احدث المواضيع

مقالات

أﺣﮕـامٌ خاصّة بيوم عـرفة

أﺣﮕـامٌ خاصّة بيوم عـرفة
    
•┈┈┈┈•✿❁✿•┈┈┈┈•
 
 فضل صيام يوم عرفة
 
 قال:
【صيام يوم عرفة أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده】.
 رواه مسلم 【١٩٦❪١١٦٢❫】.

•┈┈┈┈•✿❁✿•┈┈┈┈•
 
 لماذا عاشوراء يكفر سنة، ويوم عرفة يكفر سنتين؟
 
 قال ابن القيم:
【ﻗﻴﻞ ﻓﻴﻪ ﻭﺟﻬﺎﻥ:
⊙ أحدهما: ﺃﻥ ﻳﻮﻡ ﻋﺮﻓﺔ ﻓﻲ ﺷﻬﺮ ﺣﺮاﻡ ﻭﻗﺒﻠﻪ ﺷﻬﺮ ﺣﺮاﻡ ﻭﺑﻌﺪﻩ ﺷﻬﺮ ﺣﺮاﻡ ﺑﺨﻼﻑ ﻋﺎﺷﻮﺭاء.
⊙ الثاني: ﺃﻥ ﺻﻮﻡ ﻳﻮﻡ ﻋﺮﻓﺔ ﻣﻦ ﺧﺼﺎﺋﺺ ﺷﺮﻋﻨﺎ ﺑﺨﻼﻑ ﻋﺎﺷﻮﺭاء ﻓﻀﻮﻋﻒ ﺑﺒﺮﻛﺎﺕ اﻟﻤﺼﻄﻔﻰ ﻭاﻟﻠﻪ ﺃﻋﻠﻢ】.
 بدائع الفوائد ❪٢١١/٤❫.

•┈┈┈┈•✿❁✿•┈┈┈┈•
 
 لماذا سُمي يوم عرفة بهذا الاسم؟
 
 قال ابن الجوزي:
【ﻓﻔﻲ ﺗﺴﻤﻴﺔ ﻋﺮﻓﺔ ﺑﻬﺬا اﻻﺳﻢ ﻗﻮﻻﻥ:
⊙ ﺃﺣﺪﻫﻤﺎ: ﺑﺄﻥ ﺟﺒﺮﻳﻞ ﻛﺎﻥ ﻳﺮﻱ ﺇﺑﺮاﻫﻴﻢ اﻟﻤﻨﺎﺳﻚ، ﻓﻴﻘﻮﻝ: ﻋﺮﻓﺖ.
⊙ ﻭاﻟﺜﺎﻧﻲ: ﻷﻥ ﺁﺩﻡ ﻭﺣﻮاء ﺗﻌﺎﺭﻓﺎ ﻫﻨﺎﻟﻚ】.
 كشف المشكل ❪١٥٦/٢❫.
 
•┈┈┈┈•✿❁✿•┈┈┈┈•
 
 كيف يُكفّر عرفة السنة التي بعده؟
 
 قال المناوي:
⊙ ﻳﺤﻔﻈﻪ ﺃﻥ ﻳﺬﻧﺐ ﻓﻴﻬﺎ
⊙ ﺃﻭ ﻳﻌﻄﻲ ﻣﻦ اﻟﺜﻮاﺏ ﻣﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﻛﻔﺎﺭﺓ ﻟﺬﻧﻮﺑﻬﺎ
⊙ ﺃﻭ ﻳﻜﻔﺮﻫﺎ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻭﻟﻮ ﻭﻗﻊ ﻓﻴﻬﺎ ﻭﻳﻜﻮﻥ اﻟﻤﻜﻔﺮ ﻣﻘﺪﻣﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻜﻔﺮ.
 فيض القدير ❪٢٣٠/٤❫.

•┈┈┈┈•✿❁✿•┈┈┈┈•
 
 ما الحكمة في تفضيل صيام عرفة على صيام يوم عاشوراء؟

 قال ابن حجر:
【ﺻﻴﺎﻡ ﻳﻮﻡ ﻋﺮﻓﺔ ﺃﻓﻀﻞ ﻣﻦ ﺻﻴﺎﻡ ﻳﻮﻡ ﻋﺎﺷﻮﺭاء ﻭﻗﺪ ﻗﻴﻞ ﻓﻲ اﻟﺤﻜﻤﺔ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺇﻥ ﻳﻮﻡ ﻋﺎﺷﻮﺭاء ﻣﻨﺴﻮﺏ ﺇﻟﻰ ﻣﻮﺳﻰ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼﻡ ﻭﻳﻮﻡ ﻋﺮﻓﺔ ﻣﻨﺴﻮﺏ ﺇﻟﻰ اﻟﻨﺒﻲ ﷺ ﻓﻠﺬﻟﻚ ﻛﺎﻥ ﺃﻓﻀﻞ】.
 فتح الباري ❪٢٤٩/٤❫.
 
•┈┈┈┈•✿❁✿•┈┈┈┈•
 
 هل التكفير للسنتين في صيام عرفة للكبائر أم الصغائر؟
 
 قال ابن عثيمين:
【ﺻﻴﺎﻡ ﻳﻮﻡ ﻋﺮﻓﺔ ﻳﻜﻔﺮ اﻟﺴﻨﺔ اﻟﺘﻲ ﻗﺒﻠﻪ ﻭاﻟﺘﻲ ﺑﻌﺪﻩ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﺼﻐﺎﺋﺮ ﻓﻘﻂ ﺃﻣﺎ اﻟﻜﺒﺎﺋﺮ ﻓﻼ ﺑﺪ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺗﻮﺑﺔ ﻣﺴﺘﻘﻠﺔ】.
 فتاوى نور على الدرب ❪٣٢٨❫.
 
•┈┈┈┈•✿❁✿•┈┈┈┈•
 
ما حكم صوم يوم عرفة لغير الحاج؟

 قال ابن باز:
【ﺻﻮﻡ ﻳﻮﻡ ﻋﺮﻓﺔ ﻣﺴﺘﻘﻞ، ﻭﻟﻪ ﻓﻀﻞ ﻋﻈﻴﻢ ﻳﻜﻔﺮ اﻟﻠﻪ ﺑﻪ اﻟﺴﻨﺔ اﻟﺘﻲ ﻗﺒﻠﻪ ﻭاﻟﺴﻨﺔ اﻟﺘﻲ ﺑﻌﺪﻩ】.
 مجموع الفتاوى ❪٤٠٥/١٥❫.
 
 قال ابن عثيمين:
【صيام يوم عرفة لغير الحاج سنة مؤكدة】.
 مجموع الفتاوى ❪٤٦/٢٠❫.

•┈┈┈┈•✿❁✿•┈┈┈┈•
 
 هل يجوز صوم يوم عرفة لمن عليه قضاء من رمضان؟
 
 قال ابن باز:
【ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﺻﻮﻡ ﻗﻀﺎء ﻳﺒﺪﺃ ﺑﺎﻟﻘﻀﺎء ﻭﺇﺫا ﺻﺎﻡ ﻳﻮﻡ ﻋﺮﻓﺔ ﻋﻦ اﻟﻘﻀﺎء ﻭﺃﻳﺎﻡ اﻟﺘﺴﻊ ﻋﻦ اﻟﻘﻀﺎء ﻓﻬﺬا ﺣﺴﻦ】.
 مجموع الفتاوى ❪٤٠٦/١٥❫.
 
•┈┈┈┈•✿❁✿•┈┈┈┈•
 
 ﺻﻴﺎﻡ اﻟﻘﻀﺎء ﻣﻊ ﺻﻴﺎﻡ اﻟﻨﺎﻓﻠﺔ ﺑﻨﻴﺔ ﻭاﺣﺪﺓ ﻣﺜﻞ ﺻﻴﺎﻡ ﻳﻮﻡ ﻋﺮﻓﺔ ﻭﻗﻀﺎء ﺭﻣﻀﺎﻥ ﺑﻨﻴﺔ ﻭاﺣﺪﺓ؟
 
 قال ابن عثيمين:
【ﺇﺫا ﻛﺎﻥ اﻟﻤﻘﺼﻮﺩ ﺃﻥ ﺗﺼﻮﻡ ﻳﻮﻡ ﻋﺮﻓﺔ ﻣﻊ اﻟﻘﻀﺎء، ﺃﻭ ﻋﺎﺷﻮﺭاء ﻣﻊ اﻟﻘﻀﺎء ﺑﻤﻌﻨﻰ ﺃﻥ ﺗﺼﻮﻡ ﻳﻮﻡ اﻟﻘﻀﺎء ﻓﻲ ﻳﻮﻡ ﻋﺮﻓﺔ، ﺃﻭ ﻓﻲ ﻳﻮﻡ ﻋﺎﺷﻮﺭاء ﻓﻼ ﺑﺄﺱ ﺑﺬﻟﻚ ﻭﻳﺤﺼﻞ ﻟﻚ اﻷﺟﺮ】.
 مجموع الفتاوى ❪٤٩/٢٠❫.
 
•┈┈┈┈•✿❁✿•┈┈┈┈•
 
 ﻫﻞ ﻳﻜﻔﻲ ﺻﻴﺎﻡ ﻳﻮﻡ ﻋﺮﻓﺔ ﺇﺫا ﻧﻮﻳﺘﻪ ﻋﻦ اﻟﻘﻀﺎء ﺃﻡ ﻻ؟
 
 قالت اللجنة الدائمة:
【يجوز صيام يوم عرفة عن يوم من رمضان إذا نويته قضاء】.
 اللجنة الدائمة ❪٣٤٧/١٠❫.
 
•┈┈┈┈•✿❁✿•┈┈┈┈•
 
 هل يمكن الجمع في النية بين صيام الثلاثة أيام من الشهر وصيام يوم عرفة؟

 قال ابن عثيمين:
【ﻓﺼﻮﻡ ﻳﻮﻡ ﻋﺮﻓﺔ ﻣﺜﻼ اﻟﻤﻘﺼﻮﺩ ﺃﻥ ﻳﺄﺗﻲ ﻋﻠﻴﻚ ﻫﺬا اﻟﻴﻮﻡ ﻭﺃﻧﺖ ﺻﺎﺋﻢ، ﺳﻮاء ﻛﻨﺖ ﻧﻮﻳﺘﻪ ﻣﻦ اﻷﻳﺎﻡ اﻟﺜﻼﺛﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺼﺎﻡ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺷﻬﺮ، ﺃﻭ ﻧﻮﻳﺘﻪ ﻟﻴﻮﻡ ﻋﺮﻓﺔ، ﻟﻜﻦ ﺇﺫا ﻧﻮﻳﺘﻪ ﻟﻴﻮﻡ ﻋﺮﻓﺔ ﻟﻢ ﻳﺠﺰﻯء ﻋﻦ ﺻﻴﺎﻡ اﻷﻳﺎﻡ اﻟﺜﻼﺛﺔ، ﻭﺇﻥ ﻧﻮﻳﺘﻪ ﻳﻮﻣﺎ ﻣﻦ اﻷﻳﺎﻡ اﻟﺜﻼﺛﺔ ﺃﺟﺰﺃ ﻋﻦ ﻳﻮﻡ ﻋﺮﻓﺔ، ﻭﺇﻥ ﻧﻮﻳﺖ اﻟﺠﻤﻴﻊ ﻛﺎﻥ ﺃﻓﻀﻞ】. 
 مجموع الفتاوى ❪١٤/٢٠❫.
 
•┈┈┈┈•✿❁✿•┈┈┈┈•
 
 هل يجوز صوم يوم الجمعة منفردا، إن وافق يوم عرفة؟
 
 قالت اللجنة الدائمة:
【ﻳﺸﺮﻉ ﺻﻮﻡ ﻳﻮﻡ ﻋﺮﻓﺔ ﺇﺫا ﺻﺎﺩﻑ ﻳﻮﻡ ﺟﻤﻌﺔ ﻭﻟﻮ ﺑﺪﻭﻥ ﺻﻮﻡ ﻳﻮﻡ ﻗﺒﻠﻪ】.
اللجنة الدائمة ❪٣٩٥/١٠❫.
 
•┈┈┈┈•✿❁✿•┈┈┈┈•
 
هل يجوز صوم يوم السبت منفردا، إن وافق يوم عرفة؟
 
 قالت اللجنة الدائمة:
【ﻳﺠﻮﺯ ﺻﻴﺎﻡ ﻳﻮﻡ ﻋﺮﻓﺔ ﻣﺴﺘﻘﻼ ﺳﻮاء ﻭاﻓﻖ ﻳﻮﻡ اﻟﺴﺒﺖ ﺃﻭ ﻏﻴﺮﻩ ﻣﻦ ﺃﻳﺎﻡ اﻷﺳﺒﻮﻉ ﻷﻧﻪ ﻻ ﻓﺮﻕ ﺑﻴﻨﻬﺎ؛ ﻷﻥ ﺻﻮﻡ ﻳﻮﻡ ﻋﺮﻓﺔ ﺳﻨﺔ ﻣﺴﺘﻘﻠﺔ ﻭﺣﺪﻳﺚ اﻟﻨﻬﻲ ﻋﻦ ﻳﻮﻡ اﻟﺴﺒﺖ ﺿﻌﻴﻒ ﻻﺿﻄﺮاﺑﻪ ﻭﻣﺨﺎﻟﻔﺘﻪ للأﺣﺎﺩﻳﺚ اﻟﺼﺤﻴﺤﺔ】.
 اللجنة الدائمة ❪٣٩٦/١٠❫.
 
•┈┈┈┈•✿❁✿•┈┈┈┈•
 
 ما حكم من صام يوم عرفة بقصد التطوع وعليه أيام من رمضان؟
 
 قالت اللجنة الدائمة:
【ﻣﻦ ﺻﺎﻡ ﻳﻮﻡ ﻋﺮﻓﺔ ﺑﻘﺼﺪ اﻟﺘﻄﻮﻉ ﻭﻋﻠﻴﻪ ﺃﻳﺎﻡ ﻣﻦ ﺭﻣﻀﺎﻥ ﻓﺼﻴﺎﻣﻪ ﺻﺤﻴﺢ، ﻭاﻟﻤﺸﺮﻭﻉ ﻟﻪ ﺃﻥ ﻻ ﻳﺆﺧﺮ اﻟﻘﻀﺎء】.
 اللجنة الدائمة ❪٣٩٩/١٠❫.
 
•┈┈┈┈•✿❁✿•┈┈┈┈•
 
 هل يجزيء صيام يوم عرفة وستة من شوال عن صيام الكفارة؟
 
 قالت اللجنة الدائمة:
【ﻻ ﻳﺠﺰﺉ ﺻﻴﺎﻡ ﻳﻮﻡ ﻋﺎﺷﻮﺭاء ﻭﻋﺮﻓﺔ ﻭﺳﺘﺔ ﻣﻦ ﺷﻮاﻝ ﻋﻦ ﻛﻔﺎﺭﺓ اﻟﻴﻤﻴﻦ ﺇﻻ ﺇﺫا ﻧﻮﻯ ﺑﺼﻴﺎﻣﻬﺎ ﺃﻧﻪ ﻋﻦ اﻟﻜﻔﺎﺭﺓ ﻻ اﻟﺘﻄﻮﻉ】.
 اللجنة الدائمة ❪٣٨/٢٤❫.
•┈┈┈┈•✿❁✿•┈┈┈┈•

جزى الله خيراً من جمعها 


تحريم تفسير القرآن بالرأي

تحريم تفسير القرآن بالرأي
⚊⚋⚊⚋⚊⚋
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم 《من قال في القرآن برأيه ،فليتبوأ مقعده من النار
رواه الترمذي
⚊⚋⚊⚋⚊⚋
ففي هذا الحديث الوعيد الشديد على من يفسر القرآن بغير علم أو برأيه ،لأن القرآن يفسر بأربعة أشياء ذكرها ابن كثير في تفسيره.
 
1-تفسير القرآن بالقرآن ،لأن كلام الله يفسر بعضه بعضاً.

2-تفسير القرآن بالسنة النبوية ،لأن الرسول صلى الله عليه وسلم مُبَيِّن للقرآن ،كماقال تعالى:
 《وانزلنا إليك الذكر لتبين للناس مانُزِّل إليهم 》.

3-تفسير الصحابة -رضوان الله عليهم- لأنهم تلقوا عن الرسول صلى الله عليه وسلم تفسير القرآن.

4-تفسير التابعين ،لأنهم أخذوا التفسير عن صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم.

وهناك طريقة خامسة لتفسير القرآن الكريم ،وذلك باللغة العربية التي نزل بها.

فأول مايُبدأ به تفسير القرآن ،هو تفسير بعضه ببعض ،فإن لم يوجد فمن السنة، وإن لم يوجد في السنة فإنه يفسر بتفسير الصحابة،فإن لم يوجد فبتفسير التابعين ،فإن لم يوجد فإنه يُرجع في ذلك إلى اللغة العربية التي نزل بها.
فهذه هي مصادر التفسير ،وليس هناك مصدر اخر غير هذه المصادر .
وأما تفسير القرآن بالرأي ففيه الوعيد الشديد.
ومن هنا نأخذ بأن الذين يفسرون القرآن الآن بآرائِهم وبالفرضيات الحديثة وبالنظريات 
أو
 ما يسمى بالإعجاز العلمي ،إنما هم داخلون فيمن قال في القرآن برأيه. 
فلا ينبغي أن تُجعل هذه الأمور تفسيراً لكلام الله ،لأنها عمل بشري ويخطئ ويصيب.

وهذه النظريات تتغير فقد تأتي نظريات غيرها تغيرها.
فلا تُجعل تفسيراً لكلام الله -عز وجل- الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.
⚊⚋⚊⚋
أصول الإيمان للشيخ محمد بن عبد الوهاب- رحمه الله -
شرح الشيخ صالح الفوزان حفظه الله

فضل العشر من ذي الحجة | للشَّيْخ العَلَّامَة صَالِحُ بِن فَوْزَانُ الفَوْزَان - حَفِظَهُ اللهُ -

فضل العشر من ذي الحجة

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على عبده، ورسوله نبينا محمد، وعلى اله، وأصحابه أجمعين.
          أما بعد :
فأننا على أبواب أيام مباركة، هي أيام عشر ذي الحجة التي فضلها الله سبحانه وتعالى، وأودع فيها من الخيرات الشيء الكثير لعباده، ولاشك أن حياة المسلم كلها خير إذا اغتنمها في عبادة الله والعمل الصالح، وكلها خير من حين يبلغ سن الرشد إلى يتوفاه الله، إذا وفقه الله لاغتنام أيام حياته في الأعمال الصالحة التي يعمر بها آخرته، فمن حفظ دنياه بطاعة الله حفظ الله له آخرته، ووجد ما قدمه مدخرا عند الله عز وجل ومضاعفاً، ومن ضيع ديناه ضاعت آخرته، خسر الدنيا والآخرة، ذلك هو الخسران المبين، فكل حياة المسلم خير، و لكن من فضل الله عز وجل أن جعل أوقاتاً فضلها غيرها من الأيام، ليزداد فيها المسلم أعمالا صالحة، ويحصل على أجور مضاعفة، فهناك شهر رمضان المبارك، وما فيه من الخيرات، والأعمال الصالحة والمضاعفة للأجور، وفي شهر رمضان ليلة خير من ألف شهر، وهي ليلة القدر.
وهناك هذه العشر، عشر ذي الحجة التي اقسم الله جل وعلا في محكم التنزيل، وقال سبحانه وتعالى
بسم الله الرحمن الرحيم: (وَالْفَجْرِ وَلَيَالٍ عَشْرٍ)، هذه الليالي العشر هي عشر ذي الحجة على المشهور عند أهل العلم، والله اقسم بها لشرفها وفضلها، لأنه سبحانه وتعالى يقسم بما يشاء من خلقه، ولا يقسم الا بشئ له شأن، يلفت العباد أليه، وهو اقسم بهذه لشرفها وفضلها، لأجل أن يتنبه العباد لها، وقيل أنها هي العشر التي أيضا أكملها الله لموسى -عليه السلام-: (وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلاثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ)، قالوا والله اعلم هذه العشر هي عشر ذي الحجة، و قال الله سبحانه وتعالي فيها: (وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الأَنْعَامِ)، الأيام المعلومات، وأما الأيام المعدودات المذكورة في قوله تعالى واذكروا الله في أيام معدودات فهي أيام التشريق، في أيام معلومات، يذكروا اسم الله في أيام معلومات، وسيأتي ما يقال من الذكر في هذه الأيام، ومن فضائل هذه العشر أنها تشتمل على يوم عرفة، اليوم التاسع منها، الذي قال -صلى الله عليه وسلم- فيه، في صيامه: احتسب على الله أن يكفر السنة الماضية، والسنة المستقبلة ، وفيه أداء الركن الأعظم من أركان الحج، وهو الوقوف بعرفة، هذا اليوم العظيم الذي يجتمع فيه المسلون من مشارق الأرض ومغاربها في صعيد واحد، هو صعيد عرفة، ليوأدوا الركن الأعظم من أركان حجهم في هذا اليوم، والذي اخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- أن الله ينزل في عشيته إلى سماء الدنيا فيباهي الملائكة بأهل عرفة، فيقول: انظروا إلى عبادي شعثا غبرا أتوني من كل فج عميق، يرجون رحمتي، ويخافون عذابي، أشهدكم أني قد غفرت لهم ، وفي اليوم العاشر من هذه العشر يوم الحج الأكبر، وهو يوم عيد النحر الذي يؤدي المسلمون فيه مناسك الحج من طواف وسعي وذبح للهدي وحلق أو تقصير، هذه المناسك الأربعة يبدأ أداؤها في هذا اليوم، ولذلك سمى الله هذا اليوم يوم الحج الأكبر، لأنه تؤدي فيه معظم مناسك الحج، وهناك الحج الأصغر وهو العمرة، فهذا اليوم اختصه الله سبحانه وتعالى بهذا الفضل، فالحجاج يؤدون فيه المناسك، وغير الحجاج يصلون صلاة العيد فيه الأضاحي، يتقربون بها إلى الله سبحانه وتعالى، فهذه العشر المباركة تشتمل على هذه الفضائل، قد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-، الحديث الذي رواه البخاري وغيره، قال: ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله من الأيام العشر - يعني عشر ذي الحجة – قالوا: ولا الجهاد في سبيل الله قال: ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله ولم يرجع من ذلك بشي ، فهذه الأيام العشر يكون العمل فيها أحب إلى الله من العمل في غيرها، حتى الجهاد في سبيل الله، الذي هو أفضل الأعمال، العمل في هذه العشر خير من الجهاد في سبيل الله، إلا من استثناه النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو الذي خرج بنفسه وماله ولم يرجع من ذلك بشيء.
فهذه الأيام لها فضائل عظيمة، ويشرع فيها أعمال كثيرة:
صيام هذه الأيام ويستحب صيامها، صيام تسعة أيام لغير الحجاج، وأما الحجاج فلا يصومون اليوم التاسع، لأجل أن يتقووا على الوقوف بعرفة، وأما غير الحجاج فصيام هذا اليوم في حقهم يكفر الله به السنة الماضية والسنة الآتية، وهذا فضل عظيم من الله سبحانه وتعالى، وفي حديث حفصة: (أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يصوم هذه العشرة)، رواه أبو داود وغيره بسند لا بأس به، وأما ما قالته عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها-: (أن النبي-صلى الله عليه وسلم- لم يصم هذه العشر)، هذا نفي، وحفصة إثبات، حديثها فيه إثبات والمثبت مقدم على النافي، فحفصة أثبتت أن رسول الله يصوم، وعائشة نفت وهذا في حدود علمها -رضي الله عنها-، فتكون حصة علمت شيئا لم تعلمه عائشة.
ومن الأعمال التي تؤدى في هذه الأيام العشر التكبير، ويبدأ من أول دخول الشهر، حينما يثبت دخول الشهر يبدأ التكبير في أيام هذه العشر ولياليها، ويكثر المسلم من التكبير فيقول :الله اكبر، الله اكبر، لا اله الا الله، الله اكبر، ولله الحمد، يكرر هذا ويرفع به صوته، كان الصحابة يرفون أصواتهم بالتكبير في هذه الأيام العشر، وهذه ما اختصت به هذه الأيام العشر، ويسمي هذا بالتكبير المطلق بالليل والنهار.
وكذلك يشرع في هذه العشر الإكثار من الطاعات من صدقات على المحتاجين، وصدقات في سبيل الله، وكذلك من صلوات النوافل في غير أوقات النهي، ولاسيما صلاة الليل، وكذلك لا يفتر المسلم عن ذكر الله فيها بتلاوة القران والتسبيح والتهليل، فيشغل هذا الوقت بالطاعات القولية، والطاعات الفعلية، يغتنمها ويكتسب ما فيها من خير فلا تضيع عليه، يكون فيها صائما في النهار، وقائما في الليل، وتاليا للقران، مكبرا ومهللا ومسبحا، فيشغل لسانه بذكر الله، ويشغل بدنه بالصيام والقيام، وهذا خير كثير في هذه الأيام العشر التي العمل الصالح فيها أحب إلى الله من العمل في غيرها، وان كان العمل الصالح محبوبا عند الله جلا وعلا في سائر الأوقات، ولكن الله يفضل بعض مخلوقاته على بعض، ففضل هذه العشر على غيرها من أيام الزمان، وكذلك مما يشرع في هذه العشر أن من أراد إن يضحي عن نفسه، أو عن نفسه وغيره، فانه إذا دخل في العشر لا يأخذ من شعره، ولا من أظفاره شيئا حتى يذبح أضحيته، لان النبي -صلى الله عليه وسلم- أمر بذلك في الحديث الصحيح.

يشرع في يوم النحر ذبح الهدي أو الأضاحي، والهدي سواء كان هديا واجبا للنسك كهدي التمتع والقران، أو كان هديا مستحبا يهديه المسلم إلي بيت الله العتيق، تقربا إلي الله سبحانه وتعالى، فأول ما يبدأ، أول يوم يبدأ فيه الذبح يوم العيد، هذا بالنسبة للحجاج، وأما بالنسبة لغير الحجاج فيذبحون الأضاحي، تقربا إلي الله سبحانه وتعالى، وسنة نبوية سنها أبونا إبراهيم -عليه الصلاة والسلام- وأحياها نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم-، والأضحية قربان عظيم يتقرب بها المسلم إلى الله ويرى بعض العلماء وجوبها، الإمام أبو حنيفة -رحمه الله- يرى أن ذبح الأضحية واجب على الموسر، وأما جمهور أهل العلم فيرون انه سنة مؤكدة، وليس بواجب؛ وعلى كل حال فذبح الأضاحي والهدي في هذا اليوم وما بعده يدل على فضل هذا اليوم؛ قالوا: وهو المراد بقوله تعالى: (فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ صل صلاة العيد، وأنحر هديك، وأنحر أضحيتك في هذا اليوم، فهذا اليوم كما أسلفنا تؤدى فيه مناسك الحج، طواف الإفاضة، والسعي بين الصفا والمروة، ورمي الجمرة، جمرة العقبة، وذبح الهدي بالنسبة للحجاج وبالنسبة لغير الحجاج ذبح الأضاحي، ومن فضل الله سبحانه انه مدد أيام الذبح إلى ثلاثة أيام بعد العيد، فأيام الذبح أربعة أيام، يوم العيد وثلاثة أيام بعده، قال -صلى الله عليه وسلم- أيام التشريق أيام أكل وشرب وذكر لله عز وجل، فهذه عشر مباركة، تقدم على المسلمين بخيراتها وبركاتها من الله، على المسلمين من حجاج، وغير حجاج، وفيها هذه الأعمال الجليلة، وبالنسبة للهدي والأضاحي فلها أحكام ذكرها أهل العلم من ناحية السن، ومن ناحية السلامة من العيوب، ففي الأضاحي والهدي لا يجزي إلا ما بلغ السن المحددة شرعاً، فالضأن يجزء فيه بان ستة أشهر، والماعز ما تم له سنة، والبقر ما تم له سنتان، والإبل ما تم له خمس سنين، هذا من حيث السن في الأضاحي وفي الهدي، وكذلك في العقيقة أيضا لابد أن العقيقة ينطبق عليها ما ينطبق على الهدي و الأضحية، كذلك السلامة من العيوب، من العور والعرج والمرض والهزال ونقص الخلقة بقطع أو بتر أو غير ذلك، فتكون سليمة من العيوب التي تنقصها من غيرها، وأما ما يفعل بلحم الهدي، لحم الأضاحي: (فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ)، (فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ)، ويستحب أن يقسمها ثلاثة أقسام، ثلاثة أثلاث: ثلث يأكله هو وأهل بيته، وثلث يتصدق به على المحتاجين، وثلث يهديه لأصدقائه وجيرانه، مع العلم بأنه لا يجوز أن يبيع منها شيئا، لا يجوز إن يبيع منها شيئا حتى الجد لا يبيعه، وكذلك لا يعطي الجزار أجرته من لحم الهدي والأضاحي، بل يتركها لما شرع الله سبحانه وتعالى من الأكل منها، والتصدق والإهداء، وهذه شعائر قال تعالى: (ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ)، ومنها الهدي والأضاحي، بان يقدم لها من أنفس ما يجده، ومن أطيب ما يجده،لأنها شعيرة وتقرب إلى الله، قال الله جلا وعلا: (لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ)، المدار على النيات، ولكن مع هذا فلا يقدم شيئا مستنقصا، أو قليل النفع، ولا يقدم شيئا من كسب حرام، قال -صلى الله عليه وسلم-: إن الله طيب ولا يقبل الا طيبا ، إن الله طيب لا يق بالا طيبا، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ الأَرْضِ وَلا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ)، الخبيث: هو الردي، المراد هنا الردي، لا تتصدق بالردي من الطعام من الملابس، من سائر ما ينتفع به، لا تقدم الردي، ولا تتصدق من كسب حرام، بل تصدق من كسب طيب، لان الله سبحانه طيب لا يقبل إلا طيب، والطيبات لله سبحانه وتعالى.


الحاصل، أن هذه العشر المباركة لها شأن عظيم، فينبغي للمسلم أن يستقبلها بالبشر والفرح والسرور بمقدمها، وان يستغلها فيما شرع الله فيها، حتى تكون كسبا له عند الله سبحانه وتعالى، يجده يوم يقدم على الله سبحانه وتعالى، وكما ذكرنا أن كل حياة المسلم فيها خير إذا استغلها في طاعة الله، ولكن تخصص الأيام والأوقات التي فضلها الله سبحانه وتعالى بمزيد اهتمام، ومزيد اجتهاد، ولكن مع الأسف أن كثير من الناس تمر عليهم أعمارهم، وتمر عليه الأيام الفاضلة، والأوقات الشريفة، ولا يستفيدون منها، تذهب عليهم سدى، وقد لا يكفي إنهم لا يستفيدون منها، بل يستغلونها في الحرام والمعاصي والسيئات، خصوصا في هذا الزمان الذي فشت فيه الشواغل والملهيات من وسائل الإعلام، والبث الفضائي، والانترنت، والأسواق، والعمل في التجارة، أو العمل في الوظائف، أو غير ذلك، و هذا وان كان انه مطلوب من المسلم انه يطلب الرزق، ولكن لا يشغله ذلك عن اغتنام هذه المواسم، فيجمع بين طلب الرزق وبين اغتنام هذه المواسم، والله جلا وعلا لم يمنعنا من العمل للدنيا ما نحتاج إليه، ولكنه نهانا أن ننشغل بالدنيا عن الآخرة: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ قال سبحانه : (فَابْتَغُوا عِنْدَ اللَّهِ الرِّزْقَ وَاعْبُدُوهُ)، ابتغوا عند الله الرزق واعبدوه، فلا تنساق مع طلب الرزق وتترك العبادة، أو تنساق مع العبادة وتترك طلب الرزق فتكون عالة على غيرك، بل اجمع بين هذا، وهذا: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ* فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)، ولما ذكر المساجد وعمارة المساجد قال: (يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِفالمسلم يجمع بين الأمرين بين طلب الرزق في وقته، وأداء العبادة في وقتها، في حين أن العبادة تعين على طلب الرزق:(وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ)، (وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلا عَلَى الْخَاشِعِينَ)، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ)، فالمسلم لا يضيع دينه، كذلك لا يضيع دنياه، وإنما يجمع بين مصالح دينه ودنياه، هذا هو المسلم، فكيف إذا ضيع وقته في اللهو واللعب، وتتبع المسلسلات، التمثيليات، والفضائيات، والأغاني، والنوادي الرياضية، والمباريات، يضيع وقته في هذه الأمور، والعجيب انه لا يمل، لا يمل من السهر، لا يمل من التعب مع هذه الأمور التي هي في مضرته، لا يتعب، بينما يتعب من الطاعة والعبادة، إلا من رحم الله سبحانه وتعالى.

 الحاصل، أن المسلم يتنبه لنفسه ويتنبه لأوقات الفضائل، قبل أن يقول: (يَا حَسْرَتَى عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ)، قبل أن يواجه ما ذكره الله وتعالى عن أصحاب النار، إذا القوا فيها، قالوا ربنا أخرجنا نعمل صالحا غير الذي كنا نعمل، قال الله جلا وعلا: (أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمْ النَّذِيرُ فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِير)، فمن ضيع وقته وحياته فهذا مصيره، ولا حول وقوة إلا بالله.
 فلنتنبه لأنفسنا، وننبه غيرنا ولنحفظ وقتنا ولنغتنم أوقات الفضائل قبل فواتها، فان ذلك هو رأس المال الذي تخرج به من هذه الدنيا :
إذا أنت لم ترحل بزاد من التــقى   ولاقيت يوم العرض من قد تزودا
ندمت على ألا تكون كمثلـــــه    وانك لم ترصد كما كان ارصــدا
لابد من هذا المصير، إذا لم تقدم لآخرتك فلابد أن تندم في حين لا ينفع الندم، فعلينا أن نتنبه وننبه إخواننا، ونعظم هذه الأيام بطاعة الله سبحانه وتعالى، ونصونها عن الضياع، ونصونها على ان نشغلها بشئ يضرنا ونأثم به.
 وفق الله الجميع للعلم النافع والعمل النافع، انه سميع قريب مجيب، وصلى الله علي نبينا محمد، وعلى اله، وأصحابه أجمعين


المَــصْدَرُ