احدث المواضيع

مقالات

منهج المسلم في التّعامل مع الحاكم المسلم والكافر

منهج المسلم في التّعامل مع الحاكم المسلم والكافر
- للشَّــيخ العلّامــة/
صَالِح بنُ فَوزان الفَوزَان -حَفظهُ الله-

══════ ❁✿❁ ══════

❪✵❫ السُّـــ↶ــؤَالُ:

 [هناك من يسوّغُ للشّباب الخروج على الحكومات دون الضّوابط الشّرعيّة؛ ما هو منهجنا في التّعامل مع الحاكم المسلم وغير المسلم‏ ؟‏]

❪✵❫ الجَــ↶ـــوَابُ:

《▪️ منهجنا في التّعامل مع الحاكم المسلم السَّمعُ والطّاعة؛ يقول الله سبحانه وتعالى‏:‏
 ‏{‏يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللَّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً‏}‏ ‏[‏النساء‏:‏ 59‏.‏‏]‏‏.‏

والنبي ـﷺـ كما مرَّ في الحديث يقول‏:‏
 ‏(‏أوصيكم بتقوى الله والسّمع والطّاعة، وإن تأمّر عبدٌ؛ فإنّه مَن يَعِش منكم؛ فسوف يرى اختلافًا كثيرًا؛ فعليكم بسنّتي وسنّة الخلفاء الرّاشدين المهديّين من بعدي‏)‏؛
هذا الحديث يوافق الآية تمامًا‏.‏
ويقول ـﷺـ ‏:‏ ‏(‏مَن أطاع الأميرَ؛ فقد أطاعني، ومَن عصى الأمير؛ فقد عصاني‏)‏ (❶)‏.‏..
إلى غير ذلك من الأحاديث الواردة في الحثِّ على السّمع والطّاعة، ويقول صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏اسمع وأطِع، وإن أُخِذ مالُك، وضُرِبَ ظهرُك‏)‏ (❷)

 فوليُّ أمر المسلمين يجب طاعته في طاعة الله، فإن أمر بمعصيةٍ؛ فلا يطاع في هذا الأمر ‏(‏يعني‏:‏ في أمر المعصية‏)‏، لكنّه يُطاع في غير ذلك من أمور الطّاعة‏.‏

 ▪️وأمّا التعامل مع الحاكم الكافر؛ فهذا يختلف باختلاف الأحوال‏:‏

❍ فإن كان في المسلمين قوَّةٌ، وفيهم استطاعة لمقاتلته وتنحيته عن الحكم وإيجاد حاكم مسلم؛ فإنه يجب عليهم ذلك، وهذا من الجهاد في سبيل الله‏.‏
❍ أمّا إذا كانوا لا يستطيعون إزالته؛ فلا يجوز لهم أن يَتَحَرَّشوا بالظَّلمة الكفرة؛ لأنَّ هذا يعود على المسلمين بالضَّرر والإبادة، والنبي ـﷺـ عاش في مكة ثلاثة عشرة سنة بعد البعثة، والولاية للكفَّار، ومع من أسلم من أصحابه، ولم يُنازلوا الكفَّار، بل كانوا منهيِّين عن قتال الكفَّار في هذه الحقبة، ولم يُؤمَر بالقتال إلا بعدما هاجر صلى الله عليه وسلم وصار له دولةٌ وجماعةٌ يستطيع بهم أن يُقاتل الكفَّار‏.‏

⇦ هذا هو منهج الإسلام‏:‏ إذا كان المسلمون تحت ولايةٍ كافرةٍ ولا يستطيعون إزالتها؛ فإنّهم يتمسَّكون بإسلامهم وبعقيدتهم، ويدعون إلى الله، ولكن لا يخاطرون بأنفسهم ويغامرون في مجابهة الكفّار؛ لأنّ ذلك يعود عليهم بالإبادة والقضاء على الدّعوة، أمّا إذا كان لهم قوّةٌ يستطيعون بها الجهاد؛ فإنّهم يجاهدون في سبيل الله على الضّوابط المعروفة‏ 》.‏

ــــــــــ
❶ ‏[‏رواه البخاري في ‏"‏صحيحه‏"‏ ‏(‏4/7-8‏)‏‏.‏‏]
❷ ‏[‏رواه مسلم في ‏"‏صحيحه‏"‏ ‏(‏3/1476‏)‏ من حديث حذيفة رضي الله عنه بلفظ قريب من هذا‏.‏‏]‏‏.‏
 ــــــــــ
 المصــدرُ : 【المُنــتقى من فتاوى الشيخ العلّامــة صالح الفوزان -حَفظَهُ الله السـ(227)ــؤال】
حمّل التطبيق على الأندرويد من هُنـ↶ـا:
://play.play.google.come/apps/details?id=com.wahid.fawzan

•┈┈┈┈•✿❁✿•┈┈┈┈•

الدِّيـْنُ النَّصِــيْحَةالدّعويّــة





  

صفات المرأة الصالحة / الشيخ محمد بن سعيد رسلان -حَـفظَهُ الله-

 
:::: صفات المرأة الصالحة  ::::


فقَد قالَ النبيُّ –صلى الله عليه وآله وسلم- في بيانِ صِفاتِ المَرأةِ الصالِحَة:

((الدُّنيا مَتاع وخيرُ متاعِها المَرأةُ الصالِحةُ, التي إذا نَظرَ إليهَا سَرَّته, وإذا غابَ عنها حفِظَته في نَفسِها ومالِه))
((الدُّنيا مَتاع وخيرُ متاعِها الزوجةُ الصالحةُ, إذا نَظرَ إليهَا سرَّته, وإذا أمَرهَا أطَاعَته, وإذا غابَ عنهَا حفِظَته في نَفسِها ومَالِه)) هذهِ الصفات هي صفاتُ المرأةِ الصالِحة.
المرأةُ الصالحةُ إذا نَظرَ إليهَا زَوجُها سرَّته, وليسَ السرورُ بالنَّظرِ إليهَا دَليلًا على التَّأنُّقِ في المَظهَرِ مِن المَلبَسِ والزينَةِ, وإنمَا أن تكونَ طَيِّبة, طيبةً في مَلبسِها, طيبةً في كلامِها, طيبةً في نفسِها, طيبةً في حركَتِها, طيبةً في سَكناتِهَا, طيبةً في إشاراتِهَا.
إذا نَظرَ إليهَا سَرَّتهُ؛ لأنَّ هذهِ الطِّيبَة التي تَكونُ فيهَا ظَاهرًا وبَاطنًا تَنعَكِسُ بالسُّرورِ على النَّاظِرِ إليهَا.
المرأةُ الصالحةُ التي إذَا نَظرَ إليهَا سرَّته, وليسَ مَعنَى ذلكَ أيضًا أنْ تكونَ بارِعةً في جمَالِهَا, ولَا فَائقةً في حُسنِها, وإنما تكونُ جمِيلَةَ الطَّبعِ, حَسنَةَ البَّاطِن, طَيِّبةَ النَّفس, فهَذا هوَ الجمَالُ الحَقُّ.
لأنَّ كثيرًا مِن النَّاس يَعكِس الأمُور كمَا هوَ في الغِنَى, كثيرًا مِن النَّاس يَحسَبُ أنَّ الغِنَى إمتلاكَ الأموالِ مع تحَصيلِها بكثرَتِهَا!!
فيقولُ النبيُّ –صلى الله عليه وسلم-: ((لَيْسَ الْغِنَى عَنْ كَثْرَةِ الْعَرَضِ، إِنَّمَا الْغِنَى غِنَى النَّفْسِ))
فتكونُ غنيًّا لأنَّ نفسَكَ غَنيةٌ ولَا تَملِكُ شيئًا, ولكِنْ أغْنَاكَ اللهُ ربُّ العَالمِين عن خَلقِه, نَسألُ اللهَ -تباركَ وتعَالى- دَوامَ الغِنَى عن النَّاس.
فكثيرٌ مِن النَّاس يَعكِس المَسائل, ويجعَل الحَسَنَ قَبيحًا والقَبِيحَ حَسنًا!!
كثيرٌ مِن النِّساءِ تكونُ حَسنَةَ المَظهَر, جمِيلَة الطَّلعَة, بَهِيَّة الصورَة, وهيَ مُنطَويَةٌ علَى نَفسٍ خَبيثةٍ!!
فالطِّيبَةُ ليستَ بالظاهِر وإنَّما الطيبَةُ طِيبةُ البَاطِن, فتنعَكِسُ طِيبَة البَاطِن على الظاهِر حتى يَصِيرَ طيبًا, فيَصِيرُ الظاهِرُ طيبًا في اللفظِ, طيبًا في الإشارةِ, طيبًا في الكلامِ, طيبًا في الحَركةِ, طيبًا في السِّكون, طيبًا في القِيام, طيبًا في القُعود, يَصيرُ طيبًا في كلِّ شيءٍ, إذا نَظرَ إليهَا سرَّته.
وَإذا أمَرهَا أطاعَته, إذَا أمَرهَا بأمرٍ لَا يُخالِف الشَّرع, المَرأةُ الصالِحةُ لَا تُجيبُ في أمْرٍ يُخالِفُ الشَّرع, وَإلَّا مَا كَانَت صَالِحة, فإنَّه لَا طَاعَة لِمَخلوقٍ في مَعصِيةِ الخَالِق.
يَقولُ الرسولُ –صلى الله عليه وآله وسلم- لِمُعاذٍ, وكانَ قَد سَافَر إلى اليَمَنِ ثمَّ جَاء, فلمَّا دَخَلَ على النَّبيِّ سَجَدَ لهُ
فقَال: ((مَا هَذا يَا مُعاذ؟)) لأنَّ السجودَ لَا يَكونُ إلَّا للهِ
قَال: ((مَا هَذا؟!))
قَالَ: إنَّهُم يَسجُدونَ لبَطَارِقَتِهِم, فَأنتَ أَوْلَى بالسُّجودِ لكَ يا رَسولَ الله
فقَال النَّبيُّ –صلى الله عليه وسلم- مُصحِّحًا؛ لأنَّ السُّجودَ لَا يكونُ إلَّا للهِ وَحدَه:
((لَوْ كُنتُ آمرًا أحدًا أنْ يَسجُدَ لِأحدٍ؛ لأَمَرتُ المَرأةَ أنْ تَسجُد لزَوجِهَا؛ لِعظِيمِ حَقِّهِ عليهَا, والذِي نَفسِي بِيَده لو كانَ مِن مَفرِقِ رَأسِه إلى أَخمَصِ قَدَمِه قَيحًا, تَبُضُّ قَيحًا وَصَدِيدًا فَاستَقبَلَتهُ فَلعَقَتهُ بِلسَانِها مَا وَفَّتهُ حَقَّهُ عليهَا))
ومَع ذَلك لَا تُؤمَرُ بِالسُّجودِ له, لَا طَاعَة لِمَخلوقٍ في مَعصِيةِ الخَالِق, أنَّمَا الطَّاعَةُ في المَعروفِ.
وإذَا أمَرهَا أطَاعَته, لأنَّ النبيَّ –صلى الله عليه وآله وسلم- لمَّا ذَكرَ الأمْرَ الذِي يَكونُ بَيْنَ الرَّجُل والمَرأَة, بَيَّنَ أنَّ الرَّجُل إذَا أرادَ امرَأتَه علَى ذَلك فَامتَنَعَت عنهُ؛ تَبِيتُ المَلائكَةُ لَاعِنَةً لهَا حتى تُصبِح.
إذَا بَاتَ زَوجُها غَضبَان علَيهَا؛ فإنَّ المَلائكةَ تَلعَنُها حتى تُصبِح.
وأمَرَ النبيُّ –صلى الله عليه وسلم- المَرأةَ ألَّا تمتَنِع علَى زوجِهَا إذَا أرَادَهَا, ولَو علَى قَتَبِ بَعيرٍ مُبَالَغَةً في تَحقِيقِ هذا الأَمر؛ لأنَّها إنْ لم تَفعَل ذَلِك إلتَمَسْهُ عندَ غَيرِهَا, فَيكونُ الزَّواجُ بَدلَ أنْ يَكونَ تَحصِيدًا, يَكونُ مَدْعَاةً لِلانفِلاتِ الخُلُقِي في المُجتَمَعِ.
وفِي مُقابلِ هَذا جَعلَ اللهُ ربُّ العَالمِين للمَرأةِ علَى زَوجِهَا حقًّا ((وَإِنَّ لِأهلِكَ عَلَيْكَ حَقًّا)).
يَقولُ رسولُ اللهِ –صلى الله عليه وآله وسلم-: ((خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لِأَهْلِهِ وَأَنَا خَيْرُكُمْ لِأَهْلِي)).
كانَ رسولُ اللهِ وهُوَ أشرَفُ الخَلقِ, وأحَبُّهُم إلى اللهِ, وَأكرَمَهُم علَى اللهِ, وأعْلَاهُم مَقامًا عندَ اللهِ –صلى الله عليه وآله وسلم- كانَ يَكونُ في مِهنَةِ أهلِهِ, يَكونُ في البَيتِ في مِهنَةِ أهلِهِ, يَرقَعُ ثَوبَه, وَيَخسِفُ نَعلَه, وَيَحلِبُ الشَّاة, ويَكونُ في مِهنَةِ أهلِهِ –صلى الله عليه وعلى آله وسلم-.
لَا يَستَكبِرُ علَى أمْرٍ لَا يُنقِص المُروءَة, ولَا يَستَعلِي علَى أمرٍ لَا يُغضِبُ اللهَ ربَّ العَالمِين, بَل يَكونُ أسرَعَ النَّاس إليهِ, وكانَ أعظَمُ النَّاس حِلمًا –صلى الله عليه وسلم- وَهُوَ يُراعِي نَفسِيَّةَ مَن أمَامِهِ.
كَانت عَائشةُ –رضِي اللهُ عنهَا- عَظِيمَةَ الغَيرَةِ علَى رسُولِ اللهِ –صلى الله عليه وآله وسلم-, وكُنَّ نَساءُ النبيِّ –صلى الله عليه وآله وسلم- كَثيرَات, فكَانَ يَقسِمُ لهُنَّ؛ فلِهذِهِ لَيلَة, ولهَذِه لَيلَة, ولهَذِه لَيلَة.
فكانَ عندَ واحِدةٍ مِنهُنَّ ثمَّ انتَقَل إلى عَائشة, فلمَّا كانَ عندَ عَائشةَ؛ أَرسَلَت إليهِ وَاحِدةٌ مِن أُمَّهاتِ المؤمِنينَ طعَامًا في صَحْفَةٍ –وهُوَ إنَاءٌ مِن فَخَّارٍ-, وَكانَت مُتقِنةً مَاهِرةً في صُنعِ الطعَام, فَجاءَ الغُلامُ ومَع النَّبي بَعضُ أصحَابِه –صلى الله عليه وسلم- وَ -رَضِي اللهُ عنهُم- فَجاءَ الغُلامُ فَدَقَّ الباب, فَخرَجَت عَائشةُ...
فقَالَ لهَا الغُلام: هَذا الطعَام أرسَلتهُ فُلانَة مِن أُمهَّاتِ المُؤمِنين لِلنَّبيِّ –صلى الله عليه وسلم- وضِيفَانِهِ
فَأخَذَت عَائشةُ الصَّحفَةُ فَضرَبَت بهَا الأرض, فَتكَسَّرت وتَنَاثَرَت قِطعًا, وانتَثَرَ الطعَامُ في المَكانِ!!
هَذا أَمرٌ مُحرِجٌ... الرَّجُل لَا يَقبَلُهُ في الجُملَةِ علَى نَفسِهِ بين أصحَابِه, أنْ تَفعَلَ امرَأتُه كذَلِك بمَحْضَرٍ مِن أصحَابِه!!
يَأتِي طَعامٌ في صَحفَةٍ مِن فَخَّارٍ؛ فَتجلِدُ بهِ الأرْض حتَّى يَتنَاثَر!!
فَمَاذا صَنَعَ الرَّسول؟!
قَامَ النَّبيُّ –صلى الله عليه وسلم- يَجمَعُ ذَلكَ بِيَديْهِ وَهُوَ يَقولُ للأصحَابِ مُعتَذِرًا عن عَائشَة: غَارَت أُمُّكُم, غَارَت أُمُّكُم, غَارَت أُمُّكُم –أُمُّ المُؤمِنينَ عَائشَة-
يَقُولُ: أصَابَتهَا الغَيرَة؛ فَرَحِمَهَا النَّبيُّ –صلى الله عليه وسلم- لِغَيرَتِهَا عَليهِ, وَعَلِمَ أنَّ هَذا مِن الانفِعَالِ الذِي لَا يُحكَم, فَلمَّا وَقَعَ مِنهَا علَى هَذا النَّحوِ غَيرِ المُنضَبِطِ -لِأنَّهَا لَا تَستَطِيعُ ضَبْطَه- رَحِمَها فَاعتَذَرَ عنهَا, غَارَت أُمُّكُم, غَارَت أُمُّكُم
ثُمَّ قَالَ لهَا آمِرًا: أين صَحفَتُكِ؟
فَجاءَت بِصَحفَتِهَا
فقَال: صَحفَةٌ بِصَحفَة, فجَعلَ هَذهِ في مَكانِ التِي كُسِرَت وانتَهَى الأَمْر.



 

المرأة عليها تربية الأبناء تربية إسلامية صحيحة بعيدة عن التفريط والتشبّه بالغرب والموضات الدخيلة. وأن تعلّق قلوب أبناءها بطاعة الله وتصرفهم عن السفاسف. الشّـيخ محمد بن سعيد رسلان حفظه الله


ما هو الفرق بين سنن العادة وسنن العبادة؟، وهل يثاب الإنسان على سنن العادة؟


▪سئل الشَّــيخُ العَلّامَــة/ رَبِيعْ بن هَادِي عُميْر المدخلي-حفظَهُ الله- 【 ما هو الفرق بين سنن العادة وسنن العبادة؟، وهل يثاب الإنسان على سنن العادة؟ 】 

❪✵❫ الجَــ↶ـــوَابُ:

《 الفرق أن سنة العبادة، أن الله هو الذي يشرعها ليتقرب بها الناس إلى الله تبارك وتعالى، يتقربوا بها إلى الله زلفى، الصلاة، الصوم، الزكاة، الحج، الصدقة، بر الوالدين، صلة الأرحام، هذه السنن عبادة شرعها الله تبارك وتعالى ليتقرب به إلى الله زلفى، أما العادة، سنة العادة، هي ليست وحيا من الله تبارك وتعالى، وليست تشريعا، ويفعلها رسول الله عليه الصلاة والسلام على أنها عادة، يعني مثل اللباس والأكل والشرب...، فإذا يعني لم يتدخل الرسول عليه الصلاة والسلام في طريقة الأكل وفي طريقة الشرب وفي طريقة النوم [كسائر البشر ومن عاداتهم، لا يفعلها على أنها قربة ]وإنما يعني جائزة، لك أن تفعلها ولك أن تتركها، فإذا تدخل فيها الشرع فيكون ترسم خطى رسول الله فيها، والأخذ به قربى إلى الله تبارك وتعالى، يعني رسول الله تدخل في قضية الأكل والشرب فقال: "سم الله وكل بيمينك وكل مما يليك"، فإذا كنت حينما تأكل تستشعر هذا التوجيه النبوي، وتتقرب إلى الله، فتسمي الله، وتأكل بيمينك، وتأكل مما يليك، فأنت بهذا تتقرب إلى الله سبحانه وتعالى قربة شرعها رسول الله عليه الصلاة والسلام، وإذا نمت فتوضأت وذكرت الأذكار التي علمها لك رسول الله فهذه قربة تقربك إلى الله سبحانه وتعالى، في اللباس مثل أن تلبس الإحرام، تلبسه قربة وعبادة، كشف الرأس، قربة وعبادة في الحج، في غير ذلك كشف الرأس عادة، إذا كشفت رأسك فلك أن تكشف ولك أن تغطي، [ولا تقول] إذا كشفت رأسك [أو إذا غطيته] إنك مأجور، وأن هذه عبادة، تلبس ثوب تلبس قميص، تلبس إزار، تلبس بشت، تلبس ...، شيء عادي، [تلبس شيء من هذه الأشياء إنما هي من سنن العادة] وليست قربة [تلبسها عبادة]، شيء عادي، فالعبادة يعني تشريع، شرعه الله يتقرب به إلى الله، والعادة شيء [اعتادوه] وتعارفوا عليه، لباس كل بلد غير لباس البلد الثاني، وطبخ هذه البلاد  يختلف عن البلاد الآخر، وطبعا العادة سواء كانت صغيرة أو كبيرة الأصل فيها الإباحة، خلق الله سبحانه وتعالى ما في السماوات وما في الأرض، وأباح لك أن تنام وأن تأكل وأن تشرب، وقد الإنسان يعني ينوي أن يستعين بها على طاعة الله، يأكل كي يتقوى على طاعة الله، ويعمل رياضة يتقوى بها على الجهاد في سبيل الله، قد تتحول هذه الأمور إلى عبادة [بالنظر إلى النية الكاملة] كما قال معاذ رضي الله عنه حين بعثه رسول الله إلى اليمن، [فذهب معاذ يزور أخا له] فوجد رجلا مكتوفا، مربوطا في سرير، فقال من هذا، قالوا هذا يهودي أسلم ثم رجع عن دينه، ارتد، فقال والله لا [أنزل] حتى يقتل، شرط، سنة الله سنة رسول الله عليه الصلاة والسلام، [فقتلوه] ثم شرعوا يتحدثون فكل واحد يحدث ما عنده، فقال إني لأحتسب نومتي كما أحتسب قومتي، أعطي جسدي حقه وأنام لأتقوى بهذا النوم على طاعة الله، وأحتسب [الأجر] لله تبارك وتعالى في هذا النوم، فشهد له رسول الله بالصدق، [فالعادة إن نويتها] قربة إلى الله تبارك وتعالى، فإذا لم تنو القربة فهي مباحة وليست عبادة.》 


 الــــــــــــــمـــــصــدر
[شريط بعنوان:السنة بين الغلو والتقصير]
www.rabee.net/ar/questions.php?cat=40&id=506
•┈┈┈┈•✿❁✿•┈┈┈┈•

أجوبة الشيخ أبي أنور سالم بن عبد الله بامحرز - حفظه الله - على أسئلة مشتركي مجموعات:【 الدّيــنُ النَّصــيحَة 】 العـــ12ــدد


ــــ ﷽ ــــ
 
أجوبة الشيخ  أبي أنور سالم بن عبد الله بامحرز - حفظه الله - على أسئلة مشتركي  مجموعات:

     【 الدّيــنُ النَّصــيحَة 】

 
السبت 16 رجب 1437 .

      العـــ12ــدد


══════ ❁✿❁ ══════

❪✵❫ السُّـــــــؤَالُ【1】:

 أحْــسنَ اللهُ إِليكُــم يقولُ السَّــائِل:

بعد ان علمت أن عليّ كفارة و هي إطعام مسكين عن كل يوم فطرته في رمضان ، هل أستطيع أن اعطي المساكين مالا بدل الطعام؟؟ لأني أقدر علی المال و لا اقدر علی الطعام بحكم الظروف. و مع هذا لا استطيع سحب المال من المصرف لعدم توفر السيولث
والله لا املك حتی دينارا في يدي الا الذي في حسابي في المصرف ، فماذا أفعل - حَــفظكم الله - ؟

نرجوا الإفادة لأن رمضان علی الابواب ، و أنا لم أكن أعلم الحكم الشرعي إلا الآن.
ــــــــــ 
 الجَـــــوَابُ :
 التّفريــغ :
《 لا، لا يجوز، لا بد من إطعام مسكين لأن الله يقول ((إطعام مساكين)) إطعام مسكين يعني إعطاؤه أكلا إما نيئا أو مطبوخا ..

ما هو إلا ما ذكرناه لك :  إطعام مساكين  يعني أطعمهم عشر إطعام بارك الله فيك. 》. 
══════ ❁✿❁ ══════

❪✵❫ السُّـــــــؤَالُ【2】:

 أحْــسنَ اللهُ إِليكُــم  يقولُ السَّــائِلُ :

أنا رجل مصاب بمرض السكري عافى الله الجميع ويحصل عندي كثرة تبول -أكرمكم الله - ولم استبري من البول بسرعة حيث أن الماء لا يكفي لإزالة بقايا البول لوحده مما يضطرني لاصطحاب بعض الأحجار للاستجمار بها وقد لا اتمكن من وجودها أحيانا أو أكون مسافرا مع أناس مستعجلين أو يكون خلفي شخص ينتظرني فما الحكم الشرعي لمثل هذه الحالة وبماذا تنصحوني  وجَزَاكُمُ اللهُ خَيْرًا .
ــــــــــ 
 الجَـــــوَابُ :
 
 التّفريــغ :

《 أما عدم قدرتك على الإستنجاء بالماء هذا شيء عجيب!  هذا لا يمكن بَــــارَك اللهُ فِيــك ! إلا أني أرى أنك عندك وسواس والوسواس هذا مرض خطير بَــــارَك اللهُ فِيــك إحذر منه واترك الوساوس .
يعني الذكر عندما يخرج منه البول هو مثل الثدي يخرج منه اللبن ، إذا توقف الطفل عن مصّه يتوقف بإذن الله تعالى ينغلق ، وهكذا بالنسبة للرجل الذي عنده البول إذا انتهى من البول ينغلق عنده ، أما كثرة التبول هذا لا بأس فيها ، بل كلما حصل عندك بول أما أن البول لا يتوقف منك هذا أمر عجيب!  ، وان كنت تشكي من هذا راجع الأطباء أما أنه لا يكفيك الماء حتى تأتي بأحجار… وسرعة !… وكذا
فأرى أن هذا من باب الوسواس بَــارَك اللهُ فِيــك 》.

══════ ❁✿❁ ══════
❪✵❫ السُّـــــــؤَالُ【3】:

 أحْــسنَ اللهُ إِليكُــم  يقولُ السَّــائِلُ :

هل يجوز للأب ان يعمل صدقة جارية وينوي ثوابها لابنه المتوفي ، وما الذي يعمله المرء ويستفيد منه الميت ؟
وجَزَاكُمُ اللهُ خَيْرًا .
ــــــــــ 
الجَـــــوَابُ :


التّفريــغ :

《 نعم هذا يجوز يحفر بئرا، يجعل السقاية، يبني مسجدا، يبني دور الأيتام، دور الأرامل، كل ذلك يجوز. بارك الله فيك. 》. 
══════ ❁✿❁ ══════

❪✵❫ السُّـــــــؤَالُ【4】:

 أحْــسنَ اللهُ إِليكُــم  يقولُ السَّــائِلُ :

لدي مرتب في إحدى الجهات الحكومية منذ 7 سنوات، و أرغب في تقديم استقالتي لأني لا أداوم، لتقصير مني ولاكتفاء الجهة المعنية بالموظفين؛ والعائق اليوم أنني سبق أن استخرجت سيارة بالتقسيط بنظام المرابحة الإسلامية المتواجد في المصارف حاليا والتي من المفترض ان تنتهي اقساطها مع حلول عام 2017؛ اليوم لا أعرف ما الحكم الشرعي المناسب، هل يجب على أن أقدم استقالتي الآن قبل أن ينهي البنك اقساطه؟ أم انتظر إلى غاية العام القادم؟ وما حكم استغلال الفائدة المترتبة على هذه الإستقالة كأن أقوم مثلا باستخراج ترخيص محرر عقود بناء على هذه الإستقالة؟  وجَزَاكُمُ اللهُ خَيْرًا .
ــــــــــ 
الجَـــــوَابُ :


 التّفريــغ :

《 بارك الله فيك، طالما أنك لا تعمل، والجهة التي تعمل عندها مستغنية عنك، وأنت تريد تعمل لكي تسدد أقساطك هذا لا يجوز،  علـيك أن تقدم استقالتك وتبحث عن عمل آخر،  والله المستعان 》. 
══════ ❁✿❁ ══════

❪✵❫ السُّـــــــؤَالُ【5】:

 أحْــسنَ اللهُ إِليكُــم  يقولُ السَّــائِلُ :

إذا نُوصح مبتدعٌ ولم يأبه للنصح هل يجوز كشفه او إخبار الناس عنه للتحذير من بدعه وأباطيله؟رومن الذي يقوم بهذا ؟
ــــــــــ 
 الجَـــــوَابُ :


 التّفريــغ :

《 نعم يجوز إذا كان مبتدعاً ضالا لا يسمع للكلام ولا ينتصح للرشد حذره من عنده علم بذلك سواء كان طالب علم متفقه في العلم أو شيخا أو غير ذلك مطلعا على ما عنده من بدع وضلالات ينبه الناس عنها  بالحجة، بارك الله فيكم  》. 
══════ ❁✿❁ ══════

❪✵❫ السُّـــــــؤَالُ【6】:

 أحْــسنَ اللهُ إِليكُــم  يقولُ السَّــائِلُ :

من المعروف شرعا أن سفر المرأة من غير محرم،
لا يجوز شرعا، وقد إنتشرت مؤخرا ظاهرة سفر بعض النساء، للإشتغال كمربيّة أو عاملة منزلية في بعض البلاد العربية،
كبلاد التوحيد مثلا، فما حكم هذا العمل، وما حكم التوسط للشخص المعني بالأمر، من ترتيب الوثائق المطلوبة، وتجهيز الجواز، و التأشيرة...إلخ، مقابل مبلغ من المال؟ وجَزَاكُمُ اللهُ خَيْرًا .
ــــــــــ 
 الجَـــــوَابُ :


 التّفريــغ :

《 إن كان يعلم أن هؤلاء سيتخذون هذه الطريقة ويسافرون من دون محرم، فهو آثم معهم ويشاركهم، لأنه تعاون معهم على الإثم والعدوان .
أما إن كان يجهل ذلك فالأمر  إليهم وليس عليه شيء، بارك الله فيك 》. 
══════ ❁✿❁ ══════

❪✵❫ السُّـــــــؤَالُ【7】:

 أحْــسنَ اللهُ إِليكُــم  يقولُ السَّــائِلُ :

 صديقي كان على تواصل من فتاة مطلقة وحدث بينهم التواصل و اللقاءات وارتكبوا الفاحشة ومن ثم قام الرجل بطلب الفتاة من ابيها وتم تحديد العرس . هل زواجهما سيكون صحيحا ام لا ؟ وما هو الشي الذي يكفر ذنبهما ؟ وجَزَاكُمُ اللهُ خَيْرًا .
ــــــــــ 
 الجَـــــوَابُ :


 التّفريــغ :

《 هذه زانية وهذا زاني و الزاني لا ينكح  زانية إلا أن تتوب ويتوب إلى الله توبة نصوحا، فإذا صلحا في التوبة وحسن توبتهما جاز لهما أن يتقدما بالطريق الشرعية للزواج، والله المستعان. 》. 
══════ ❁✿❁ ══════

❪✵❫ السُّــــ☟ـــؤَالُ【8】:

 أحْــسنَ اللهُ إِليكُــم  يقولُ السَّــائِلُ :

ما نصيحتكم لمرتكب العادة السرية  الذي لم يستطع الإقلاع عنها  وما هي  الادلة على تحريمها وكذلك العلاج لكيفية تركها.. وجَزَاكُمُ اللهُ خَيْرًا .
ــــــــــ 
 الجَـــــوَابُ :


 التّفريــغ :

《 أما الأدلّة على تحريم العادة السرية قول الله تعالى { وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حافِظُونَ * إِلَّا عَلى أَزْواجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ * فَمَنِ ابْتَغى وَراءَ ذلِكَ فَأُولئِكَ هُمُ العادُونَ }

هذا هوا الإبتغاء وراء ذَلِك أن تفعل العادة السرية ، ما هناك إلا إما زوجتك أو مِلك يمينك أن تطأها أما غير ذَلِك فهو من العدوان بارك الله فيك ، و الذي ارى أنك مريض بهذه العادة وهذا شر عظيم وخطر على حياتك إما أن تتوب إلى الله تعالى وتقلع من هذا الامر وإلا فأنت على خطر . والله المستعان 》. 
══════ ❁✿❁ ══════

❪✵❫ السُّـــــــؤَالُ【9】:

 أحْــسنَ اللهُ إِليكُــم  يقولُ السَّــائِلُ :

 عندنا شخص يدّعي السلفية ولكن يجالس الحزبيين والحداديين وناصحناه وبيّنا له وصبرنا عليه فلم يرجع عن فعله فهجرناه فهل هذا الهجر صحيح لأن بعض الإخوة ك يدافعون عليه ويلمزوننا بالشدة وعدم الصبر عليه فما العمل شيخنا مع هؤلاء الإخوة وهل نهجرهم كذلك ان لم ينتهوا عن الدفاع عليه ؟ وجَزَاكُمُ اللهُ خَيْرًا .
ــــــــــ 
 الجَـــــوَابُ :


 التّفريــغ :

《 أهجروا هذا الذي يصرّ على متابعة الحزبيين والحداديين ، اما الذين يدافعون عنه إن لم يكون مثلهُ فلا تهجروهم . والله المستعان . 》. 
 


        ══════ ❁✿❁ ══════
            |إنتــــهى |  
       جزَى اللهُ الشّــيخَ خَيْرًا
       وَبَـارَك فِـي عِلمه وعَملِه.
  جميع أعداد الأسئلة تجدونها في مدونتنا:
مُــدوّنة الدّيــنُ النَّصــيحَة

            •┈┈┈┈•✿❁✿•┈┈┈┈•


تفســير سورة العصر / الشَّــيخ العلّامــة:محــمّّد بنُِ صِالِــح العُثــيمين-رحِــمُه الله-

تفسير سورة العصر
الشَّــيخ العلّامــة/ محــمّّد بنُِ صِالِــح العُثــيمين-رحِــمُه الله- 
  •┈┈┈┈•✿❁✿•┈┈┈┈•
 
السؤال:
شكر الله لكم، أيضاً يقول: ما تفسير قوله تعالى: ﴿وَالْعَصْرِ إِنَّ الْإنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ﴾؟
الجواب:
" تفسيرها أن الله عز وجل يقسم بالعصر الذي هو الدهر، لأن الدهر زمن الحوادث والوقائع المختلفة، من ثم أقسم الله به، أقسم على أن الإنسان في خسر، والإنسان هنا يراد به الجنس، فكل إنسان في خسر، لا يستفيد من حياته شيئاً، ولا من عصره شيئاً، إلا من جمعوا هذه الأوصاف الأربعة، ﴿إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر﴾
﴿وعملوا﴾، أي: صدقوا بما يجب التصديق به مع القبول والإذعان، فالإيمان الشرعي ليس هو مجرد تصديق، بل هو تصديق خاص مستلزم للقبول والإذعان، ﴿وعملوا الصالحات﴾، يعني: عملوا الأعمال الصالحة، وهي ما استجمع فيها شرطان: الإخلاص لله، والمتابعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فإن اختل أحد الشرطين، لم تكن من الأعمال الصالحة، لو أن الإنسان عمل عملاًَ موافقاً للسنة تماماً، وعمل لكنه لم ينوِ بذلك وجه الله، بل عمل ذلك رياءً وسمعةً، فإن عمله لا يقبل، ولا يسمى صالحاً، ففي الحديث القدسي الذي رواه أبو هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل عملاً أشرك فيه معي غيري، تركته وشركه». ومن أخلص لله عز وجل ولم يبتغِ سوى وجه الله، لكنه لم يتبع النبي صلى الله عليه وسلم، وعدم اتباع النبي صلى الله عليه وسلم يكون بأمرين: إما بعدم فعل ما يشرع فعله، إما أن يكون فواتاً مبطلاً للعبادة، وإما بابتداع شيء في دين الله لم يشرعه النبي صلى الله عليه وسلم، مثال الأول: لو أن رجلاً صلى الظهر، ولكنه تعمد ترك التشهد الأول، فإننا نقول: إن هذا العمل باطل، لأنه لم يتبع فيه النبي صلى الله عليه وسلم، حيث ترك التشهد الأول عن عمد، وكذلك لو صلى الظهر، وترك سجدة من السجدات، أو ركوعاً من الركعات، فإنه لا يكون عمله صحيحاً، لأنه لم يكن متابعاً للنبي صلى الله عليه وسلم بذلك، ولو ابتدع في دين الله ما ليس منه، كما لو أحدث تسبيحات، أو تهليلات، أو تكبيرات، أو تحميدات، على وجه معين لم ترد به الشريعة، أو أحدث صلوات على النبي صلى الله عليه وسلم على وجه معين لم ترد به الشريعة، كان عمله غير صالح، ولا مقبول، لأنه لم يتبع النبي صلى الله عليه وسلم في عمله، والعبادة لا تتحقق فيها المتابعة إلا إذا كانت موافقة للشرع في سببها وجنسها وقدرها وكيفيتها وزمانها ومكانها، فإن اجتمعت في العبادة هذه الأوصاف، أو إذا تحققت الموافقة للشريعة في هذه الأمور الستة تحققت المتابعة، وإن اختل واحد منها، لم تتحقق المتابعة، إذن، فمعنى قوله تعالى: ﴿وعملوا الصالحات﴾ أي: عملوا الأعمال الصالحة التي تحقق فيها شرطان، وهما الإخلاص لله، والمتابعة لرسوله صلى الله عليه وسلم.
الأمر الثالث: ﴿وتواصوا بالحق﴾ أي: صار بعضهم يوصي بعضاً بالحق، والحق هو ضد الباطل، فكل ما خالف الشرع فهو باطل، وكل ما وافق الشرع، فهو حق، والحق هنا يشمل التواصي بفعل المعروف، والتواصي بترك المنكر، أي: إن الحق فعل المعروف، وترك المنكر، فيتواصون بفعل المعروف، وبترك المنكرات،
﴿وتواصوا بالصبر﴾ الصبر هو حبس النفس وتحميلها، وهو أن كل إنسان يعمل أو يدعو إلى الله عز وجل فلا بد أن يواجه شيئاً قد يثني عزمه، فليصبر، فهم يتواصون بالصبر، يوصي بعضهم بعضاً على أن يصبر على الإيمان، وعلى العمل الصالح، وعلى التواصي بالحق، وقد أمر الله تعالى عباده بالصبر في عدة مواضع من القرن، مثل: قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ ومثل قوله تعالى: ﴿وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ﴾ ومثل قوله تعالى: ﴿إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ﴾، وذكر أهل العلم أن الصبر ينقسم إلى ثلاثة أقسام: صبر على طاعة الله، وصبر عن معصية الله، وصبر على أقدار الله المؤلمة. وأعلاها الأول، ثم الثاني، ثم الثالث، فالصبر على طاعة الله هو حبس النفس على قبول أمر الله ورسوله، وعلى تنفيذ أمر الله ورسوله، وفيه أمران، وهو حبس النفس على قبول ذلك، ثم التنفيذ، إما الصبر عن مشيئة الله، فهو حبس النفس عن فعل المعصية، وليس فيه إلا شيء واحد، وهو حبس النفس عن المعصية، ولهذا كان الأول أكمل منه. أما الثالث، فهو الصبر على أقدار الله المؤلمة، فإن الإنسان في هذه الدنيا بين الضراء والسراء، وبين الخوف والأمن، وبين الفقر والغنى، وبين الصحة والمرض، ويحتاج إلى صبر على ذلك، والصبر هذا هو أقل الأنواع شأنا، لأن الصبر هذا لا يفعل الإنسان فيه المصبور عليه باختياره، وإنما يقع عليه بغير إرادته، وهو كما قال بعض السلف: إما أن يصبر صبر الكرام، وإما أن يسلوا سلو البهائم، بخلاف القسمين الأولين، فإنهما يستعين فيهما نوعاً من الاختيار، إذ إن الإنسان لو شاء لكف عن الشيئ، ولو شاء لم يكف، ولو شاء لفعل الشيء، ولو شاء لم يفعله، بخلاف أقدار الله عز وجل، فإنها تأتي للإنسان، وتصيبه بغير اختياره، ولهذا كان هذا النوع أقل شأناً، أو كان هذا القسم أقل شأناً من القسمين السابقين "

المصدر: [سلسلة فتاوى نور على الدرب > الشريط رقم (135)]


 

"مخالفات في القراءة والمشاهدة والاستماع، وآفات السمع والبصر"



←الحلقة الثانية والأخيرة→



ــــ ﷽ ــــ
 
● التساهل بالقيام بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر :

الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فرض على كل مسلم بحسب استطاعته، وهو عنوان خيرية هذه الأمة (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ) [سورة آل عمران : ١١٠]

والتساهل به لا يحل، بل إن تركه والتهاون به سبب للعنة الله ومقته وحلول عقابه ومثلاته، كما قال تعالى: (لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَىٰ لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ۚ ذَٰلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ * (كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ ۚ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ) [سورة المائدة : ٧٨-٧٩]

والأمة المسلمة داعية إلى الخير آمرة بالمعروف، وهو كل ما أمر الله به وعرف حسنه بالشرع، وترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر سبب لعدم إجابة الدعاء، فيدعو الناس ولا يجابوا، وهذه المصيبة العظمى، إذ لا غنى بنا عن الله طرفة عين، قال رسول الهدى -صلى الله عليه وسلم- : (لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر أو ليوشكن أن يبعث عليكم عقابا منه ثم تدعون فلا يستجيب لكم) رواه الترمذي وغيره وهو حديث حسن.

والمأمور بالمعروف والمنهي عن المنكر والعصيان يجب عليه الامتثال لأمر الله وأمر رسوله، وأن يعلم أن الذي أمره أراد له الخير والنجاة، ونصح له، وأحب له كسب الحسنات ورفع الدرجات فليأخذ مقاله بالتبجيل والقبول، وعسى الله أن يغفر ويتجاوز.


انتهى.


  المصدر : ← [المنظار في بيان كثير من الأخطاء الشائعة - لفضيلة الشيخ صالح آل الشيخ]

  طبعة دار الوسطية - الطبعة الأولى.

....................

"مخالفات في القراءة والمشاهدة والاستماع، وآفات السمع والبصر"




←الحلقة الأولى→



ــــ ﷽ ــــ

● قراءة المجلات والكتب والصحف التي تحث على الرذيلة، والتي تضاد الشرع الإسلامي، وتهدم الأخلاق، [و] مشاهدة الأفلام والمسرحيات الغرامية والبوليسية التي تنمي الرذيلة وحب الجريمة، [و] ضياع الوقت بمشاهدة المباريات والمصارعات التي لا جدوى من ورائها، [و] استماع الأغاني والموسيقى :

وهذه الأربعة علم النهي عنها بنصوص الشرع، وقد تقدمت أدلة ذلك مفصلة، وقال تعالى: (إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا) [سورة اﻹسراء : ٣٦].

فرؤية الصور التي فيها إبداء العورة من الرجل كالمصارعة، أو من النساء كالأفلام والمسلسلات منهي عنه، ويتحتم اجتنابه وكذلك سماع الموسيقى، مرت الأدلة على النهي عنه، وكذلك قراءة الكتب التي لا تعود على المسلم بالنفع ينبغي له أن يتركها، تحصينا لدينه، وطلبا للأجر في الآخرة، وطلبا للسلامة من الإثم والتأثر بما فيها.

وأما مشاهدة المباريات فإن كان مشغلا عن صلاة وواجب شرعي فينهى عنه، وإن كان غير مشغل ولم يصاحبه محذور شرعي فتركه أولى، وقل من يشاهده إلا ويكون عنده تحزب وكراهة وولاء لغير الله ونوع جاهلية.


انتهى.


  المصدر : ← [المنظار في بيان كثير من الأخطاء الشائعة - لفضيلة الشيخ صالح آل الشيخ]


  طبعة دار الوسطية - الطبعة الأولى.


....................