احدث المواضيع

مقالات

تربية الأولاد وأسس تأهيلهم - 1 -

تربية الأولاد وأسس تأهيلهم

قيام التربية الإسلامية على تحقيق التوازن
بين الجانب الروحي والمادي


الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على مَنْ أرسله اللهُ رحمةً للعالمين، وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدِّين، أمَّا بع

فالتربية الإسلامية تقوم على تحقيق التوازن بين الجانب الروحيِّ والماديِّ، لكونها مبنيَّةً على الواقعَيْن للإنسان، وتنظيم حياته على أساسهما، فليس الإنسان مادِّيًّا إلى درجة الخلود في الأرض، والانغماس في الحياة السافلة، والركون إلى الملذَّات، بل له عالَمُه الروحيُّ الواسع المتعمِّق في كيانه، ومِن هذا الجانب تميَّزت التربيةُ الإسلامية عن النُّظُم التربوية الأخرى في إعْدَادِها للإنسان، لا للحياة الدنيا فحسب، بل للحياة الأبدية في الآخرة أيضًا

 الولد محور العملية التربوية:

ولَمَّا كان الوَلَدُ هو مِحْوَرَ العملية التربوية كان لِزَامًا أن تَتَشَكَّلَ حياتُه وذهنُه بالقالب الذي وُضِعَ له، وبمختلف المعارف والمفاهيم التي يُلَقَّنُها ويُزَوَّدُ بها، بحيث يُسيطر على ذهنه وأفكاره، فلا يجد في الحياة تصويرًا نظريًّا غير التصوير الذي أُريد له استعمالُه في ملاحظاته وتجاربه، بناءً على ما يُلَقَّنه أو يُمَرَّن عليه أو يُلْقَى إليه
ومعالِم شخصية الوَلَدِ تتكوَّن أصولُها وهو في دور الصِّغَر، أي: من بلوغه سِنَّ التمييز، لذلك كان واجبُ التربية تأهيلَه وتكييفَه وإعدادَه لمواجهة الحياة، وتَتِمُّ تَنْشِئَتُه مادِّيًّا بتغذيته ورعايته جسميًّا، وتنشئتُه روحيًّا بتزويده بما يزكِّي نفسَه ويَسْمُو بها، وتنشئتُه عقليًّا بتزويده بمختلف ضروب العلوم وأنواعِ المعارف، إذ لا يسلم العقلُ إلَّا بسلامة التنشئة، وتعويد الولد على الخير ونهيه عن الشرِّ وَفْقَ منهج الله وتربيته، فاستقامة الولد مَنُوطَةٌ بسلامة عقله، وانحرافه مَنوطٌ بفساد عقله، وصِحَّةُ العقل وفسادُه يرتبطان بصفة توجيهه، وخاصَّةً في حال الصغر ومرحلة الإعداد
 ...............................



----------------------------- 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق