←الحلقة الرابعة والعشرون→
● ((النهي عن تتبُّع شواذِّ المسائل))
قال المروذي: قال أبو عبد الله: سألني رجلٌ مرَّةً عن يأجوج ومأجوج: «أمسلمون هم؟» فقلت له: «أحكمتَ العلم حتى تسأل عن ذا؟!».
وقال أيضًا: قال أبو عبد الله: سأل بشرُ بن السريِّ سفيانَ الثوريَّ عن أطفال المشركين ؟ فصاح به، وقال: «يا صبيُّ أنت تسأل عن ذا ؟!».
وقال أحمد بن حبَّان القطيعيُّ: دخلتُ على أبي عبد الله، فقلت: «أتوضَّأُ بماء النورة؟»، فقال: «ما أحبُّ ذلك»، فقلت: «أتوضَّأ بماء الباقلَّاء؟» قال: «ما أحبُّ ذلك»، قال: ثمَّ قمت، فتعلَّق بثوبي وقال: «إيش تقول إذا دخلتَ المسجد؟» فسكتُّ، فقال: «إيش تقول إذا خرجتَ من المسجد؟» فسكتُّ، فقال: «اذهب فتعلَّم هذا».
قلت: يعني الإمام -رحمه الله- أنك تركت ما فيه سنَّةٌ ثابتةٌ وتحتاجه كلَّ يومٍ مرارًا، وجئتَ تسأل عمَّا قد لا تحتاجه أبدًا، وليس فيه أثرٌ.
[«الآداب الشرعية» لابن مفلح (٢/ ٧٢)]
انتهى.
النقل من الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ محمد بن علي فركوس -حفظه الله تعالى