احدث المواضيع

مقالات

تربية الأولاد وأسس تأهيلهم - 4 -

آثار الإخلال بتربية الولد

هذا، ويترتَّب على الوالدين أو مَن في كفالته الولدُ، حالَ الإخلال بواجبهما تجاهَ ولدهما أو التقصيرِ في تعليمه، نزعُ الولد مِن يدهما، ليتمَّ تسليمُه إلى رعايةٍ أُخرى مناسِبةٍ لتعليمه. وضِمن هذا المنظور يقول ابن القيِّم ـ رحمه الله ـ: «قال شيخنا ـ أي: شيخ الإسلام ابنُ تيمية ـ وإذا ترك أحدُ الأبوين تعليمَ الصبيِّ وأَمْرَه الذي أوجبه الله عليه؛ فهو عاصٍ ولا ولايةَ له عليه، بل كُلُّ مَنْ لَمْ يقم بالواجب في ولايته فلا ولاية له، بل إمَّا أن تُرفع يدُه عن الولاية ويقامَ من يفعل الواجبَ، وإمَّا أن يُضَمَّ إليه من يقوم معه بالواجب، إذ المقصود طاعةُ الله ورسوله بحَسَب الإمكان، قال شيخنا: وليس هذا الحقُّ من جنس الميراث الذي يحصل بالرحم والنكاح والولاء، سواءٌ كان الوارث فاسقًا أو صالحًا، بل هذا من جنس الوِلاية التي لا بدَّ فيها من القدرة على الواجب والعلم به وفعلِه بحَسَب الإمكان»(٢٢).

خاتمة
تكوين الأجيال منوطٌ
بتربية الأولاد وحسن تأهيلهم

فهذه جوانبُ من تربية الولد وحُسن تأهيله قائمةٌ على عقيدة الإسلام التي جاء بها أفضل الأنام صلى الله عليه وسلم لتتمَّ تربيته بناءً على استعداداته الفطرية، وقدراته الطبيعية والنفسية التي أودعها الله فيه، وَفْقَ منهج الله وتربيته التي جعلت القرآنَ الكريم خُلُقَ النبيِّ صلى الله عليه وسلم، وعلى نظامه تتكوَّن أجيالٌ مهذَّبةٌ عزيزةٌ صادقةٌ، تتحمَّل مسؤوليتَها، وتؤدِّي واجبَها، وتسعى إلى تسخير قوَّاتها في الخير والفضيلة وتجنُّبِ الشرِّ والرذيلة، وتراقب الله في السرِّ والعلانية، وتعمل على تحقيق الأمن والاستقرار، والظفر بالسعادتين: الدنيا والآخرة، قال تعالى: ﴿وَمَن يَأۡتِهِۦ مُؤۡمِنٗا قَدۡ عَمِلَ ٱلصَّٰلِحَٰتِ فَأُوْلَٰٓئِكَ لَهُمُ ٱلدَّرَجَٰتُ ٱلۡعُلَىٰ ٧٥ جَنَّٰتُ عَدۡنٖ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُ خَٰلِدِينَ فِيهَاۚ وَذَٰلِكَ جَزَآءُ مَن تَزَكَّىٰ ٧٦[طه].
والعلمُ عند الله تعالى، وآخِرُ دعوانا أنِ الحمدُ لله ربِّ العالمين، وصلَّى الله على محمَّدٍ وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدِّين، وسلَّم تسليمًا.

الجزائر في: ٣ ربيع الثاني ١٤٢٧ﻫ
الموافق ﻟ: ٣٠ أفريل ٢٠٠٦م




---------------------------------


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق