احدث المواضيع

مقالات

من درر و فوائد الأمام الألباني رحمه الله

سئل العلامة الألباني رحمه الله:

السائل:
[هل من الحكمة أن لا نقدح في شيوخ أهل البدع والأهواء والضلال أبدا ونسعى في بيان الحقّ بدون هذا الأسلوب؟ أو أيضا كجزء من الدعوة لابد أن نتصدّى لهذا التيّار فنبين ما فيه من ظلم ومن عدوان وانحراف؟ يعني هل نجمع بين الأمرين أو نرجّح جانب السكوت ونمضي في دعوتنا هكذا هادئين ونسكت عن هذه الموجات ونظلّ ماشين؟]

الشيخ: 
 
لا ما يكفي هذا، لابدّ من الجمع بين الدعوة إلى الحقّ والرّدّ على الّذين يبطلون ويحاربون الحقّ والدّعاة إليه وهذا أمره واضح جدّا من كلامنا السّابق الصّدع بالحق ّواستعمال الحكمة والموعظة.

السائل:
[ أصبح في مفهوم النّاس أنّ هذا ليس من الحكمة المناقشة؟]

الشيخ:

 رجعنا إلى النّاس ما لنا وللنّاس علينا أن نعرف الحقّ وأن نتقرّب إلى الله عزّ وجلّ بالدعوة إليه وكلنا يعلم قوله تبارك وتعالى في سورة العصر {والعصر إنّ الإنسان لفي خسر إلا الّذين آمنوا وعملوا الصّالحات وتواصوا بالحقّ وتواصوا بالصّبر}، علينا أن ندعوا إلى الحقّ وأن نصبر على ذلك ولا نكلّ ولا نملّ مهما تألّب الأعداء علينا وردّوا علينا ونسبونا إلى التّشدّد وإلى ربما إلى الخروج ونحو ذلك لا يهمّنا إذا كان ربنا عزّ وجلّ يقول لنبيه صلى الله عليه وسلم: "ما يقال لك إلاّ ما قد قيل للرسل من قبلك" ترى ما نسبتنا نحن الّذين نزعم أنّنا دعاة ما نسبتنا إلى نبيّنا عليه السّلام؟ لا شيء يذكر، فإذا كان الكفّار والضّلاّل يتكلّمون عادة في الرّسل ومنهم نبينا صلّى الله عليه وسلّم فإذا نحن يجب أن نهيّئ أنفسنا أنّنا سنسمع من الّذين ضلوا كلاما كثيرا لابدّ من أن نهيئ أنفسنا لهذا وأن نصبر على دعوتنا لنؤجر كما قال تعالى: {إنّما يوفّى الصّابرون أجرهم بغير حساب} والله المستعان.
-------------------------------------------

(سلسلة الهدى والنور، شريط: 369).

•┈┈┈┈•✿❁✿•┈┈┈┈• 

نفائس من كلام سلفنا الصالح

نفائس من كلام سلفنا الصالح

❍ قال الحافظ ابن القَيِّم - رحمه الله تعالى -

” ‏لا يُسيءُ الظن بنفسه إِلَّا من عرفها ، ومن أحسن الظن بنفسه فهو من أجهل الناس بنفسه “ اﻫـ .

• انظر : (‏المدارج له) (١٨٩/١) .

                        -------------------

❍ وقال أيضاً - رحمه الله تعالى -

‏” وأما الزهد في الثناء والمدح ، فيُسهِّلُه عليك علمك أنه ليس أحد ينفع مدحه ويَزِين ويضر ذمُّه ويشِينُ إلا الله وحده “ اﻫـ .

• انظر : (‏الفوائد) (ص - ٢٢٠) .

                         ---------------

❍ و‏قال ابن الجوزي - رحمه الله تعالى -

” ‏ومنهم من يفرح بكثرة الأتباع ويلبس عليه إبليس ‏بأن هذا الفرح لكثرة طلاب العلم ، وإنما مراده كثرة ‏الأصحاب واستطارة الذكر “ اﻫـ .

• انظر : (تلبيس) (ص - ١١٧) .

                        ---------------

❍ و‏قال ⁧الشيخ العلاّمة الفقيه ابن عثيمين - ⁩رحمه الله تعالى -

” ‏من الظلم أن يتبين لك الحق فتجادل لنصرة قولك ؛ لأن العدل أن تنصاع للحق ، وألا تكابر عند وضوحه “ اﻫـ .

• انظر : (‏التفسيرله) (٢٨٥/٣) .

                     ---------------

❍ و‏قال أمير المؤمتين عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -

” ‏لا خير في قوم ليسو بناصحين ، ‏ولا خير في قوم لا يحبون النصح “ اﻫـ .

• انظر : (الاستقامة) (ص - ١٤٨) 

ســلسِلةُ شــَرحِ اﻷُصُولِ الثَّــﻻَثةِ العَـــ59ـــدَدُ

ســلسِلةُ شــَرحِ اﻷُصُولِ الثَّــﻻَثةِ
لمعالي شيخنا العﻻمة الدكتور /
صَالِح بنُ فَوزان الفَوزَان -حَـفظهُ الله-
        ▫️العَـــ59ـــدَدُ▫️


                   ــــــــــ

 [ الإسـلام والإيمـان والإحسـان ودليلُ كلٍّ ]

قال اﻹمام المجدد : محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى وغفر له :[ وَأَنْوَاعُ الْعِبَادَةِ الَّتِي أَمَرَ اللهُ بِهَا ، مِثْلُ : الإسلام ، والإيمان ، والإحسان ]
_________________________

قال شيخنا غفر الله له وأحسن إليه :
والشيخ رحمه الله ، أَوْرَد َأمْثِلَةً للعبادة ، مِنْ بابِ التَّمْثِيل ، لا مِنْ باب الحَصْر ، لأنها أكثر مما ذَكَرَه ،
ولا يمكن استيعابها في رسالة مُخْتَصَرَة ، لكن ذَكَرَ أمثلةً ، ولشيخ الإسلام رسالة مُسْتقِلَّة ،
اسمها :( الْعُبُودِيَّة )
تبحث في العبادة ، وأنواع العبادة ،
وبيان الانحرافات التي حصلت من الصوفية وغيرهم في العبادة ، وهي رسالة قيِّمَةٌ ، يحتاج طالب العلم أن يقرأها .

قوله رحمه الله :[ مثل الإسلام والإيمان والإحسان ] هذه الأنواع الثلاثة ، أعظم أنواع العبادات ،
الإسلام والإيمان والإحسان ، وسيأتي شَرْحُهَا في كلام الشيخ رحمه الله ، في الأصل الثاني ، وذَكَرَها هُنا ، لأنها من أنواع العبادة ،
 
  فالإسلام بأركانه الخمسة : الشهادتان ، وَإِقَامُ الصَّلاةِ ، وَإِيتَاء ُالزَّكَاةِ ، وَصَوْمُ رَمَضَانَ ، وَحَجُّ بيت الله الحَرَام ،
هذه كُلُّهَا عباداتٌ مالِيَّة وبَدَنِيَّة ،
 
  وكذلك الإيمان بأركانه السِّتَّة ، وهو من أعمال القلوب : الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر ، والإيمان بالقَدَرِ خَيْرِه وشَرِّه ،
هذه عبادة قَلْبِيَّة .
 
 كذلك الإحسان ، وهو ركن واحد ، وهو :
أن تَعْبُدَ اللهَ كأنَّكَ تَرَاهُ فإن لم تكن تراه فإنه يراك ، 
هذا أعلى أنواع العبادة ،  لأن الإحسان هو أعلى أنواع العبادة .
وهذه تُسَمَّى مراتب الدِّين ، لأنَّ مجموعها هو الدين ،
لأنَ جبريلَ لمَّا سألَ النبيَّ بحضرة أصحابه ، وأجَابهُ النبيُّ عن الإسلام والإيمان والإحسان ، قَالَ :
« هَذَا جِبْرِيلُ أَتَاكُمْ يُعَلِّمُكُمْ أَمْرَ دِينِكُم »
فسمّي هذه الثلاثة الدين ."

ــــــــــــ 
صفحة : [ ١٢٥ - ١٢٦ ] .
 
ـــــــــــــــــــــ 
نكتفي بهذا القدر ونُكمل في العدد القادم إن شاء الله تبارك وتعالى
ــــــ ❁ ❁ــــــ❁ ❁ ــــــــ 
 ما فاتكم تجدونه :
هُنــــا
او عبر :
[المدونة]

        •┈┈┈┈•✿❁✿•┈┈┈┈• 
        الدِّيـْنُ النَّصِــيْحَة الدّعويّــة


ســلسِلةُ شــَرحِ اﻷُصُولِ الثَّــﻻَثةِ العَـــ58ـــدَدُ

ســلسِلةُ شــَرحِ اﻷُصُولِ الثَّــﻻَثةِ
لمعالي شيخنا العﻻمة الدكتور /
صَالِح بنُ فَوزان الفَوزَان -حَـفظهُ الله-
        ▫️العَـــ58ـــدَدُ▫️


                   ــــــــــ

وصلنا إلى قول شيخنا حفظه الله :

"هذا التعريف الجامع المانع ، وهو أن العبادة : اسم لجميع ما أَمَرَ اللهُ به ، فَفِعْلُ ما أمر الله به : طاعة لله ، وتَرْك ما نهى الله عنه : طاعة لله ، هذه هي العبادة ، ولا تُحْصَر أنواعها ، أنواعها كثيرة ، كل ما أمر الله به فهو عبادة ، وكل تَرْكٍ لما نهى الله عنه ، طاعة لله ، هو عبادة ، ولا تحصر أنواعها ، أنواعها كثيرة ، كل ما أمر الله به فهو عبادة ، وكل ما نهى الله عنه فَتَرَكَهُ ، سواء كان ذلك ظاهرا على الجوارح ، أو كان باطنا في القلوب ، هو عبادة ،
لأن العبادة تكون على اللسان ،
وتكون على القلب ، وتكون على الجوارح .

تكون على اللسان مثل : التسبيح والذِّكْر والتهليل والنُّطْق بالشهادتين ، كل أقوال اللسان المشروعة من ذكر الله ، فإنها عبادة .
وكذلك كل ما في القلب ، مِنَ التَّقَرُّبِ إلى الله عز وجل ، فإنه عبادة ، كالخوف والرجاء والخشية والرغبة والرهبة والتوكل والإنابة والاستعانة ، كل هذه أعمال قلب ، اللجوء إلى الله بالقلب ، وخشية الله وخوفه ، والرغبة إليه ، ومحبته سبحانه ، والإخلاص له ، والنية الصادقة لله عز وجل ،
كل ما في القلوب من هذه الأنواع ، فهو عبادة ،
وكذلك تكون العبادة على الجوارح مثل :
الركوع والسجود ، والجهاد في سبيل الله ، والجهاد بالنفس ، والهجرة ،
كل هذه عبادات بَدَنِيَّة ،
والصيام عبادة بدنية ، تظهر على الجوارح .

فإذن العبادة : تكون على اللسان وعلى القلب وتكون على الجوارح ، ثم هذه العبادة تنقسم :
إلى عبادة بَدَنِيَّة ، وإلى عبادة مَالِيَّة .

  ●  العبادة البدنية : هي الثلاثة الأنواع التي قُلْنَا ، تكون على اللسان وعلى الجوارح وعلى القلب .
  ●  وتكون مالية : مثل إخراج الزكاة ، مثل الإنفاق في سبيل الله ، وهو الإنفاق في الجهاد ،
قال الله تعالى :﴿ وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ ﴾ .
قَدَّمَ الأموالَ على الأنفس ،
فالجهاد بالمال ، عبادة مالية .
الحَجُّ : يتكون من عبادة بدنية ، وعبادة مالية ،
فأداء المناسك : الطَّواف والسعي ورَمْي الجِمَارِ والوقوف بعرفة والمبيت بمزدلفة ، عبادة بدنية ،
أما الإنفاق فيه ، فهو عبادة مالية ،
لأن الحج يحتاج إلى نفقة ."

ــــــــــــ 
صفحة : [ ١٢٣ - ١٢٥ ] .
 
ـــــــــــــــــــــ 
نكتفي بهذا القدر ونُكمل في العدد القادم إن شاء الله تبارك وتعالى
ــــــ ❁ ❁ــــــ❁ ❁ ــــــــ 
 ما فاتكم تجدونه :
هُنــــا
او عبر :
[المدونة]

        •┈┈┈┈•✿❁✿•┈┈┈┈• 
        الدِّيـْنُ النَّصِــيْحَة الدّعويّــة


ســلسِلةُ شــَرحِ اﻷُصُولِ الثَّــﻻَثةِ العَـــ57ـــدَدُ

ســلسِلةُ شــَرحِ اﻷُصُولِ الثَّــﻻَثةِ
لمعالي شيخنا العﻻمة الدكتور /
صَالِح بنُ فَوزان الفَوزَان -حَـفظهُ الله-
        ▫️العَـــ57ـــدَدُ▫️


                   ــــــــــ

[ أَنْواعُ العِبَادةِ التي أَمَرَ اللهُ بها وأَدِلَّة كُلِّ نَوْعٍ ]

قال اﻹمام المجدد : محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى وغفر له :
[ قَالَ ابْنُ كَثِيرٍ - رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى - :
الخَالِقُ لِهَذِهِ الأَشْيَاءَ هُوَ الْمُسْتَحِقُّ لِلْعِبَادَة  ِ.
وَأَنْوَاعُ الْعِبَادَةِ الَّتِي أَمَرَ اللهُ بِهَا ، مِثْلُ :
الإِسْلامِ ، وَالإِيمَانِ ، والإحسان
] .
_________________________

قال شيخنا غفر الله له وأحسن إليه :
لما بَيَّنَ الشيخ أن الرَّبَّ هو المعبود واستدل بقوله تعالى :﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ استشهد بكلام ابن كثير رحمه الله في تفسيره للآية ، وأراد أن يبين أنواع العبادة ، وأدلة كل نوع ،
فالعبادة في اللغة معناها : التذلل والخضوع ، ومنه طريق مُعَبَّد : يعني : مذلل مخضع بالمشي عليه .

والعبادة قسمان : القسم الأول :
عبادة عامة لجميع الخلق ، كلهم عباد الله ،المؤمن والكافر ، والفاسق والمنافق ، كلهم عباد الله ، بمعنى : أنهم تحت تَصَرُّفِه وقَهْرِه ، وأنهم تجب عليهم عبادته سبحانه وتعالى ،
هذه عبادة عامة لجميع الخلق ،
مؤمنهم وكافرهم ، كلهم يقال لهم : عباد الله ، بمعنى : أنهم مخلوقون له ، مُذَلَّلُون لا يخرج أحد منهم عن قبضته وسلطانه ، كما قال تعالى :﴿ إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا ﴾ .
هذا يشمل كل من في السماوات والأرض ، المؤمن والكافر ، كلهم يأتون يوم القيامة منقادين لله سبحانه وتعالى ، ليس لأحد منهم شركة مع الله سبحانه وتعالى في ملكه .

القسم الثاني : عبودية خاصة بالمؤمنين ، كما قال :﴿ وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا ﴾ .
قال تعالى :﴿ إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ ﴾ . قال الشيطان :﴿ إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ ﴾ .

هذه عبودية خاصة ، وهي عبودية الطاعة والتقرب إلى الله بالتوحيد .
والعبادة في الشرع ، اختلف العلماء في تعريفها ، يعني : اختلفت عباراتهم في تعريفها ،
والمعنى واحد ،
فمنهم من يقول :
العبادة : غَايَةُ الذُّلِّ مع غاية الحُبّ ،
كما قال ابن القيم في النُّونِيَّة :
    
وعِبَادَةُ الرَّحمنِ غايةُ حُبِّهِ
                 مع ذُلِّ عَابِدِهِ هُمَا قُطْبَانِ

فعَرَّفَهَا : بأنَّها غاية الحب مع غاية الذل .

ومنهم من يقول : العبادة هي : ما أُمِرَ به شَرْعا ، مِنْ غَيْرِ اطِّرَادٍ عُرْفِي ، ولا اقْتِضَاءٍ عَقْلِي .
لأن العبادة توقيفية ، لا تَثْبُتُ بالعقل ولا بالعُرْف ، وإنما تثبت بالشرع ، وهذا تعريف صحيح .
ولكن التعريف الجامِع المَانِع ، هو ما عَرَّفَهُ بها شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ، حيث قال :
( العِبَادةُ اسمٌ جامعٌ ، لِكُلِّ ما يُحِبُّهُ الله ، مِنَ الأقوالِ والأعمالِ الظاهرة والباطنة ) .
هذا التعريف الجامع المانع ..."

ــــــــــــ 
صفحة:[ ١٢٠ - ١٢١ ] .
 
ـــــــــــــــــــــ 
نكتفي بهذا القدر ونُكمل في العدد القادم إن شاء الله تبارك وتعالى
ــــــ ❁ ❁ــــــ❁ ❁ ــــــــ 
 ما فاتكم تجدونه :
هُنــــا
او عبر :
[المدونة]

        •┈┈┈┈•✿❁✿•┈┈┈┈• 
        الدِّيـْنُ النَّصِــيْحَة الدّعويّــة


ســلسِلةُ شــَرحِ اﻷُصُولِ الثَّــﻻَثةِ العَـــ56ـــدَدُ

ســلسِلةُ شــَرحِ اﻷُصُولِ الثَّــﻻَثةِ
لمعالي شيخنا العﻻمة الدكتور /
صَالِح بنُ فَوزان الفَوزَان -حَـفظهُ الله-
        ▫️العَـــ56ـــدَدُ▫️


                   ــــــــــ

وصلنا إلى قول شيخنا حفظه الله :

ولما ذكر هذه الأصناف الثلاثة قال :
﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ ﴾ فهذا دعاء لجميع الأصناف المؤمنين والكفار والمنافقين ، قال العلماء : أول نداء في المصحف هو هذا :
﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ ﴾ .
﴿ اعْبُدُوا ﴾ فعل أمر ، أي : أخلصوا له العبادة ،  لماذا ؟ لأنه ربكم ،
والعبادة لا تصلح إلا للرب سبحانه وتعالى ، ثم ذكر الدليل على ذلك وهو قوله :﴿ الَّذِي خَلَقَكُمْ ﴾ .
﴿ والذين من قبلكم ﴾ من الأمم كلهم ،
خلق الله سبحانه وتعالى الملائكة والجن والإنس وجميع المخلوقات .

﴿ لعلكم تتقون ﴾ إذا تدبرتم هذا ، فلعل هذا أن يسبب لكم التقوى ، إذا تدبرتم أنه الذي خلقكم وخلق الذين من قبلكم ، لعلكم تتقونه سبحانه وتعالى في عبادته ، لأنه لا يقي من عذابه إلا طاعته سبحانه وتعالى ، لعلكم تتقون عذابي وتتقون النار ،
لأنه لا يقيكم منها إلا عبادة ربكم
الذي خلقكم والذين من قبلكم .

ثم واصل الاستدلال على ربوبيته وعبوديته سبحانه وتعالى بقوله : ﴿ جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا
أي : بساطا ﴿ وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ بِسَاطًا ﴾  أي : مبسوطة ، وفراشا ، أي : تفترشونها ،
تنامون عليها ،
تبنون عليها ،
تزرعون على ظهورها ،
تسيرون عليها في سفركم أينما تريدون ،
فالأرض فراش ومهاد :﴿ وَالْأَرْضَ فَرَشْنَاهَا فَنِعْمَ الْمَاهِدُونَ ﴾ لأجل مصالحكم .

﴿ والسماء بناء ﴾ فالسماء سقف الأرض ، وفيها مصالح للعباد ﴿ وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ ﴾ .

ــــــــــــ 
صفحة:[ ١٢٠ - ١٢١ ] .
 
ـــــــــــــــــــــ 
نكتفي بهذا القدر ونُكمل في العدد القادم إن شاء الله تبارك وتعالى
ــــــ ❁ ❁ــــــ❁ ❁ ــــــــ 
 ما فاتكم تجدونه :
هُنــــا
او عبر :
[المدونة]

        •┈┈┈┈•✿❁✿•┈┈┈┈• 
        الدِّيـْنُ النَّصِــيْحَة الدّعويّــة


ســلسِلةُ شــَرحِ اﻷُصُولِ الثَّــﻻَثةِ العَـــ55ـــدَدُ

ســلسِلةُ شــَرحِ اﻷُصُولِ الثَّــﻻَثةِ
لمعالي شيخنا العﻻمة الدكتور /
صَالِح بنُ فَوزان الفَوزَان -حَـفظهُ الله-
        ▫️العَـــ55ـــدَدُ▫️


                   ــــــــــ

قال اﻹمام المجدد : محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى وغفر له :
[ وَالرَّبُ هُوَ الْمَعْبُودُ ، وَالدَّلِيلُ قَوْلُهُ تَعَالَى : ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ○ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ ﴾ ] .
_________________________

قال شيخنا غفر الله له وأحسن إليه :

❒ قوله :[ والرب هو المعبود ] أي : هو الذي يستحق العبادة ، وأما غيره فلا يستحق العبادة ،  لأنه ليس ربًّـا ، هذا وجه كلام الشيخ
رحمه الله بقوله :[ الرب هو المعبود ] أي :
هو الذي يستحق العبادة ،
ثم أيضا لا يكفي أن الإنسان يقر بالربوبية ، بل لا بد أن يقر بالعبودية لله سبحانه وتعالى ، ويفعلها مخلصا له سبحانه وتعالى ، فما دام أقر أنه الرب ، فإنه يلزمه أن يقر أنه هو المعبود ، وأن غيره لا يستحق شيئا من العبادة ، والدليل على أن العبادة خاصة بالرب ؟
 قوله تعالى :﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ ﴾ .

﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ ﴾ هذا نداء من الله لجميع الناس ، المؤمنين والكفار ، لأن الله ذكر في هذه السورة ، سورة البقرة ، انقسام الناس إلى ثلاثة أقسام :

●  القسم الأول : المؤمنون الذين يؤمنون بالغيب ، ويؤمنون باليوم الآخر ، ووصفهم بأنهم  هم المفلحون في قوله :﴿ أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾ .
● القسم الثاني : الكفار الذين أظهروا الكفر والعناد ، قال تعالى :﴿ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ ﴾ .
● القسم الثالث : المنافقون الذين ليسوا مع الكفار وليسوا مع المؤمنين :﴿ مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ لَا إِلَى هَؤُلَاءِ وَلَا إِلَى هَؤُلَاءِ ﴾ فهم مؤمنون في الظاهر ، لكنهم كفار في الباطن ، وهؤلاء شر من الكفار المجاهرين بكفرهم ، ولهذا أنزل فيهم بضع عشرة آية ، بينما أنزل في المؤمنين آيات قليلة ،
وفي الكفار آيتين ،  أما المنافقون فبدأ ذكرهم من قوله :﴿ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا ﴾ إلى قوله :﴿ يَكَادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ ﴾ هذا كله في المنافقين ، لشدة خطرهم وقبح فعلهم ، ولما ذكر هذه الأصناف
الثلاثة قال :﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ ﴾ ..."

ــــــــــــ 
صفحة:[ ١١٨ - ١٢٠ ] .
 
ـــــــــــــــــــــ 
نكتفي بهذا القدر ونُكمل في العدد القادم إن شاء الله تبارك وتعالى
ــــــ ❁ ❁ــــــ❁ ❁ ــــــــ 
 ما فاتكم تجدونه :
هُنــــا
او عبر :
[المدونة]

        •┈┈┈┈•✿❁✿•┈┈┈┈• 
        الدِّيـْنُ النَّصِــيْحَة الدّعويّــة


ســلسِلةُ شــَرحِ اﻷُصُولِ الثَّــﻻَثةِ العَـــ54ـــدَدُ

ســلسِلةُ شــَرحِ اﻷُصُولِ الثَّــﻻَثةِ
لمعالي شيخنا العﻻمة الدكتور /
صَالِح بنُ فَوزان الفَوزَان -حَـفظهُ الله-
        ▫️العَـــ54ـــدَدُ▫️


                   ــــــــــ

وصلنا إلى قول شيخنا حفظه الله :

ودَلَّتِ الآيَةُ على الفَرْقِ بَيْنَ الخَلْقِ والأَمْرِ ،  ففيه رَدُّ على مَنْ يقولون بِخَلْقِ الْقُرْآن ، لأنَّ القرآنَ مِنَ الأَمْرِ ، وأَمْرُ اللهِ ليس مخلوقا ،
لأنَّ اللهَ غَايَرَ بين الخَلْقِ وبين الأَمْر ،
فجعلهم شيئين مُتَغَايِرَيْن ،
والقرآنُ داخل في الأمر ، فهو غير مخلوق .

وهذا ما خَصَمَ به الإمامُ أحمدُ الجَهْمِيَّةَ ، لمَّا طلبوا منه أن يقول بخلق القرآن ، قال :
هل القرآن مِنَ الخلق أو من الأمر ؟
قالوا : القرآن من الأمر ،
قال : الأمر غير مخلوق ،
الله غاير بينه وبين الخلق ،
فجعل الخلق شيئا ، والأمر شيئا آخر .

الأمر كلام ، وأما الخلق فهو إيجاد وتكوين ،  يوجد فَرْقٌ بينهما .

تبَارَكَ اللهُ : أي : تَعَاظَم الذي هذه أفعاله سبحانه وتعالى ، وهذه قُدْرَتُهُ ،  وهذه مخلوقاته تبارك وتعالى .
 
وتبارك : فِعْلٌ خاص به سبحانه ،
فلا يُطْلَقُ على غيره ،

والبَرَكَةُ : هي كثرة الخير ونماؤه ،
وبَرَكَاتُ اللهِ -جَلَّ وعلا- لا تَتنَاهى ،
أما المخلوق فلا يقال له : تبارك ،
إنما يقال له : مُبَارَك ، يعني :
بَارَكَ اللهُ فيه وجَعَلَهُ مُبَارَكَا ،
والبركة كُلُّهَا من الله سبحانه وتعالى .

رَبُّ العَالَمِين : مثل ما سَبَقَ ،
ففي هذه الآية تقرير التوحيد ، توحيد الربوبية ، وتوحيد الألوهية ، كما سبق ."

ــــــــــــ 
صفحة:[ ١١٦ - ١١٨ ] .
 
ـــــــــــــــــــــ 
نكتفي بهذا القدر ونُكمل في العدد القادم إن شاء الله تبارك وتعالى
ــــــ ❁ ❁ــــــ❁ ❁ ــــــــ 
 ما فاتكم تجدونه :
هُنــــا
او عبر :
[المدونة]

        •┈┈┈┈•✿❁✿•┈┈┈┈• 
        الدِّيـْنُ النَّصِــيْحَة الدّعويّــة


ســلسِلةُ شــَرحِ اﻷُصُولِ الثَّــﻻَثةِ العَـــ53ـــدَدُ

ســلسِلةُ شــَرحِ اﻷُصُولِ الثَّــﻻَثةِ
لمعالي شيخنا العﻻمة الدكتور /
صَالِح بنُ فَوزان الفَوزَان -حَـفظهُ الله-
        ▫️العَـــ53ـــدَدُ▫️


                   ــــــــــ

وصلنا إلى قول شيخنا حفظه الله :

والنجوم : هي الكواكب ،
﴿ مُسَخَّرَات بأمره ﴾ مُسَخَّرَات في الجَرَيَان والدَّوَرَان دائما لا يَفْترن ،
وهذا رَدٌّ على الذين يَعْبُدون الشمس والقمر والكواكب ، بأنها مُسَخَّرَة بأمر الله مَأْمُورة ،
اللهُ الذي يجريها ، واللهُ الذي يُوقِفُها
إذا شَاءَ سبحانه وتعالى ،
فهي مُسَخَّرة مُدَبَّرَة ، ليس لها من الأمر شيء .
يأمرها سبحانه فتَجْرِي وتدور وتضيء ، بأمره الكَوْني سبحانه وتعالى ، يطلع هذا ويغرب هذا ويتعاقبان .

نصب الشمس والقمر والنجوم على العطف ،  لأن السماوات : منصوب ، لأنه مفعول وعلامة نَصْبِه الكَسْرَة نيابة عن الفتحة ، لأنه جمع مؤنث سالم ،
والأرض : منصوب بالفتحة ، ثم قال : والشمس والقمر : معطوف على المنصوب ،
والمعطوف على المنصوب منصوب .

 ●  مُسَخَّرات : منصوب على الحال ، أي : حال كونها مسخرات ، وعلامة نصبه الكسرة نيابة عن الفتحة ، لأنه مُلْحَق بجمع المؤنث السالم .

●  قال :﴿ أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ ﴾ .
ألا : أداة تنبيه وتقرير .
له : سبحانه وتعالى لا لغيره .
الخلق : وهو الإيجاد ، فهو القادر على الخلق إذا أراد سبحانه وتعالى ، يخلق ما شاء .
والأمر : أمره سبحانه وتعالى ، وهو كلامه سبحانه وتعالى الكوني والشرعي .

أمره الكَوْنِي : الذي يأمر به المخلوقات ، فتطيعه وتستجيب له ، مثل قوله :﴿ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا ﴾ أمرهما سبحانه ، وهذا أمر كوني ، أمر به السماوات والأرض فتكونت ﴿ إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ﴾ هذا أمر كوني .

أما الأمر الشرعي : فهو وَحْيُهُ المُنَزَّل الذي يأمر به عباده ، يأمرهم بعبادته ، يأمرهم بالصلاة ،
يأمرهم بالزكاة ،
يأمرهم بِبِرِّ الوالدين ،
هذا أمره الشرعي ، يدخل فيه الأوامر والنواهي التي في القرآن الكريم ، وفي السنة النبوية ،
هذا من أمر الله سبحانه وتعالى .

إذا كَانَ لهُ الخَلْقُ والأَمْرُ ،
فماذا بَقِيَ لغيره سبحانه وتعالى ؟
ولهذا يقول ابن عمر لما قرأ هذه الآية ، قال :( مَنْ لهُ شيء فليطلبه ) .

ودَلَّتِ الآيَةُ على الفَرْقِ بَيْنَ الخَلْقِ والأَمْرِ ،
ففيه رَدُّ على مَنْ يقولون بِخَلْقِ الْقُرْآن ..."

ــــــــــــ 
صفحة:[ ١١٥ - ١١٦ ] .
 
ـــــــــــــــــــــ 
نكتفي بهذا القدر ونُكمل في العدد القادم إن شاء الله تبارك وتعالى
ــــــ ❁ ❁ــــــ❁ ❁ ــــــــ 
 ما فاتكم تجدونه :
هُنــــا
او عبر :
[المدونة]

        •┈┈┈┈•✿❁✿•┈┈┈┈• 
        الدِّيـْنُ النَّصِــيْحَة الدّعويّــة


ســلسِلةُ شــَرحِ اﻷُصُولِ الثَّــﻻَثةِ العَـــ52ـــدَدُ

 ســلسِلةُ شــَرحِ اﻷُصُولِ الثَّــﻻَثةِ
لمعالي شيخنا العﻻمة الدكتور /
صَالِح بنُ فَوزان الفَوزَان -حَـفظهُ الله-
        ▫️العَـــ52ـــدَدُ▫️


                   ــــــــــ


وصلنا إلى قول شيخنا حفظه الله :

"﴿ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ ﴾ حَرْفُ عَطْفٍ وتَرْتِيبٍ ، أي : أن استواءه على العرش جاء بعد خلق السماوات والأرض ، لأنه من صِفَاتِ الأفعال التي يفعلها اللهُ مَتَى شَاء .

ومعنى استوى : ارتفع وعلا .
العرش : هو سقف المخلوقات .
وهو في اللغة : السرير، وهو سرير ذو قوائم ، تحمله الملائكة ، وهو أعظم المخلوقات ،  وأعلى المخلوقات .

 ●  الاستواء : صفةٌ مِنْ صفات الله الفعلية ، كما يليق بجلاله سبحانه وتعالى ، ليس كاستواء المخلوق على المخلوق ، وليس هو بحاجة إلى العرش ، لأنه هو الذي يُمْسِكُ العرشَ وغيره ﴿ إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولَا وَلَئِنْ زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ ﴾ .
 
  فالعرش محتاج إلى الله عز وجل ، لأنه مخلوق ، والله غَنِيٌّ عن العرش وغيره ، لكنه استوى عليه ، لحكمة يعلمها سبحانه وتعالى ،
والاستواء : نوع من العلو ، لكن العلو صفة ذات ، وأما الاستواء فهو صفة فعل يفعله إذا شاء سبحانه وتعالى .

﴿ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ ﴾ يغشي الليل بالنهار ، ويُغَطِّي النهار بالليل ، فبينما ترون الكون مضيئا يغطيه الليل فيصبح مظلما ، والليل يغطيه النهار فيصبح مضيئا ﴿ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا ﴾ يأتي هذا بعد هذا مباشرة ولا يتأخر ، فإذا أَدْبَرَ الليل جاء النهار ، وإذا أدبر النهار جاء الليل مباشرة ، لا يتأخر هذا عن هذا ، وهذا من كمال قدرته سبحانه وتعالى ، لا يَفْتر هذا عن هذا ،

والشمس هي الكوكب العظيم المعروف ، والقمر كذلك كوكب من الكواكب السبعة السَّيَّارة ،
وكل منهما يجري ويدور على الأرض ،
والأرض ثابتة مُسْتَقِرَّة ، جعلها قرارا ،
أي : قارَّة ثابتة لمصالح العباد ،
والشمس وسائر الأفلاك تدور عليها ،
لا كما يقوله المُتَخَرِّصُون الآن ، من الذين يَدَّعُون المعرفة ، يقولون : إن الشمس ثابتة والأرض تدور عليها ، هذا عَكْسُ ما في القرآن ... ﴿ وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ﴾ وهم يقولون :
الشمس ثابتة ، يا سبحان الله !
والنجوم : هي الكواكب ،  ﴿ مُسَخَّرَات بأمره ﴾ مُسَخَّرَات في الجَرَيَان والدَّوَرَان دائما لا يَفْترن ..."

ــــــــــــ 
صفحة:[  ١١٣ - ١١٥ ] .
 
ـــــــــــــــــــــ 
نكتفي بهذا القدر ونُكمل في العدد القادم إن شاء الله تبارك وتعالى
ــــــ ❁ ❁ــــــ❁ ❁ ــــــــ 
 ما فاتكم تجدونه :
هُنــــا
او عبر :
[المدونة]

        •┈┈┈┈•✿❁✿•┈┈┈┈• 
        الدِّيـْنُ النَّصِــيْحَة الدّعويّــة


ســلسِلةُ شــَرحِ اﻷُصُولِ الثَّــﻻَثةِ العَـــ 51ـــدَدُ

ســلسِلةُ شــَرحِ اﻷُصُولِ الثَّــﻻَثةِ
لمعالي شيخنا العﻻمة الدكتور /
صَالِح بنُ فَوزان الفَوزَان -حَـفظهُ الله-
        ▫️العَـــ 51ـــدَدُ▫️


                   ــــــــــ

قال اﻹمام المجدد : محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى وغفر له :
[ ﴿ إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثاً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِين َ﴾ ] .
_________________________

قال شيخنا غفر الله له وأحسن إليه :
إِنَّ : حرف تَوْكِيد ونَصْب ، وهي موطئة للْقَسَم ،  يُقَدَّر قبلها قَسَم ، تقديره : والله .
إِنَّ رَبَّكُم : فهي في جواب قَسَمٍ مُقَدَّر .
إِنَّ رَبَّكُم : أي : خالقكم ومُرَبِّيكم بالنعم .
اللهُ : لا غيره سبحانه وتعالى .
ثم ذَكرَ الدليلَ على ذلك فقال :﴿ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ َ﴾ .
 
  هذا هو البرهان على ربوبية الله عز وجل ، أنه خلق السماوات والأرض ، ولا أحد خَلَقَ شيئا منهما ، ولا أحد أعانه سبحانه وتعالى على ذلك ، بل هو المنفرد بخلقه ﴿ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ َ﴾ هل أحد من المشركين أو الملاحدة عَارَضَ هذا وقال : ما خلق الله السماوات والأرض ، الذي خلقها هو فلان ،
أو أنا الذي خلقتها ، أو خلقها الصنم الفلاني ؟
هل قال هذا أحد من العَالَم قديما وحديثا ، مع أن هذه الآية تُتْلَى ليلا ونهارا ؟
ولا أحد عارضها ، ولا يستطيع أن يعارضها أبدا .

فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ : هذه المخلوقات الهائلة العظيمة ، خلقها الله في ستة أيام ، وهو قادر على أن يخلقها في لحظة ، ولكنه خلقها في ستة أيام ،
لِحِكْمَةٍ يعلمها سبحانه وتعالى ،

 ●  وستة الأيام أولها : يوم الأحد ، وآخرها يوم الجمعة ، ففي يوم الجمعة تكامل الخلق ، ولذلك صار هذا اليوم ، أعظم أيام الأسبوع ، وهو سَيِّد الأيام ،  وعيد الأسبوع ، وهو أفضل الأيام .

قال رسول الله خَيْرُ يومٍ طَلَعَتْ فيه الشمس يوم الجمعة » لأنه تكامل فيه خلق المخلوقات ، وخُلِقَ فيه آدم ، وأُدْخِلَ الجنة وأُهْبِطَ منها ،
وفيه تقوم الساعة ،  كل ذلك في يوم الجمعة ،  فهو أفضل الأيام ، وهو آخر أيام الخلق ، خلق السماوات والأرض وما فيهن .

﴿ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ ﴾ حَرْفُ عَطْفٍ وتَرْتِيبٍ ، أي : أن استواءه على العرش جاء بعد خلق السماوات والأرض ، لأنه من صِفَاتِ الأفعال
التي يفعلها اللهُ مَتَى شَاء ..."

ــــــــــــ 
صـفحة:[  ١١١ - ١١٤ ] .
 
ـــــــــــــــــــــ 
نكتفي بهذا القدر ونُكمل في العدد القادم إن شاء الله تبارك وتعالى
ــــــ ❁ ❁ــــــ❁ ❁ ــــــــ 
 ما فاتكم تجدونه :
هُنــــا
او عبر :
[المدونة]

        •┈┈┈┈•✿❁✿•┈┈┈┈• 
        الدِّيـْنُ النَّصِــيْحَة الدّعويّــة


ســلسِلةُ شــَرحِ اﻷُصُولِ الثَّــﻻَثةِ العَـــ50ـــدَدُ

ســلسِلةُ شــَرحِ اﻷُصُولِ الثَّــﻻَثةِ
لمعالي شيخنا العﻻمة الدكتور /
صَالِح بنُ فَوزان الفَوزَان -حَـفظهُ الله-
        ▫️العَـــ50ـــدَدُ▫️


                   ــــــــــ
وصلنا إلى قول شيخنا حفظه الله :

قال رحمه الله :
[ وَالدَّلِيلُ قَوْلُهُ تَعَالَى :﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ لَا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلَا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ ﴾ ] .
●  من آياته الليل : يعني من علاماته الدالة على الربوبية وقدرته واستحقاقه للعبادة دون سواه .
الليل الذي يظلم ، والنهار الذي يضيء الكون كله ، هذا من عجائب آيات الله سبحانه وتعالى .
فمن الذي يجعل الكون كله مظلما في آن واحد ؟
ثم يجعل الكون كله مضيئا في آن واحد ؟
هو الله سبحانه وتعالى ،
لو اجتمع الخلق على أن يضيئوا بقعة من الأرض ، ما استطاعوا أن يضيئوا إلا بقعة محدودة ، لو جاءوا بمكائن الكهرباء التي في الدنيا كلها لا تضيء إلا جزءا محدودا من الأرض .

 أما الشمس والقمر ، فهما يضيئان الأرض كلها ، الليل والنهار يتعاقبان ، والشمس والقمر كذلك .

❒ قال تعالى :﴿ لَا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلَا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ ﴾ .

هذا إبطال للشرك ، لا تسجدوا للمخلوقات ،  لأن من أعظم المخلوقات الشمس والقمر ، ولأن المشركين كانوا يعبدون الشمس ويسجدون لها ، ومنهم من يعبد القمر والكواكب ، مثل قوم إبراهيم ، يبنون لها هياكل على صورة الكواكب ويعبدونها ،
❒ فقوله تعالى :﴿ لَا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ
السجود معناه : وضع الجبهة على الأرض خضوعا للمعبود ، وهو أعظم أنواع العبادة ، ورسول الله يقول :« أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد » [ أخرجه مسلم ( ٤٨٢ ) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه ] .

فأعظم أنواع العبادة السجود على الأرض ، لأن وجهك الذي هو أعز شيء عندك ، وضعته لله على الأرض ، تَعَبُّدا لله ، وتَذَلُّلَا بين يديه سبحانه وتعالى ، هذا هو السجود الحقيقي ، ولا يليق التعبد به إلا لله .

أما السجود للشمس والقمر ، فهو سجود لمخلوق لا يستحق ، فلا يجوز السجود للمخلوقات ،
وإنما السجود لخالق المخلوقات ، أما المخلوقات فهي مثلك ، مخلوقة مدبرة متصرف فيها ،
وهل تسجد لمخلوق مثلك عاجز مثلك ،
هذا لا يجوز ، أين ذهبت العقول ؟ ! .

السجود إنما يستحقه الخالق سبحانه وتعالى الذي لا يُعْجِزُهُ شيء ، فالسجود حق لله عز وجل ، وليس حقا للمخلوق مهما كان هذا المخلوق من العِظَمِ والكِبَر ، فإنه مخلوق ضعيف مُدبّر مُتصرف فيه :
﴿ لَا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلَا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ ﴾ .

فالواجب أن لا نعبد إلا الله ، فإذا سجدتم له وسجدتم لغيره ، فإنكم لا تكونون عابدين لله العبادة الصحيحة ، بل تعبدونه مع الشرك ، والشرك يفسد العبادة ."

ــــــــــــ 
صفحة:[  ١٠٩ - ١١١ ] .

 
ـــــــــــــــــــــ 
نكتفي بهذا القدر ونُكمل في العدد القادم إن شاء الله تبارك وتعالى
ــــــ ❁ ❁ــــــ❁ ❁ ــــــــ 
 ما فاتكم تجدونه :
هُنــــا
او عبر :
[المدونة]

        •┈┈┈┈•✿❁✿•┈┈┈┈• 
        الدِّيـْنُ النَّصِــيْحَة الدّعويّــة


ســلسِلةُ شــَرحِ اﻷُصُولِ الثَّــﻻَثةِ العَـــ49ـــدَدُ

ســلسِلةُ شــَرحِ اﻷُصُولِ الثَّــﻻَثةِ
لمعالي شيخنا العﻻمة الدكتور /
صَالِح بنُ فَوزان الفَوزَان -حَـفظهُ الله-
        ▫️العَـــ49ـــدَدُ▫️


                   ــــــــــ

 ::: الدليلُ على ربُوبِيَّتِهِ وإلاهِيَّتِه سُبْحَانَهُ وتَعَالى :::

قال اﻹمام المجدد : محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى وغفر له :
[ وَالدَّلِيلُ قَوْلُهُ تَعَالَى :
﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ لَا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلَا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ ﴾
] .
________________________

قال شيخنا غفر الله له وأحسن إليه :

هذا دليل على ربوبيته وإلهيته سبحانه وتعالى :
❒ ﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ ﴾ .
الشمس والقمر : 
 الشمس : الكوكب العظيم ، الذي يُضِيء الكون سِرَاجَا وهَّاجَا ، كما قال الله تعالى ،
 

 والقمر : نور يُضِيء الليل ، ويضيء الطريق للناس ،
ومن مصالحهما أيضا : إصلاح الكون بأشجاره وثِمَاره وبِحَاره ، فلو اختفت الشمس عن الكون ، لتضرر الكون ، وفَسَدَتْ كثير من معايش الناس ومصالحهم ، ولو اختفى القمر كذلك ، القمر أيضا فيه منافع للثمار والأشجار ، مع ما فيه أيضا من معرفة الحساب ، قال تعالى :﴿ وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ
وقال تعالى :﴿ يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ ﴾ .
ففي الْأَهِلَّة مصلحة لمعرفة المواقيت والآجال ، آجال الديون ، وآجال العِدَد للنساء ، ومواقيت العبادات والصيام والحج ،
كلها تُعْرَف بالحساب المَبْنِي على هذين النَّيِّرَيْن : الشمس والقمر ،
فالحساب الشمسي والحساب القَمَري ،
فيهما مصالح للخلق أجمعين .

❒ ومن مخلوقاته السماوات السبع ، قال تعالى :﴿ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ
﴿ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا ﴾ .
بعضها فوق بعض ، السماء الدنيا ،
ثم التي تليها إلى السابعة ، وفوق الجميع عرش الرحمن سبحانه وتعالى .
❒ والأرضين سبع كما قال تعالى :
﴿ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ ﴾ فهي سَبْعٌ طِبَاق أيضا ،
وكل طَبَقَةٍ من طبقات السماوات السبع ، والأرضين ، لها سُكَّان وعُمَّار ،
ما في السماوات من الكواكب والأفلاك الشمس والقمر ، وما في الأرض من المخلوقات من الدَّوَاب باختلاف أنواعها ، ومن الجبال والأشجار والأحجار ، ومن المَعَادِن ، ومن البِحَار ، 
هذه من آيات الله سبحانه وتعالى ، الآيات الكونية التي تُرى وتُشَاهَد .
❒ قال رحمه الله : وَالدَّلِيلُ قَوْلُهُ تَعَالَى:﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ لَا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلَا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ ﴾ ..."

ــــــــــــ 
صفحة:[  ١٠٧ - ١٠٩ ] .
 
ـــــــــــــــــــــ 
نكتفي بهذا القدر ونُكمل في العدد القادم إن شاء الله تبارك وتعالى
ــــــ ❁ ❁ــــــ❁ ❁ ــــــــ 
 ما فاتكم تجدونه :
هُنــــا
او عبر :
[المدونة]

        •┈┈┈┈•✿❁✿•┈┈┈┈• 
        الدِّيـْنُ النَّصِــيْحَة الدّعويّــة


ســلسِلةُ شــَرحِ اﻷُصُولِ الثَّــﻻَثةِ العَـــ48ـــدَدُ

ســلسِلةُ شــَرحِ اﻷُصُولِ الثَّــﻻَثةِ
لمعالي شيخنا العﻻمة الدكتور /
صَالِح بنُ فَوزان الفَوزَان -حَـفظهُ الله-
        ▫️العَـــ48ـــدَدُ▫️

                   ــــــــــ

وصلنا إلى قول شيخنا حفظه الله :

"...ومن آياته الليل والنهار والشمس والقمر ،هذه من أعظم آياته سبحانه وتعالى ،
الليل المُظْلم الذي يُغَطِّي هذا الكون ،
والنهار المضيء الذي يُضِيءُ هذا الكون ، فينتشر الناس لأشغالهم ، قال تعالى :
﴿ قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِضِيَاءٍ أَفَلَا تَسْمَعُون ○َ قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ النَّهَارَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ أَفَلَا تُبْصِرُونَ ○ وَمِنْ رَحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾ .
 هذا من أعظم آيات الله ، هذا الليل ، وهذا النهار ،
لا الوقت كله ليل ، ولا الوقت كله نهار ، لأنه لو كان كذلك ، تعطلت مصالح العباد وتعبوا .

جعل الله لهم الليل والنهار ، يتَعَاقَبَان ،
ثم إن الليل والنهار مُنْتَظِمَان ، لا يتَخَلَّف واحد منهما ولا يتغير ، على نظام واحد ، مما يدل على
حِكْمَة الحكيم ، سبحانه وتعالى ،
أفعال العباد وصناعاتهم ، تخرب وتختلف ، مهما كانت وتَتَعَطَّل ،
وأما مخلوقات الله عز وجل ، فإنها لا تخرب إلا في وقت يأذن الله فيه بخرابها .
 
فالليل والنهار مستمران ، لم يتعطل أحد فيهما ، بينما صناعة الخلق تتعطل وتخرب وتفنى ،  وإن كانت قوية أو ضخمة .
كم تُشَاهِدون من السيارات المرمية ، والطائرات والبواخر ، مع أنها قوية ومعتنى بها ،  لكنها تخرب وتتعطل ،
هل تَعَطَّلَ الليل أو تَعَطَّلَ النهار ؟

لا ، لأنَّ صانِعَهُ قدير حكيم جَلَّ وعلا :
﴿ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ ﴾ ."

ــــــــــــ 
صفحة:[ ١٠٥ - ١٠٧ ] .
 
ـــــــــــــــــــــ 
نكتفي بهذا القدر ونُكمل في العدد القادم إن شاء الله تبارك وتعالى
ــــــ ❁ ❁ــــــ❁ ❁ ــــــــ 
 ما فاتكم تجدونه :
هُنــــا
او عبر :
[المدونة]

        •┈┈┈┈•✿❁✿•┈┈┈┈• 
        الدِّيـْنُ النَّصِــيْحَة الدّعويّــة


ســلسِلةُ شــَرحِ اﻷُصُولِ الثَّــﻻَثةِ العَـــ47ـــدَدُ

ســلسِلةُ شــَرحِ اﻷُصُولِ الثَّــﻻَثةِ
لمعالي شيخنا العﻻمة الدكتور /
صَالِح بنُ فَوزان الفَوزَان -حَـفظهُ الله-
        ▫️العَـــ47ـــدَدُ▫️


                   ــــــــــ

قال اﻹمام المجدد : محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى وغفر له :
[ وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ، وَمِنْ مخلوقاته : السماواتُ السبعُ والأرضونَ السبع وما فيهنَّ وما بينهما ] .
________________________

قال شيخنا غفر الله له وأحسن إليه :

❒ "قوله :[ ومن آياته الليل والنهار والشمس والقمر ] فالآيات على قسمين :
 ● آيات كونية تُشَاهَد ، مثل : السماوات والأرض والنجوم والشمس والقمر والجبال والشجر والبحار ، سُمِّيَتْ آيات ، لأن بها دلالات على
خالقها سبحانه وتعالى ،

ولهذا يقول الشاعر :
فَيَا عَجَبَا كيف يُعْصَى الإلهُ
                  أمْ كيف يَجْحَدُهُ الجاحدُ
وفـي كـلِّ شـيءٍ لَـهُ آيـةٌ
                 تَـدُلُّ عـلــــى أنَّـه واحــدُ
ولله فـي كـل تَـحْرِيــكـةٍ
              وتَسْكِينةٍ في الوَرَى شَاهِدُ

فكيف يَجْحَدُ أحدٌ اللهَ جَلَّ وعَلا  ويقول :
ليس هناك رب هذا الكَوْن كله ، وهذه المخلوقات وُجِدَتْ من غير خالِق ، وإن وُجِدَتْ بخالق فمن هو هذا الخَالِقُ غير الله جل وعلا بين لي ؟
لا تجد خالقا غير الله سبحانه وتعالى :﴿ أَمْ جَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ خَلَقُوا كَخَلْقِهِ فَتَشَابَهَ الْخَلْقُ عَلَيْهِمْ قُلِ اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ ﴾ .

●  القسم الثاني : الآيات القرآنية التي تُتْلَى من الوَحْي المُنَزَّل على الرسول .
  هذه كلها أدلة على وجود الرَّبِّ سبحانه وتعالى ، وعلى كماله وصفاته وأسمائه ، وعلى أنَّه مُسْتَحِقٌّ للعبادة وحدَهُ لا شريك له ، كلها تدل على ذلك ، الآيات الكونية والآيات القرآنية .
 
 الآيات الكونية تدل على خَالِقِهَا ومُوجِدِهَا ومُدَبِّرِهَا ، 
 والآيات القرآنية فيها الأمر بعبادة الله ،
وفيها تقرير توحيد الربوبية ،
والاستدلال به على توحيد الألوهية ،
والأمر بعبادة الله سبحانه وتعالى ،
كلُّ القرآن يدور على هذا المعنى ،
وأُنْزِلَ مِنْ أَجْلِ هذا المعنى ."

ــــــــــــ 
صفحة :[ ١٠٤ - ١٠٥ ] .
 
ـــــــــــــــــــــ 
نكتفي بهذا القدر ونُكمل في العدد القادم إن شاء الله تبارك وتعالى
ــــــ ❁ ❁ــــــ❁ ❁ ــــــــ 
 ما فاتكم تجدونه :
هُنــــا
او عبر :
[المدونة]

        •┈┈┈┈•✿❁✿•┈┈┈┈• 
        الدِّيـْنُ النَّصِــيْحَة الدّعويّــة


ســلسِلةُ شــَرحِ اﻷُصُولِ الثَّــﻻَثةِ العَـــ46ـــدَدُ

ســلسِلةُ شــَرحِ اﻷُصُولِ الثَّــﻻَثةِ
لمعالي شيخنا العﻻمة الدكتور /
صَالِح بنُ فَوزان الفَوزَان -حَـفظهُ الله-
        ▫️العَـــ46ـــدَدُ▫️



                   ــــــــــ

قال اﻹمام المجدد : محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى وغفر له :

[ فإذا قِيلَ لكَ بما عَرَفْتَ رَبَّك ؟
فقل : بِآيَاتِهِ ومخْلُوقَاتِه
]
________________________

قال شيخنا غفر الله له وأحسن إليه :

أنتَ قلتَ : اللهُ ربِّي ، أو ربِّيَ اللهُ الذي ربَّاني بِنِعَمِه ،
ما هو الدليل على أن الله رَبُّك الذي ربَّاك بنعمه ؟
جاءَ الشيخُ بأدلة من الوحي ومن العقل كما سيأتي ،
فإذا قيل لك : بم عرفت ربك ؟
لأنَّ مَنِ ادَّعَى شيئا ،
فلا بد أن يقيم الدليل على دعواه :
  والدَّعَاوى إذا لم يُقيموا
                       عليها بَيّّنَاتٍ أهلُها أدعياءُ

لا بُدَّ لكل مُدَّعٍ أنْ يقيمَ الدليلَ على دعواه ، وإلا كانت دعواه غير صحيحة ،
أنت قلت : ربّي الله الذي رباني ، وربَّى جميع العالمين بِنِعَمِه ، ما الدليل ؟

فقل : الدليل آياته ومخلوقاته .
الآيات : جمع آية ،
• والآية لُغَةً : العَلاَمَة على الشيء ، والدلالة على الشيء ، كما قال ﷺ :« آية المنافق ثلاث »
أي : علامته .

قوله :[ بآياته ] أي : العلَامَات والدَّلاَلاَت الدالة عليه سبحانه وتعالى .
فجميع هذه الكائنات التي ترونها ،
كلها كانت معدومة ،  ثم إن الله أوْجَدَهَا وخَلَقَهَا بقدرته سبحانه وتعالى .

ومنها خَلْقٌ يتجَدَّد مثل : النبات والمواليد ،
وأشياء ما كانت موجودة ثم وجدت ،
وأنتم تنظرون إليها ، مَنِ الذي يَخْلقها ؟
هو الله سبحانه وتعالى .
هل تَخْلُق نفسها ، هلْ أحدٌ مِنَ البَشَر خَلَقَهَا ؟
لا أحد ادَّعَى هذا ، ولا يستطيع أن يَدَّعي .
قال تعالى :﴿ أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ ○ أَمْ خَلَقُوا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بَل لَا يُوقِنُونَ ﴾ .
 
هذه الأشياء ما أوجدت نفسها ، أو أوجدها غيرها من المخلوقات ، أبدا ، ما أحد خَلَقَ شجرة ، ما أحد خَلَقَ بعوضة أو ذبابا :﴿ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ ﴾ .
فهذا الخَلْقُ يَدُلُّ على الخالق سبحانه وتعالى ، 
ولهذا لما قيل لأعرابي على البديهة :
بِمَ عَرَفْتَ رَبَّك ؟
قال : البَعْرَةُ تدل على البََعِير ،
والأَثَر يدل على المَسِير ،
ألا يَدُلُّ هذا الكَوْن على اللَّطيف الخَبير .

إذا رأيت أَثَرَ قَدَم على الأرض ، أما يدلك هذا على أن أحدا مشى على هذه الأرض ؟
إذا رأيت بَعْرَ بعير ، ألا يدلك هذا على أن هذه الأرض فيها إبل أو مر عليها بعير ؟
البعرة تدل على البعير ،  والأثر يدل على المسير ."

ــــــــــــ 
صفحة :[ ١٠٢ - ١٠٤ ] .
 
ـــــــــــــــــــــ 
نكتفي بهذا القدر ونُكمل في العدد القادم إن شاء الله تبارك وتعالى
ــــــ ❁ ❁ــــــ❁ ❁ ــــــــ 
 ما فاتكم تجدونه :
هُنــــا
او عبر :
[المدونة]

        •┈┈┈┈•✿❁✿•┈┈┈┈• 
        الدِّيـْنُ النَّصِــيْحَة الدّعويّــة


ســلسِلةُ شــَرحِ اﻷُصُولِ الثَّــﻻَثةِ العَـــ45ـــدَدُ

ســلسِلةُ شــَرحِ اﻷُصُولِ الثَّــﻻَثةِ
لمعالي شيخنا العﻻمة الدكتور /
صَالِح بنُ فَوزان الفَوزَان -حَـفظهُ الله-
        ▫️العَـــ45ـــدَدُ▫️


                   ــــــــــ

قال اﻹمام المجدد : محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى وغفر له :

[ وكل ما سِوَى اللهِ عَالَمٌ ، وَأَنَا وَاحِدٌ مِنْ ذَلِكَ العالَم ] .
________________________

قال شيخنا غفر الله له وأحسن إليه :

 
" ثم بين الشيخ -رحمه الله- ، وجه الاستدلال بهذه الآية .
❒ فقوله :[ وكل ما سوى الله عالَم ،
وأنا واحد من ذلك العالَم
] فيكون اللهُ ربي ،  لأن اللهَ رب العالَمين ، وأنا واحد من العالَمين ، فيكون الله ربي ، فلا أحد يستطيع أن يقول :
”أنا لي رب غير رب العالمين“ ، لا الكافر ولا المسلم ، هذا لا يمكن أبدا ولا يقوله عاقل ،
هذا دليل على ربوبية الله عز وجل ، وما دام أنه رب العالمين فهو المستحق للعبادة ، 

وهذا يبطل عبادة غيره سبحانه وتعالى ،

❒ ولذلك قال بعدها :﴿ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ﴾ .
وهذا يفيد الحصر ، لأن تقديم المعمول ﴿ إِيَّاكَ ﴾ وتأخير العامل ﴿ نَعْبُدُ ﴾ يدل على الحصر ،
فـ ﴿ إِيَّاكَ نَعْبُدُ ﴾ يختلف عن نَعْبُدك ،
لأن ﴿ نَعْبُدُ ﴾ هذا إثبات فقط ،
لكن :﴿ إِيَّاكَ نَعْبُدُ ﴾ يتضمن النفي والإثبات ، أي لا : نعبد غيرك ،

● والعبادةُ لا تَصِحُّ إلا مع النَّفْيِ والإِثْبَات ،
وهو معـنى لا إلــه إلا الله ،  فيها نفي وإثبات ،
• نفي الألوهية عما سـوى الله ،
وإثباتـها لله عز وجل ."


ــــــــــــ 

صفحة :[ ١٠١]

ـــــــــــــــــــــ 
نكتفي بهذا القدر ونُكمل في العدد القادم إن شاء الله تبارك وتعالى
ــــــ ❁ ❁ــــــ❁ ❁ ــــــــ 
 ما فاتكم تجدونه :
هُنــــا
او عبر :
[المدونة]

        •┈┈┈┈•✿❁✿•┈┈┈┈• 
        الدِّيـْنُ النَّصِــيْحَة الدّعويّــة


ســلسِلةُ شــَرحِ اﻷُصُولِ الثَّــﻻَثةِ العَـــ44ـــدَدُ

ســلسِلةُ شــَرحِ اﻷُصُولِ الثَّــﻻَثةِ
لمعالي شيخنا العﻻمة الدكتور /
صَالِح بنُ فَوزان الفَوزَان -حَـفظهُ الله-
        ▫️العَـــ44ـــدَدُ▫️



                   ــــــــــ

وصلنا إلى قول شيخنا حفظه الله :

❒ " فقوله تعالى :﴿ الحمد ﴾ الثناء على المحمود مع محبته وإجلاله ،
و ( أل ) : في الحمد للاستغراق ، أي : جميع المحامد لله ملكا واستحقاقا ،
فهو المستحق للحمد المطلق .
وأما غيره فيحمد على قدر ما يفعل من الجميل ومن الخير ، وأما الحمد المطلق الكامل فهو لله عز وجل ، لأن النعم كلها منه .
 وحتى المخلوق إذا أسدى إليك شيئا من الإحسان ، فإنه من الله عز وجل ، هو الذي سخر لك هذا المخلوق ، وهو الذي مكّـنه من أن يحسن إليك ، فالحمد يرجع إلى الله سبحانه وتعالى .

❒ وقوله :﴿ لله ﴾ جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر المبتدأ ، أي : الحمد كائن أو مستقر ، لله عز وجل .
والله : معناه : ذو الألوهية والعبودية على خلقه أجمعين ، وهذا الاسم لا يسمى به غيره سبحانه ،
لا أحد تسمى بالله ، حتى فرعون ما قال أنا الله ، لكنه قال : أنا ربكم ، فهذا الاسم خاصّ بالله ، لا أحد يتسمى به أبدا ، ولا أحد يجرؤ أن يقول أنا الله .
❒ ﴿ رب ﴾ نعت لاسم الجلالة ، وهو مجرور ، وهو مضاف .
❒ ﴿ العالمين ﴾ مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الياء ، لأنه ملحق بجمع المذكر السالم .
فواضح أن الحمد كله والثناء كله لله رب العالمين .
  وعالم الملائكة ، وعالم الجمادات والطيور ، وعالم السباع ، وعالم الحيوانات ، وعالم الحشرات والذر ، عوالم في البر والبحر لا يعلمها إلا الله ، ولا يحصيها إلا الله ، كلّها الله ربها .

❒ ﴿ رب العالمين ﴾ وهذا لا يقال إلا على الله سبحانه عز وجل ، لا يمكن لأحد أن يقال له : رب العالمين .
فإذا قيل : الرب : فهذا لا يطلق إلا على الله جل وعلا ، ولا ينصرف إلا إليه ،
أما المخلوق فيقيد ، فيقال : رب الدار ،
رب البهيمة ، أي : مالكها وصاحبها ."

ــــــــــــ 
صفحة :[ ٩٩ - ١٠٠ ]
 
ـــــــــــــــــــــ 
نكتفي بهذا القدر ونُكمل في العدد القادم إن شاء الله تبارك وتعالى
ــــــ ❁ ❁ــــــ❁ ❁ ــــــــ 
 ما فاتكم تجدونه :
هُنــــا
او عبر :
[المدونة]

        •┈┈┈┈•✿❁✿•┈┈┈┈• 
        الدِّيـْنُ النَّصِــيْحَة الدّعويّــة


ســلسِلةُ شــَرحِ اﻷُصُولِ الثَّــﻻَثةِ العَـــ43ـــدَدُ

 ســلسِلةُ شــَرحِ اﻷُصُولِ الثَّــﻻَثةِ
لمعالي شيخنا العﻻمة الدكتور /
صَالِح بنُ فَوزان الفَوزَان -حَـفظهُ الله-
        ▫️العَـــ43ـــدَدُ▫️



                   ــــــــــ

قال اﻹمام المجدد : محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى وغفر له :[ وهو معبودي ، ليس لي معبود سواه ، وَالدَّلِيلُ قَوْلُهُ تَعَالَى :
﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾
] .

ــــــــــ
قال شيخنا غفر الله له وأحسن إليه :

قوله :[ وهو معبودي ] الرب الذي هذا شأنه ، هو الذي يستحق العبادة مني ومن غيري ،
ثم أيضا نبه الشيخ رحمه الله ، أنه لا يكفي الإقرار بالربوبية ، لا يكفي أن تقول : ربي الله الذي رباني بنعمه .
هذا لا يكفي ، لا بد أن تعترف له بالعبودية ، وأن تخلص له بالعبادة ،
وهذا هو الفرق ما بين الموحد والمشرك
● فالموحد يقرّ بربوبية الله -عَزّ وَجَل- ، وبعبوديته وحده لا شريك له

● والمشرك يقر بربوبية الله ، ولكنه مشرك في عبادته ، يشرك معه غيره في عبادته ، يشرك معه من لا يخلق ولا يرزق ولا يملك شيئا ،  هذا هو الفرق ما بين الموحد والمشرك .
❒ الموحد يقول : ربي الله ، وهو معبودي ، وليس لي معبود سواه ،
❒ أما المشرك يقول : ربي الله ، لكن العبادة عنده ليست خاصة بالله ، فيعبد مع الله الأشجار والأحجار والأولياء والصالحين والقبور ،
فلذلك صار مشركا ، ولم ينفعه الإقرار بالربوبية ، ولم يدخله في الإسلام .

❍ فقوله :[ وهو معبودي ] أي : الإله الذي أعبده .
وقوله :[ ليس لي معبود سواه ] لا من الملائكة ولا من الرسل ولا من الصالحين ولا من الأشجار والأحجار ولا من أي شيء ، ليس لي معبود سواه سبحانه وتعالى ، هذا تقرير التوحيد بالدليل ، وهذا دليل عقلي ، ثم ذكر الدليل النقلي من القرآن .

[ وَالدَّلِيلُ قَوْلُهُ تَعَالَى :
﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ ] .
هذه الآية هي أول القرآن في المصحف ، ليس قبلها إلا بسم الله الرحمن الرحيم ، وهي آخر كلام أهل الجنة ، قال تعالى :﴿ وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ والله جل وعلا افتتح بها الخلق ،
قال تعالى :﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ﴾ .
وختم بها الخلق ، قال تعالى :﴿ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ فتح بها الخلق وختم بها ، فهي كلمة عظيمة .
❍ فقوله تعالى :﴿ الحمد ﴾ الثناء على المحمود مع محبته وإجلاله ...


ــــــــــــ 

صفحة :[ ٩٧ - ٩٩ ] .
 

ـــــــــــــــــــــ 
نكتفي بهذا القدر ونُكمل في العدد القادم إن شاء الله تبارك وتعالى
ــــــ ❁ ❁ــــــ❁ ❁ ــــــــ 
 ما فاتكم تجدونه :
هُنــــا
او عبر :
[المدونة]

        •┈┈┈┈•✿❁✿•┈┈┈┈• 
        الدِّيـْنُ النَّصِــيْحَة الدّعويّــة


ســلسِلةُ شــَرحِ اﻷُصُولِ الثَّــﻻَثةِ العَـــ 42ـــدَدُ

ســلسِلةُ شــَرحِ اﻷُصُولِ الثَّــﻻَثةِ
لمعالي شيخنا العﻻمة الدكتور /
صَالِح بنُ فَوزان الفَوزَان -حَـفظهُ الله-
        ▫️العَـــ 42ـــدَدُ▫️



                   ــــــــــ

وصلنا إلى قول شيخنا حفظه الله :

《 ..فالرب جل وعلا ، هو الذي يُربّي جميع عباده بنعمه ، ويغذّيهم برزقه ، يخلقهم - بعد أن لم يكونوا شيئا مذكورا - في بطون أمهاتهم خلقا من بعد خلق في ظلمات ثلاث ، ويوصل إليهم الرزق حتى في بطون أمهاتهم ، ولذلك ينمو جسم الجنين في بطن أمه ويكبر ، لأنه يصل إليه الرزق من الله
سبحانه وتعالى ، ويصل إليه الغذاء .
ثم تنفخ فيه الروح فيتحرك ويحيا بإذن الله ،
هذه تربية في البطن ، ثم إذا خرج فإن الله سبحانه يربيه بنعمه بالصحة والعافية ، ويدرّ عليه لبن أمه ، فيتغذّى إلى أن يأكل الطعام ويستغني عن الحليب ، ثم ينمو شيئا فشيئا ، عقله وسمعه وبصره ، ينمو شيئا فشيئا حتى يبلغ الحلم ،
ثم ينمو وينمو حتى يبلغ أشده ويبلغ أربعين سنة ، ويكون في غاية القوة .
 
 فمن الذي يغذيه من يوم أن خلقه في بطن أمه إلى أن يموت؟ ، من الذي يغذيه ؟
ثم من الذي يسوغ هذا الطعام وهذا الشراب في جسمه ، فيصل إلى كل خلية وعضلة ، وإلى كل مكان في جسمه؟ ، من الذي يشهي إليه الطعام والشراب؟ ، من الذي يصرفه ويخرج منه ضرره ؟ ،
من الذي يفعل هذا ويربي هذا الإنسان؟ ،
أليس هو الله سبحانه وتعالى ؟ .
 هذا هو الرب سبحانه وتعالى الذي يربي ، هو الذي رباني وربى جميع العالمين بنعمته .
 
 كل ما على وجه الأرض من العوالم الآدمية والحيوانية ، وعالم البرّ والبحر ، من أكبر مخلوق إلى أصغر مخلوق ، في البر والبحر ، كلها تتغذّى بنعمه ورزقه
قال تعالى :﴿ أَمَّنْ هَذَا الَّذِي يَرْزُقُكُمْ إِنْ أَمْسَكَ رِزْقَهُ
وقال :﴿ وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا ﴾
وقال :﴿ وَكَأَيِّنْ مِنْ دَابَّةٍ لَا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللَّهُ يَرْزُقُهَا وَإِيَّاكُمْ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴾ .
 
 هذا هو الرب سبحانه :﴿ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ
أما غير الله جل وعلا ، فلا يملك من ذلك شيئا ، لا الأصنام ولا غيرها ، لا أحد يملك من الرزق شيئا ، وإنما هو مـرزوق ، مخـلوق مـثلك . ....》.

ــــــــــــ 
صفحة :[ 97 - 95 ] .

 
ـــــــــــــــــــــ 
نكتفي بهذا القدر ونُكمل في العدد القادم إن شاء الله تبارك وتعالى
ــــــ ❁ ❁ــــــ❁ ❁ ــــــــ 
 ما فاتكم تجدونه :
هُنــــا
او عبر :
[المدونة]

        •┈┈┈┈•✿❁✿•┈┈┈┈• 
        الدِّيـْنُ النَّصِــيْحَة الدّعويّــة



ســلسِلةُ شــَرحِ اﻷُصُولِ الثَّــﻻَثةِ العَـــ41ـــدَدُ

ســلسِلةُ شــَرحِ اﻷُصُولِ الثَّــﻻَثةِ
لمعالي شيخنا العﻻمة الدكتور /
صَالِح بنُ فَوزان الفَوزَان -حَـفظهُ الله-
        ▫️العَـــ41ـــدَدُ▫️



                   ــــــــــ
قال اﻹمام المجدد : محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى وغفر له :

[ فَإِذَا قِيلَ لَك َ: مَنْ رَبُّك َ؟ فَقُل ْ: رَبِّيَ اللهُ الَّذِي رَبَّانِي وَرَبَّى جَمِيعَ الْعَالَمِينَ بِنِعَمِهِ ] .

ــــــــــ

قال شيخنا غفر الله له وأحسن إليه :
《 لما بيّن الشيخ -رَحمهُ الله- الأصول الثلاثة مجملة ،  أراد أن يبيّنها مفصلة ، واحدا واحدا ، بأدلتها من الكتاب والسنة ، ومن آيات الله في الكون ، ومن الأدلة العقلية ،
وهكذا يجب أن تبنى العقائد على أدلة الكتاب  والسنة ، وعلى النظر في آيات الله الكونية ، من أجل أن ترسخ وتثبت في القلب ، وتزول جميع الشبه .

وأما العقائد المبنية على الشبهات ، وعلى الشكوك ، وعلى أقوال الناس والتقليد الأعمى ، 
 فإنها عقائد زائلة لا تثبت ، وهي عرضة للنقض ، وعرضة للإبطال .

فلا تثبت العقيدة ، ولا سائر الأحكام الشرعية ، إلا بأدلة الكتاب والسنة ،
وبالأدلة العقلية المسلمة .

ولهذا أكثر الشيخ -رَحِمهُ الله- ، من سياق الأدلة على هذه الأصول الثلاثة ، فلا يمر أصل منها ، إلا وقد دعمه بالأدلة والبراهين اليقينية ، التي تطرد الشكوك والأهواء ، وترسخ العقيدة في القلب .

❍ قوله رحمه الله :[ فإذا قيل لك ،
أي : سئلت من ربك ؟ .
وهذا سؤال وارد ، ستسأل عنه في الدنيا والآخرة ، فلا بد أن تعرف ربك -عَزّ وَجَل- ، وأن تجيب بجواب صحيح ، مبني على اليقين والبرهان ،
فقل : "ربي الله" - هذا هو الجواب - الذي رباني وربى جميع العالمين بنعمه ، 
هذا استدلال عقلي .
 فالـرب -جل وعلا- هُـو الذي يربي جميـع عباده بنعمه ، ويغذيهـم بـرزقه ....》.

ــــــــــــ 
صفحة :[ ٩٤ - ٩٥ ] .

 ـــــــــــــــــــــ 
نكتفي بهذا القدر ونُكمل في العدد القادم إن شاء الله تبارك وتعالى
ــــــ ❁ ❁ــــــ❁ ❁ ــــــــ 
 ما فاتكم تجدونه :
هُنــــا
او عبر :
[المدونة]

        •┈┈┈┈•✿❁✿•┈┈┈┈• 
        الدِّيـْنُ النَّصِــيْحَة الدّعويّــة


ســلسِلةُ شــَرحِ اﻷُصُولِ الثَّــﻻَثةِ العَـــ40ـــدَدُ

ســلسِلةُ شــَرحِ اﻷُصُولِ الثَّــﻻَثةِ
لمعالي شيخنا العﻻمة الدكتور /
صَالِح بنُ فَوزان الفَوزَان -حَـفظهُ الله-
        ▫️العَـــ40ـــدَدُ▫️



                   ــــــــــ

وصلنا إلى قول شيخنا حفظه الله :

《 ..وأما المرتاب الذي عاش على الريبة والشك وعدم اليقين ، وإن كان يدعي الإسلام ، إذا كان عنده شكوك وعنده ريب في دين الله ، كالمنافق ، فإنه يتلجلج ،
فإذا قالوا له : من ربك ؟
يقول : لا أدري ،
وإذا قالوا : ما دينك ؟
يقول: لا أدري ،
وإذا قيل : من نبيك ؟
يقول : لا أدري ، هاه هاه لا أدري ، سمعت الناس يقولون شيئا فقلته .

↫ يعني أنه في الدنيا ، يقول ما يقوله الناس من غير إيمان ، هذا المنافق والعياذ بالله ، هذا المنافق الذي أظهر الإسلام وهو لا يعتقده في قلبه ، وإنما أظهره من أجل مصالحه الدنيوية ،
فيقول في الدنيا : ربي الله ، وهو غير مؤمن بها ، قلبه منكر والعياذ بالله !!
يقول : ديني الإسلام ، وهو لا يؤمن بالإسلام ، قلبه منكر !!
يقول : نبيي محمد ، وهو لا يؤمن برسالة محمد في قلبه !!
إنما يقول بلسانه فقط ، هذا هو المنافق ،

⇦ فيقال له : لا دريت ولا تليت ، فيضرب بمرزبة من حديد ، يصيح منها صيحة ، لو سمعه الثقلان لصعقوا ، يسمعها كل شيء إلا الإنسان ، لو سمعه لصعق ، أي : لمات من الهول ، ويضيق عليه في قبره حتى تختلف أضلاعه ، ويفتح له باب إلى النار ، فيأتيه من سمومها وحرها ،
فيقول : يا رب لا تقم الساعة ،
هذه عيشته وحالته في القبر ، والعياذ بالله ، لأنه ما أجاب بالجواب السديد .
ولذلك ينادي مناد : أن كذب عبدي ، فأفرشوه من النار ، وافتحوا له بابا من النار ، والعياذ بالله .

❍ فإذا كانت هذه المسائل ، بهذه الأهمية ،

 وجب علينا أن نتعلمها وأن نعتقدها ،
❗️ولا يكفي التعلم فقط ، بل نتعلمها ونعتقدها ، ونؤمن بها ، ونعمل بها ما دمنا على قيد الحياة ، لعل الله أن يثبتنا عند السؤال في القبر ،
يقول الله تعالى :﴿ يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا
وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ
﴾ .
 

فهذه الأصول الثلاثة لها أهمية عظيمة ، ولهذا ركز عليها الشيخ في هذه الرسالة ووضحها ،
● من أجل أن ندرسها ،
● ونتمعن فيها ،
● ونعتقدها ،
● ونعمل بها ، 

 لعل الله أن يثبتنا وإياكم ، بالقول الثّـابت في الحَـياة الدنيـا وفي الآخــرة 》.

ــــــــــــ 

صــفحة :[ ٩٢ - ٩٤ ]
 

 ـــــــــــــــــــــ
    نكتفي بهذا القدر ونُكمل في العدد القادم إن شاء الله تبارك وتعالى
ــــــ ❁ ❁ــــــ❁ ❁ ــــــــ 
 ما فاتكم تجدونه :
هُنــــا
او عبر :
[المدونة]

        ══════ ❁✿❁ ══════
    الدِّيـْنُ النَّصِــيْحَة الدّعويّــة