ســلسِلةُ شــَرحِ اﻷُصُولِ الثَّــﻻَثةِ
لمعالي شيخنا العﻻمة الدكتور /
صَالِح بنُ فَوزان الفَوزَان -حَـفظهُ الله-
▫️العَــــ70ــدَدُ▫️
--------------------------------------------------
[ الْإِنَـابَــةُ وَدَلِـيلُـهَـا ]
قَالَ اﻹِمَامُ المُجَدِّد : مُحَمَّد بن عبد الوهَّاب رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَىٰ وَغَفَرَ لَهُ :
[ وَدَلِيلُ الإِنَابَةِ قَوْلُهُ تَعَالَىٰ :﴿ وَأَنِـيــبُــوا إِلَىٰ رَبِّــكُــمْ وَأَسْــلِــمُـوا لَهُ ﴾ ] .
--------------------------------------------------
قَالَ شَيْخُنَا غَفَـرَ اللَّهُ لَهُ وَأَحْسَـنَ إِلَيْهِ :
الإنَابَةُ : الرُّجُوع ، وهي بمعنىٰ التَّوْبَة ، والـتَّوْبَةُ والْإِنَابَةُ بمعنى واحِد .
ولكن بعض العلماء يقول : الإنابة أخَصّ من التوبة ، أي : آكَدُ لأنَّها توبة مع إقبال إلىٰ اللَّهِ عَـزَّ وَجَـلَّ ، أي : توبة خاصة ،
والإنسان قد يتوب ويترك الذنب ولا يعود إليه ويندم عليه ، ولكن قد يكون في الإقبال علىٰ اللَّهِ : إقبال ضعيف ،
أمَّا الإنابة فهي إقبال علىٰ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ،
ولهذا قال :﴿ وَأَنِيبُوا إِلَىٰ رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ ﴾
أي : ارجِـعُـوا له ، وأقْبِلُوا عليه سُبْحَـانَهُ وَتَعَالَىٰ :﴿ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ
ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ ﴾
إذا جَاءَ العَـَذابُ المُـهْـلِك المَاحِق ، فإنَّهَا لا تُـقْـبَــل توبة مَن تَابَ عند ذلك :
﴿ إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا ءَامَنُوا كَشَفْنَا عَنْهُمْ
عَذَابَ الْخِـزْيِ ﴾ هذا مُسْتَـثْنَىٰ ،
وإلَّا فإنَّهُ إذا نَزَلَ العذاب المهلك ، فإنَّها لا تقبل التوبة ، ولهذا قال :﴿ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ ﴾ .
فالتَّوْبَةُ والإنَابَةُ لهُمَا أَجَـلٌ ، ولهُمَا حَـدٌّ ،
فلا تُـقْـبَـلُ توبة من غَرْغَرَ ، أو مَنْ حَضَرَهُ الموت ،
ولا تقبل توبة من نزل به العذاب الماحق المهلك ،
ولا تقبل التوبة إذا خَـرَجَت الشَّمْسُ من مَغْرِبِـهَـا قَـبْـلَ قِـيَامِ السَّاعَة ،
لا تُـقْـبَلُ التَّوْبَةُ حِينَـئِـذٍ ،
فاللَّهُ يَحُثُّ العَـبْـدَ علىٰ التَّوْبَةِ والإنَابَةِ قَبْلَ انتهاء أجَلِهِ :﴿ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ ﴾
الشَّاهِـدُ قَوْلُـهُ : ﴿ وَأَنِـيبُـوا إِلَىٰ رَبِّكُمْ ﴾
دَلَّ عَلَىٰ أنَّ الْإِنَابَةَ نَـوْعٌ مِنْ أنْوَاعِ العِـبَادَةِ ؛
لأنَّهُ قَالَ :﴿ إِلَىٰ رَبِّكُمْ ﴾ فَهَذَا يَدُلُّ
عَلَىٰ أنَّهَا نَـوْعٌ مِنْ أنْـوَاعِ الـعِــبَـادَةِ .
ــــــــــــ
لمعالي شيخنا العﻻمة الدكتور /
صَالِح بنُ فَوزان الفَوزَان -حَـفظهُ الله-
▫️العَــــ70ــدَدُ▫️
--------------------------------------------------
[ الْإِنَـابَــةُ وَدَلِـيلُـهَـا ]
قَالَ اﻹِمَامُ المُجَدِّد : مُحَمَّد بن عبد الوهَّاب رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَىٰ وَغَفَرَ لَهُ :
[ وَدَلِيلُ الإِنَابَةِ قَوْلُهُ تَعَالَىٰ :﴿ وَأَنِـيــبُــوا إِلَىٰ رَبِّــكُــمْ وَأَسْــلِــمُـوا لَهُ ﴾ ] .
--------------------------------------------------
قَالَ شَيْخُنَا غَفَـرَ اللَّهُ لَهُ وَأَحْسَـنَ إِلَيْهِ :
الإنَابَةُ : الرُّجُوع ، وهي بمعنىٰ التَّوْبَة ، والـتَّوْبَةُ والْإِنَابَةُ بمعنى واحِد .
ولكن بعض العلماء يقول : الإنابة أخَصّ من التوبة ، أي : آكَدُ لأنَّها توبة مع إقبال إلىٰ اللَّهِ عَـزَّ وَجَـلَّ ، أي : توبة خاصة ،
والإنسان قد يتوب ويترك الذنب ولا يعود إليه ويندم عليه ، ولكن قد يكون في الإقبال علىٰ اللَّهِ : إقبال ضعيف ،
أمَّا الإنابة فهي إقبال علىٰ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ،
ولهذا قال :﴿ وَأَنِيبُوا إِلَىٰ رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ ﴾
أي : ارجِـعُـوا له ، وأقْبِلُوا عليه سُبْحَـانَهُ وَتَعَالَىٰ :﴿ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ
ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ ﴾
إذا جَاءَ العَـَذابُ المُـهْـلِك المَاحِق ، فإنَّهَا لا تُـقْـبَــل توبة مَن تَابَ عند ذلك :
﴿ إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا ءَامَنُوا كَشَفْنَا عَنْهُمْ
عَذَابَ الْخِـزْيِ ﴾ هذا مُسْتَـثْنَىٰ ،
وإلَّا فإنَّهُ إذا نَزَلَ العذاب المهلك ، فإنَّها لا تقبل التوبة ، ولهذا قال :﴿ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ ﴾ .
فالتَّوْبَةُ والإنَابَةُ لهُمَا أَجَـلٌ ، ولهُمَا حَـدٌّ ،
فلا تُـقْـبَـلُ توبة من غَرْغَرَ ، أو مَنْ حَضَرَهُ الموت ،
ولا تقبل توبة من نزل به العذاب الماحق المهلك ،
ولا تقبل التوبة إذا خَـرَجَت الشَّمْسُ من مَغْرِبِـهَـا قَـبْـلَ قِـيَامِ السَّاعَة ،
لا تُـقْـبَلُ التَّوْبَةُ حِينَـئِـذٍ ،
فاللَّهُ يَحُثُّ العَـبْـدَ علىٰ التَّوْبَةِ والإنَابَةِ قَبْلَ انتهاء أجَلِهِ :﴿ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ ﴾
الشَّاهِـدُ قَوْلُـهُ : ﴿ وَأَنِـيبُـوا إِلَىٰ رَبِّكُمْ ﴾
دَلَّ عَلَىٰ أنَّ الْإِنَابَةَ نَـوْعٌ مِنْ أنْوَاعِ العِـبَادَةِ ؛
لأنَّهُ قَالَ :﴿ إِلَىٰ رَبِّكُمْ ﴾ فَهَذَا يَدُلُّ
عَلَىٰ أنَّهَا نَـوْعٌ مِنْ أنْـوَاعِ الـعِــبَـادَةِ .
ــــــــــــ
صــفْـــحَـــــة :[ ١٤٣ - ١٤٤ ]
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق