتاجون فقراء ﻻ يصلحون للعبادة .
⬅ وأيا كان المراد باﻵية الكريمة ، فإنها تدل على أنه ﻻيجوز عبادة الصالحين ، سواء كانوا من اﻷنبياء والصديقين ، أو من اﻷولياء والصالحين ، فﻻ تجوز عبادتهم ، ﻷن الكل عباد لله ، فقراء إليه ، فكيف يعبدون مع الله جل وعﻻ .
🔻والوسيلة معناها : الطاعة والقرب ،
فهي في اللغة : الشيء الذي يوصل إلى المقصود .
← فالذي يوصل إلى رضى الله وجنته، هو الوسيلة إلى الله ، هذه هي الوسيلة المشروعة في قوله تعالى : ﴿ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ ﴾ .
⛔ أما المحرفون المخرفون فيقولون :
الوسيلة : أن تجعل بينك وبين الله واسطة من اﻷولياء والصالحين واﻷموات تجعلهم واسطة بينك وبين الله ليقربوك إلى الله﴿ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَىٰ ﴾
فمعنى الوسيلة عند هؤﻻء المخرفين :
أن تجعل بينك وبين الله واسطة تعرف الله بك ، وتنقل له حاجاتك وتخبره عنك ، كأن الله - جل وعﻻ - ﻻ يعلم ، أو كأن الله - جل وعﻻ - بخيل ﻻ يعطي إﻻ بعد ما يلح عليه بالوسائط - تعالى الله عما يقولون -
ولهذا يشبهون على الناس ويقولون : الله جل وعﻻ يقول ﴿ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ ﴾
فدل على أن اتخاذ الوسائط من الخلق إلى الله أمر مشروع ، ﻷن الله أثنى على أهله ، وفي اﻵية اﻷخرى :﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهَِ ﴾ قالوا : إن الله أمرنا أن نتخذ الوسيلة إليه ،
والوسيلة معناها : الواسطة .
هكذا يحرفون الكلم عن مواضعه ،
فالوسيلة المشروعة في القرآن وفي السنة هي : الطاعة التي تقرب إلى الله ، والتوسل إليه بأسمائه وصفاته سبحانه وتعالى ، هذه هي الوسيلة المشروعة .
أما التوسل بالمخلوقين إلى الله فهو وسيلة ممنوعة ، ووسيلة شركية ، وهي التي اتخذها المشركون من قبل :﴿ وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ ﴾﴿ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَىٰ ﴾
👈 هذا هو شرك اﻷولين واﻵخرين سواء بسواء ، وإن سموه وسيلة ، فهو الشرك بعينه ،وليس هو الوسيلة التي شرعها الله - سبحانه وتعالى - ﻷن الله لم يجعل الشرك وسيلة إليه أبدا ، وإنما الشرك مبعد عن الله سبحانه وتعالى :
﴿ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ ﴾
❗ فكيف يجعل الشرك وسيلة إلى الله - تعالى الله عما يقولون -
⬅الشاهد من اﻵية : أن فيها دليﻻ على أن هناك من المشركين من يعبد الصالحين ، ﻷن الله بين ذلك ، وبين أن هؤﻻء الذين تعبدونهم ، هم عباد فقراء ﴿َ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ ﴾
يعني : يتقربون إليه بالطاعة ﴿ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ ﴾ يتسابقون إلى الله جل وعﻻ ، بالعبادة لفقرهم إلى الله وحاجتهم ﴿ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَه ﴾
☝ومن كان كذلك ، فإنه ﻻ يصلح أن يكون إلهًا يُدعى ويُعبد مع الله عزوجل ] .
ـــــ ❁ ❁ــــــ❁ ❁ ــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق