احدث المواضيع

مقالات

البحث عن الآثار الحسية للأنبياء والصالحين والتعلق بها

البحث عن الآثار الحسية للأنبياء والصالحين والتعلق بها
والمقصود بذلك ما يُشاع من حينٍ لآخر عن وجود شعر للنبي صلى الله عليه وسلم أو ثوب أو رداء أو حذاء أو غيره، مع أن أصل هذه العادة من عند اليهود والنصارى..


حكم تتبع آثار النبي صلى الله عليه وسلم:-

هيُ كثيرٍ من السّلف عن تتبُّعِ آثار النّبيّ –صلّى الله عليه وسلّم-، فقد ثبت في المُصنّف وعند البيهقيّ أنّ عمر –رضي الله عنه- وهو عائدٌ من الحجّ صلّى بالنّاس الفجر فلمّا فرغ أخذ النّاس يتبادرون يُسرعون فقال –رضي الله عنه-: (...ما هذا؟ قالوا: مسجدٌ صلّى فيه رسول الله –صلّى الله عليه وسلّم-...) فثبت أنّ النّبيّ –صلّى الله عليه وسلّم- صلّى فيه؛ فقال –رضي الله عنه-:(...هكذا هلَك أهلُ الكِتاب اتّخذوا آثار أنبيائهم بِيعًا، من وافق فيه صلاةً فَلْيُصلِّ، ومن لو يُوافق فيه صلاةً فلا يُصلِّي) يعني: أنّه مسجد كسائر المساجد إن أدرك الإنسان فيه صلاة صلّى وإن لم يُوافق صلاةً لا يُصلّي، والأثر صحيح عن عمر –رضي الله عنه- الذي أُمرنا باتّباع سُنّته فإنّه من الخلفاء الرّاشدين المهديّين كما قال الحافظ ابن حجر:(إنّه صحيحٌ عنهُ) عن عمر –رضي الله عنه-.

هذا يا إخوة في أثرٍ في مسجدٍ صلّى فيه النّبيّ –صلّى الله عليه وسلّم- فكيفَ بما يُقال إنّه البيت الذي وُلِدَ فيه؟! ليس فيه عبادة؛ البيت الذي وُلد فيه –صلّى الله عليه وسلّم- أو نحو ذلك، فإنَّ الذي عليه عمل الخلفاء الرّاشدين وأكثر السّلف أنّ هذا الآثار لا تُتَتبّع؛ قال العلماء:(والحِكمة في ذلك سدّ ذرائع الغُلوّ والوقوع في المُخالفَات الشّرعيّة وأعظمها الشّرك فإنّ اليهودَ والنّصارى إنّما وقعوا في الشِّرك من ضمن ما وقعوا فيه بسبب غُلوِّهم في آثار أنبيائهم) وهذا من ضمن الأسباب.

وهذا ينبغي أن يُنتبه له اليوم فإنّ بعض أمّة محمّد –صلّى الله عليه وسلّم- وقد يكونون عن خير وقصد خير يقعون في جمع آثار مظنونة وقد يُنتِجون فِلمًا عنه؛ شعرة النّبيّ –صلّى الله عليه وسلّم-! سيف النّبيّ –صلّى الله عليه وسلّم-! ما أدري كذا ما أدري كذا...ويقولون: هذا فيه تذكيرٌ بالنّبيّ –صلّى الله عليه وسلّم-، إذا كانَ المُسلم يحتاج أن يُذكَّر بالنّبيّ –صلّى الله عليه وسلّم- بالشّعر فهذه مُصيبةٌ؛ ليسَت سُنّة ولا خير فيها ولاسيّما أنّ هذه الأمور أيضًا مظنونة ليس فيها شيءٌ ثابت.

وأنا لا أستبعد أن يأتينا يوم –وأسأل الله أن لا يقع- مَن يقول: نرسم النّبيّ –صلّى الله عليه وسلّم- وقَد علِمنا صفته! ما أستعبد أن يأتي أُناس يقولون: حتّى يعرف النّاس النّبيّ –صلّى الله عليه وسلّم- ويعرفونه؛ تعالوا يا أهل الرّسم هذه أوصاف النّبيّ –صلّى الله عليه وسلّم- أرسموه! ما أستبعد هذا، قبل فترة نحنُ كُنّا نقول: التّمثيل حرام كُلّه ولازِلنا نقول: التّمثيل حرامٌ كُلّه على أيّ قصدٍ كان، لكن كان بعض النّاس يستقبحون أن يُمثّل الصّحابة ثُمّ أصبحوا يستملحون أن يُمثّل الصّحابة إلاّ العشرة المُبشّرين بالجنّة، واليوم عن قريبٍ أصبحوا يستملحونَ أن يُمثّل العشرة ومثّلوا –ولا حولَ ولا قُوّة إلاّ بالله- عُمر –رضي الله عنه-.

ما أستبعد والشّيطان يستدرج النّاس أن يأتي زمان يقولون هكذا: تعالُوا نُصوّر النّبيّ –صلّى الله عليه وسلّم- نرسمه كما عرفنا وصفه لكي يتذكّره النّاس! وهذا باب لا ينتهي، لا نتّهم النّاس في مقاصدهم ولا في ديانتهم ولكن كما قال ابن مسعود:(كَم من مُريدٍ للخير لم يُدركه) ولذلك من أحبّ النّبيّ –صلّى الله عليه وسلّم- وأراد تذكير النّاس بالنّبيّ –صلّى الله عليه وسلّم- فعليه بسُنّته تعليمًا وفِعلاً، تعجب من إنسان لا يفعل من سُنّة النّبيّ –صلّى الله عليه وسلّم- في ظاهره شيئًا ويبكي على حجر فهذا الأمر ينبغي أن يُتنبّه له.اهـ (1)


المصدرمن 


 ------------------------------------------------------------



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق