احدث المواضيع

مقالات

المعتقد الصحيح العــ28ـدد

المعتقد الصحيح 
العــ28ـدد

قال الشيخ عبد السلام بن برجس آل عبد الكريم -رحمه الله- في كتابه:
 المعتقد الصحيح الواجب على المسلم إعتقاده:

الباب الحادي عشر
[النَّهْيُ عَنِ اْلجِدَالِ فِي الدِّين]
وَيَنْهَى أَهْل السُّنة والجماعة عن الْجِدَال والخُصُومات فِي الدِّين: إذْ قَد حَذَّر النَّبِيُّ مِن ذلِكَ.
فَفِي الصَّحِيحَيْن عَن النَّبِيِّ أنَّهُ قال: «اقْرَءُوا الْقُرْآنَ مَا ائْتَلَفَتْ عَلَيْهِ قُلُوبُكُمْ ، فَإِذَا اخْتَلَفْتُمْ فَقُومُوا عَنْهُ».
وفي المسند وسنن ابن ماجه ـ واصله في صحيح مُسلم ـ عن عبدالله بن عمرو:  أَنَّ النَّبِيَّ خَرَجَ عَلَى أَصْحَابِهِ وَهُمْ يَخْتَصِمُونَ فِي الْقَدَرِ فَكَأَنَّمَا يُفْقَأُ فِي وَجْهِهِ حَبُّ الرُّمَّانِ مِنَ الْغَضَبِ فَقَالَ :«بِهَذَا أُمِرْتُمْ؟ أَوْ لِهَذَا خُلِقْتُمْ؟ تَضْرِبُونَ الْقُرْآنَ بَعْضَهُ بِبَعْضٍ ! بِهَذَا هَلَكَتِ الأُمَمُ قَبْلَكُمْ».

بل جاء الخبر بأن الجِدَال عُقوبةٌ من عُقُوبات الله في الأمة. ففي سنن الترمذي وابن ماجه من حَديث أَبِي أُمَامَة رَضِيَ الله عَنْه قال: قَالَ  رَسُولُ اللَّه : ( مَا ضَلَّ قَوْمٌ بَعْدَ هُدًى كَانُوا عَلَيْهِ إِلَّا أُوتُوا الْجَدَلَ )، ثُمَّ قَرَأَ : {مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلًا} [الزخرف: ٥٨].

قال الإمام أحمد رَحِمهُ الله: أُصُولُ السُّـنَّةِ عندَنَا:التَّمَسُّكُ بِمَا كَانَ عَلَيْهِ أَصْحَابُ الرَّسُولِ ﷺ، والإِقْتِدَاءُ بِهِمْ، وَتَرْكُ البِدَعِ، وَكُلُّ بِدْعَةٍ فَهِيَ ضَلالَةٌ، وَتَرْكُ الخُصُومَاتِ وَالجُلُوسِ مَعَ أَصْحَابِ الأَهْوَاءِ، وَتَرْكُ المِرَاءِ والجِدِالِ وَالخُصُومَاتِ فِي الدِّينِ. اهـ.

فصل
[الجَدَلُ المذموم]
وكل ذلك في الجِدَال بالباطل، أو الجِدَال في الحق بعدما تبين، أو الجِدَال فيما لا يَعْلَمُ المُحَاجُّ، أو الجِدَال في المُتشابه من القُرآن، أو الجِدَال بغير نية صَالِحَة.. ونحو ذلك.

فصل
[الجدل المحمود]
أما إذا كان الجِدَال لإظهار الْحَقِّ وبيانه، مِن عَالِم، لَه نِيَّةٌ صَالِحَة، ملتزم بالأدب ، فذلك مما يُحمد. قال الله تعالى: {ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ۖ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ۚ} [النحل ١٢٥].

وقال تعالى: {وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} [العنكبوت ٤٦]

وقال تعالى: {قَالُوا يَا نُوحُ قَدْ جَادَلْتَنَا فَأَكْثَرْتَ جِدَالَنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ} [هود].

فصل
[بعض المجادلات الشرعية]
وَأَخْبَرَ تَعَالَى عَنْ مُحَاجَّة إبْرَاهِيم عليه الصَّلاة والسَّلام مع قومه، وَمُوسَى عَلَيْهِ الصَّلاة والسلام مع فِرعون. وَفِي السُّنة ذِكرُ مُحاجة آدَم ومُوسى عَلَيْهمَا الصَّلاة والسَّلام. ونُقل عن السَّلف الصالح مُناظراتٌ كثيرة، وكُلها من الجِدَال المَحْمُود الذِي تَوَفَّر فِيه:
العِلْمُ، والنِّيَّة، والمُتَابعة، وأدَبُ المُنَاظرة.

يتبع إن شاء الله تعالى...
_________

 نَكْتفِي بهذا القَدْرِ وَنُكْمِلُ في العَدَدِ القادِمِ إنْ شَاءَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَىٰ -
          ــــــ ❁ ❁ــــــ❁ ❁ ــــــــ 


المعتقد الصحيح العـ27ـدد

المعتقد الصحيح
العـ27ـدد

قال الشيخ عبد السلام بن برجس آل عبد الكريم -رحمه الله- في كتابه: 
المعتقد الصحيح الواجب على المسلم إعتقاده:

الباب العاشر
[المْعُتَقَدُ الصَّحِيحُ فِيمَا يَجِبُ لِوُلاَةِ الأَمْرِ مِنَ المُسْلِمِينَ]

وَيَعْتَقِدُ أَهْلُ السُّنَّةِ وَالجَمَاعَةِ :
بأن الله تَعَالَى أَوْجَب على المُؤْمِنين طَاعة وُلاة أَمْرِهِم في غَيْر مَعْصِية الله.
وَيَعْتَقِدُون معنى قوله في حَدِيث عُبادة بن الصامت رَضِيَ الله عَنْه: «اسْمَعْ وَأَطِعْ فِي عُسْرِكَ وَيُسْرِكَ، وَمَنْشَطِكَ وَمَكْرَهِكَ، وَأَثَرَةٍ عَلَيْكَ، وَإِنْ أَكَلُوا مَالَكَ، وَضَرَبُوا ظَهْرَكَ، إِلا أَنْ يَكُونَ مَعْصِيَةً».
أخرجه ابن حبان في صحيحه بإسنادٍ حسنٍ. وأصلُهُ في الصحيحين.

فصل
[تحريم الخروج على الولاة]
وَيَعْتَقِدُون تحريم الخروج على ولاة الأمر وإن جاروا وظلموا، مالم يروا كُفرًا بواحًا عِندهم فيه من الله برهان، لقول رسول : «خِيَارُ أَئِمَّتِكُمْ الَّذِينَ تُحِبُّونَهُمْ وَيُحِبُّونَكُمْ، وَيُصَلُّونَ عَلَيْكُمْ وَتُصَلُّونَ عَلَيْهِمْ. وَشِرَارُ أَئِمَّتِكُمْ الَّذِينَ تُبْغِضُونَهُمْ وَيُبْغِضُونَكُمْ وَتَلْعَنُونَهُمْ وَيَلْعَنُونَكُمْ». قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! أَفَلَا نُنَابِذُهُمْ بِالسَّيْفِ ؟ فَقَالَ  «لَا ، مَا أَقَامُوا فِيكُمْ الصَّلَاةَ، وَإِذَا رَأَيْتُمْ مِنْ وُلَاتِكُمْ شَيْئًا تَكْرَهُونَهُ فَاكْرَهُوا عَمَلَهُ، وَلَا تَنْزِعُوا يَدًا مِنْ طَاعَةٍ».
وفي لفظٍ:
«أَلَا مَنْ وَلِيَ عَلَيْهِ وَالٍ، فَرَآهُ يَأْتِي شَيْئًا مِنْ مَعْصِيَةِ اللَّهِ فَلْيَكْرَهْ مَا يَأْتِي مِنْ مَعْصِيَةِ اللَّهِ، وَلَا يَنْزِعَنَّ يَدًا مِنْ طَاعَةٍ ». أخرجه مُسلم عن عوف بن مالك.

فصل
[عقوبات الخارج عليهم]
والخارج من الجماعة ألحق به الشارع عُقُوبات غليظة في الدنيا والآخرة تتناسب مع عِظم جَريمته:
من ذلك أن من مات وهو خارج عن الطاعة مُفارق للجماعة مات ميتةً جاهلية.
ومن فارق الجماعة فإنهُ لا يُسأل عنه، كنايةً عن عظيم ذنبه.
ومن فارق الجماعة فلا حُجة له عند الله تعالى يوم القيامة.
ومن فارق الجماعة فإن الشيطان مَعهُ يرتكض.
ومن فارق الجماعة حَلَّ دَمُة.

فصل
[الدعاء لولاة الأمر]
وَيَعْتَقِدُ أَهْلُ السُّنَّةِ وَالجَمَاعَةِ : أن الدعاء لولي الأمر بالصلاح والمُعافاة مما يُحمد ويتَأكَّد. وهو علامة الرجل من أهل السنة ، كما قال الإمام البربهاري في كتاب السنة:
إذَا رَأَيْتَ الرَّجُلَ يَدْعُو عَلَىٰ السُّلْطَانِ؛ فَاعْلَمْ! أنَّهُ صَاحِبُ هَوًى. وَإذَا سَمِعْتَ الرَّجُلَ يَدْعُو لِلسُّلْطَانِ بِالصَّلَاحِ فَاعْلَمْ أنَّهُ صَاحِبُ سُنَّةٍ إِنْ شَاءَ اللهُ. يَقُولُ فُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ: «لَوْ كَانَ لِي دَعْوَةٌ، مَا جَعَلْتُهَا إِلَّا فِي السُّلْطَانِ. فَأُمِرْنَا أَنْ نَدْعُوَ لَهُمْ بِالصَّلَاحِ، وَلَمْ نُؤْمَرْ أَنْ نَدْعُو عَلَيْهِمْ، وَإِنْ جَارُوا وَظَلَمُوا؛ لأَنَّ جَوْرِهِمْ وَظُلْمِهِمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَعَلَى الْمُسْلِمِينَ، وَصَلَاحَهُمْ لِأَنْفُسِهِمْ وَلِلْمُسْلِمِينَ. اهـ.

وقال الإمام الصابوني في عقيدة السلف أصحاب الحديث:
ويرون الدعاء لهم بِالإِصْلاَح والتوفيق والصلاَح. اهـ.

فصل 
[النهي عن سبِّ الولاة]
 ويرون أن سَبَّهم مِما نُهي عنه شرعًا بإتفاق آَكَابر أصحاب رسول الله ﷺ.
يقول أنس بن مالك رَضِيَ الله عَنْه: نَهَانَا كُبَرَاؤُنَا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ , قَالَ :  " لا تَسُبُّوا أُمَرَاءَكُمْ ، وَلا تَغِشُّوهُمْ ، وَلا تَبْغَضُوهُمْ ، وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاصْبِرُوا ؛ فَإِنَّ الأَمْرَ قَرِيبٌ " .
رواه ابن أبي عاصم في السُّنة وغيره.

يتبع إن شاء الله تعالى...

_________
   
 نَكْتفِي بهذا القَدْرِ وَنُكْمِلُ في العَدَدِ القادِمِ إنْ شَاءَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَىٰ -
          ــــــ ❁ ❁ــــــ❁ ❁ ــــــــ 


كيف نحقِّقُ الإخلاص في الصِّيام

كيف نحقِّقُ الإخلاص في الصِّيام
 
للشَّيْخ العَلَّامَة
صَالِحُ بِن فَوْزَانُ الفَوْزَان - حَفِظَهُ اللهُ -

 
 السُّـــــؤَالُ :

[ كيف نحقِّقُ الإخلاص في الصِّيام، ونرجو مِن الله القبول لنا ولكم وللمسلمين؟ ]
 
الجَــــوَابُ :

❞ نعم، يجب على المسلم أن يُخلِص العمل لله -عزَّ وجلَّ-.

❍ وذلك -أولاً- بأنْ: لا يُعجَب بنفسه ويُزكِّي نفسه، ويقول أنَّه أدَّى العمل على المطلوب، ويُعجَب بعمله؛ بل يعتبر عمله قليلاً، ويخاف أنَّه يُرَدُّ عليه؛ لأنَّه قد يختلّ شرطٌ من شروطه وهو لا يشعر؛ فيُردُّ عليه عمله؛ فلا يُزكِّي نفسه ولا يُعجب بعمله.


❍ ثانيًا: أنْ يحذر -كلَّ الحذر- من مراءة النَّاس، وأنْ يقصد مدح النَّاس أو ثناء النَّاس عليه، فعليه أن يُخلِصَ عمله لله -عزَّ وجلَّ- ﴿قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا[الكهف: 110].

﴿عَمَلًا صَالِحًا﴾: بأنْ يكون على سُنَّة الرَّسول -- ، ليس فيه بدعة.

﴿وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا﴾: هذا هو الإخلاص؛ فلا يكون فيه رياءٌ ولا سُمعة، ولا قصدٌ لغير الله -عزَّ وجلَّ-.

❍ ثالثًا: أن يستحضر عظمة الله -عزَّ وجلَّ-؛ حتى يُخلِصَ العمل لوجهه، وأنْ يعلم أنَّه بين يدي الله، وأنَّه بِمرأَى ومَسمَعٍ مِنَ الله -عزَّ وجلَّ- يراه ويسمعه؛ حتى إنَّه يعلم ما في قلبه، وخلجات نفسه؛ فعليه أن يُخلِّص لله -عزَّ وجلَّ-، وأن يُراقب الله -عزَّ وجلَّ-؛ كما قال -- : « الإحسان: أنْ تعبُد الله كأنَّك تراه، فإن لم تكن تراه فإنَّه يراك».

ولا تعبد الله بقلبٍ غافلِ، وحسب العوايد، أو مع النَّاس؛ وإنما تستحضر عظمة ربك، وتؤدِّي العمل خالصًا لوجهه، وطلبًا لثوابه، وخوفًا من عقابه، تستشعر هذا الشُّعور دائمًا وأبدًا في كلِّ عملٍ تعمله، ولا سيِّما في هذا الشَّهر العظيم. نعم ❝
 

 



ســلسِلةُ شــَرحِ اﻷُصُولِ الثَّــلاثةِ ▫️العَــ84 ــدَدُ▫️

ســلسِلةُ شــَرحِ اﻷُصُولِ الثَّــلاثةِ
لمعالي شيخنا العلامة الدكتور /
صَالِح بنُ فَوزان الفَوزَان -حَـفظهُ الله-
        ▫️العَــ84 ــدَدُ▫️


━━━━━━━━━━━━━━━━━━━━
قَالَ اﻹِمَامُ المُجَدِّد : مُحَمَّد بن عبد الوهَّاب رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَىٰ وَغَفَرَ لَهُ :
[ وَمَعْنَاهَا : لَا مَعْبُودَ بِحَـقٍّ إِلَّا اللَّهُ ،
( لَا إِلَــٰهَ ) نَافِـيًا جَمِـيعَ مَا
يُـعْـبَـدُ مِـنْ دُونِ اللَّهِ ،
( إِلَّا اللَّهُ ) مُـثْـبِـتًا الـعِـبَادَةَ لَـهُ وَحْــدَهُ لَا شَــرِيكَ لَــهُ فِي عِــبَـادَتِـهِ ، كَـمَـا أنَّـهُ لَيْـسَ لَـهُ شَـرِيكٌ فِي مُـلْـكِــهِ ] .
━━━━━━━━━━━━━━━━━━━━

قَالَ شَيْخُنَا غَفَـرَ اللَّهُ لَهُ وَأَحْسَـنَ إِلَيْهِ :
 
 قوله :[ وَمَعْنَاهَا : لَا مَعْبُودَ بِحَقٍّ إِلَّا اللَّهُ ]
 
 أي : مَـعْـنَىٰ لَا إِلَــٰهَ إِلَّا اللَّهُ ، لَيْسَ كما يقولُ أهلُ البَاطِل : لا خَالِقَ ولا رَازِقَ إلَّا اللَّهُ ؛
 
 لأَنَّ هَـذَا تَوْحِيد الرُّبُوبِيَّة ، يُـقِــرُّ بِهِ المُشْرِكُونَ ، وهم لا يَقُولُونَ : لَا إِلَــٰهَ إِلَّا اللَّهُ ،
 
 قال تعالىٰ :﴿ إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا اللّٰهُ يَسْتَكْبِرُونَ ۝ وَيَقُولُونَ أَئِنَّا لَتَارِكُو آلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَجْنُونٍ ۝﴾
 
 ﴿ آلِهَتِنَا ﴾  أي : مَعْبُودَاتِنَا
 
 { لِشَاعِرٍ مَجْنُونٍ }  يعْنُونَ الرَّسُولَ ﷺ ،  

▪️ وصَفُوهُ بِالشِّعْـرِ والجُنُونِ ؛ لأنَّهُ قَالَ لَـهُـم : قُولُوا : لَا إِلَــٰهَ إِلَّا اللَّهُ ، وَنَهَاهُم عَـنْ عِـبَـادَةِ الأصْـنَـامِ .
 
 ولَمَّا قالَ لَهُم : قُولُوا : لَا إِلَــٰهَ إِلَّا اللَّهُ ، قالوا :
 
 ﴿ أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَـٰهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ ۝﴾
 
 يحْسبُونَ الآلِهَةَ مُـتَـعَـدِّدَة .
 
 فدَلَّ علىٰ أنَّ مَعْنَاهَا : لَا مَعْبُودَ بِحَقٍّ إِلَّا اللَّهُ ،
 
 ولَوْ كَانَ مَعْنَاهَا لَا خَالِقَ وَلَا رَازِقَ إلَّا اللَّهُ ، فَإِنَّ هذا يُقِرُّونَ بِهِ ولا يُمَارُونَ فِيهِ ،
 
 فلو كانَ هذا مَعْنَاهَا ، مَا امْتَنَعُوا من قَوْلِ لَا إِلَــٰهَ إِلَّا اللَّهُ ؛ لِأَنَّهُم يَقُولُونَ إذَا سُئِلُوا مَـنْ خَـلَـقَ السَّمَاوَاتِ والأرْضَ ؟
 
 يقُولُونَ : اللَّـه ،

➖ إذا سُئِلُوا مَـنِ الَّــذِي يَـخْـلُـقُ ؟
➖ مــنِ الَّـــذِي يَـــرْزُقُ ؟
➖ مـنِ الَّــذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ ؟
➖ ويُــدَبِّــرُ الأرْضَ - الأَمْرَ - ؟  
 يقُولُونَ : اللَّـه .

▪️ هـم يَـعْـتَـرِفُونَ بِهَذَا ، فلو كانَ هَذَا مَعْنَىٰ لَا إِلَــٰهَ إِلَّا اللَّهُ ؛ لأقَـرُّوا بهذا ،
 
 لــكِــنْ مَــعْـــنَــاهَـــا : 
 لا مَـعْـبُـودَ بِـحَـقٍّ إِلَّا اللَّهُ .
 
 لـوْ قُـلْتَ : لَا مَعْبُودَ إِلَّا اللَّهُ
 
 هــذَا غَـــلَـــطٌ كَـبِيـرٌ ؛
 
 لأنَّ المَعْبُودَات كلها تَكُون هِيَ اللَّه ، تَعَالَىٰ اللَّهُ عَـنْ هَـذَا ،
 
 لكِنْ إذَا قَيَّدتَّهَا وقُلْتَ : ( بِحَقٍّ ) ، انْتَفَتِ المَعْبُودَات كلها ، إلَّا اللَّه سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ ،
 
 لا بُـدَّ أن تقولَ : لَا مَعْبُودَ حَـقّ ، أو لَا مَـعْـبُــودَ بِـحَـقٍّ إلَّا اللَّه .

▫️ ثمَّ بَيَّنَ ذَلكَ علىٰ لَفْظِ الكَـلِـمَـة .
 
 ( لَا إِلَــٰهَ ) الـنَّــفِـي ،
 
 نـــفْـيٌ لِلْــعُـبُـودِيَّةِ عَــمَّـــا سِـــوَىٰ اللَّه .
 
 ( إِلَّا اللَّهُ ) هَـذَا إثْبَاتٌ
 
 للْــعُـبُـودِيَّـةِ لِلَّهِ وَحْـدَهُ لَا شَــرِيكَ لَـــهُ .
 
 فلَا إِلَــٰهَ إِلَّا اللَّهُ ، تَشْتَمِلُ علىٰ

➖ نفْيٍ
➖ وإِثْبَاتٍ ،
 
 ولا بُـدَّ فِي التَّوْحِيد مِـنَ النَّفْيِ والإِثْبَاتِ ،
 
 لا يَـكْـفِـي الإثْـبَـاتُ وَحْـدَهُ ، 
 ولا يَـكْـفِـي النَّفْيُ وَحْـدَهُ ،  
 بل لا بُـدَّ مِـنَ النَّفْيِ والإثْبَاتِ ،
 
 كما قالَ تعالىٰ :﴿ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللّٰهِ
 
 ﴿ وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ﴾ .

▫️ فلَوْ قُلْتَ : اللَّهُ إِلَـٰـهٌ ، هَـذَا لا يَكْفِي ،
 
 الـلَّاتُ إِلَـٰهٌ ،  
 والـعُـزَّىٰ إلَـٰهٌ ، 
 ومَـنَــاةُ إلَـٰهٌ ،
 
 كـلُّ الأَصْـنَامِ تُسَمَّىٰ آلِـهَـة .
 
 فلَا بُـدَّ أنْ تَقُولَ : لَا إِلَــٰهَ إِلَّا اللَّهُ ، 
 فلَا بُـدَّ مِـنَ الـجَــمْــعِ بَيْنَ النَّفِيِ والإِثْبَاتِ ؛
 
 حتَّىٰ يَتَحَقَّـقَ التَّوْحِيــدُ وَيَنْتَـفِي الـــشِّـرْكُ .

━━━━━━━━━━━━━━━━━━━━ 
صــفْـــحَـــــة :[ ١٦٧ - ١٦٩ ]
━━━━━━━━━━━━━━━━━━━━ 
 نَكْتفِي بهذا القَدْرِ وَنُكْمِلُ في العَدَدِ القادِمِ إنْ شَاءَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَىٰ
 
 

ســلسِلةُ شــَرحِ اﻷُصُولِ الثَّــلاثةِ ▫️العَــ83 ــدَدُ▫️

ســلسِلةُ شــَرحِ اﻷُصُولِ الثَّــلاثةِ
لمعالي شيخنا العلامة الدكتور /
صَالِح بنُ فَوزان الفَوزَان -حَـفظهُ الله-
        ▫️العَــ83 ــدَدُ▫️


━━━━━━━━━━━━━━━━━━━━

وَصَــلْنَــا إلىٰ قَوْلِ شَيْخِـنَــا حَفِـظَهُ اللَّهُ :
 
 والـــمُـــرَادُ بِأُولِـي الــعِــلْــمِ :

▪️ أهْـــل الــعــلــم الــشَّــرْعِـي ،
 
 لا كما يَقُولُهُ بعضُ النَّاسِ : إنَّ أهْـلَ الـعِـلْـمِ المُرَادُ بِهِم : أهـل الصِّنَاعَةِ والزِّرَاعَةِ ،
 
 فهَؤُلَاءِ لا يُقَالُ لَهُم أهل العلم على وَجْهِ الْإِطْلَاقِ ؛
لِأَنَّ عِـلْـمَـهُـم مَحْدُودٌ مُـقَـيَّدٌ ، بَـلْ يُقَالُ :
 
 هـذَا عَـالِـمٌ بِالحِـسَـابِ ، 
 عالِمٌ بالهَنْدَسَةِ ،
 عالِمٌ بِالطِبِّ ،
 
 ولا يقال لهم : أهل العلم مُطْلَقًا ؛
 
 لأنَّ هذا لا يُطْلَقُ إِلَّا علىٰ أهل العِلْم الشَّرْعِي ،

◾️ وأيضًا أكثر هؤلاء ، أهل علم دنيوي ، وفيهم مَلَاحِدَة يَزِيدُهُم عِلْمُهُم غَـالِـبًا جَـهْـلًا بِاللَّهِ عَـزَّ وَجَـلَّ ، وغُـرُورًا وإلْحَـادًا ، كما تُشَاهِـدُونَ الآن في الأُمَمِ الكَـافِـرَة ،
 
 متَقَدِّمُونَ في الصِّنَاعَاتِ وفي الـزِّرَاعَةِ ؛
 
 لكنَّهُم كُــفَّــار ،
 
 فكيف يُقَالُ : إنَّهُم أهل العلم الَّـذِينَ ذَكَرَهُم اللَّهُ في قولِهِ :﴿ وَأُولُو الْعِلْمِ
 
 هـذَا غير معقول أبَدًا .
 
 وكذلك قوله :﴿ إِنَّمَا يَخْشَىٰ اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ
 
 المُرَادُ : عُلَمَاء الشَّرْعِ ، الَّـذِين :

يـعْـرِفُـونَ اللَّهَ حَـقَّ مَعْرِفَتِهِ ،
➖  ويَعْبُدُونَهُ حَـقَّ عِـبَادَتِهِ ،
ويَخْشَوْنَهُ ،
 
 أمَّا هَـؤُلَاءِ فأغلبهم لا يَخْشَوْنَ اللَّهَ عَـزَّ وَجَـلَّ ، بل يَـكْـفُـرُونَ بِاللَّهِ ويَجْحَدُونَهُ ، ويَدَّعُونَ أنَّ الـعَـالَـم ليس لَـهُ رَبٌّ ، وإِنَّما الطَّبِيعة هي التي تُوجِدهُ وتَتَصَرَّف فيه ،
 
 كما هو عند الشّيوعِيِّينَ ،
 
 إنهم يُـنْـكِـرُونَ الـرَّبَّ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ ، مع أنَّ عندهم عِـلْـمًـا دنيويًّا ،
 
  كيف نقول : إنَّ هؤلاء هم أهل العلم ، هَـذَا غَـلَـطٌ ،
فالـعِـلْـمُ لا يُطْلَقُ إِلَّا علىٰ أهله ،

▪️ وهو لَقَبٌ شَرِيفٌ لا يُطْلَقُ علىٰ (المَلَاحِدَةِ  والكُفَّار)  ، ويقال : هؤلاء أهـل العلم .

▪️ فالملائكة وأولو العلم ، شَهِدُوا لِلَّهِ بالوَحْدَانِيَّةِ ، إذًا لا عِـبْـرَةَ بقول غيرهم من المَلَاحِدَةِ والمشركين والصَّابِئِينَ الَّـذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ عَـزَّ وَجَـلَّ ، هؤلاء لا عِـبْـرَة بِهِم ولا بقولهم ؛
 
 لأنَّهُ مُخَالِفٌ لِشَهَادَةِ اللَّهِ ، 
 وشَهَادَةِ مَلَائِكَتِهِ ،
 وشَهَادَةِ أولي العلم مِـنْ خَلْقِهِ .
 
 وقوله :﴿ قَائِمًا بِالْـقِـسْـطِ ﴾ مَنْصُوبٌ علىٰ الحَالِ مِن :﴿ شَهِدَ ﴾ أي : حَالَة كَوْنِهِ قَائِمًا سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ ،
 
 و ﴿ الْـقِـسْـطِ ﴾ الـعَـدْل ، 
 أي : أنَّ اللَّهَ سبحانه وتعالىٰ ، قَائِمٌ بالـعَـدْلِ في كُلِّ شَيْءٍ ،

▫️ والـعَـدْلُ ضِدّ الجَوْرِ ، وهو سُبْحَانَهُ وتعالىٰ حَكَمٌ عَـدْلٌ ،
لا يَصْدُرُ عنه إلَّا الـعَـدْل في كُلِّ شيء .
 
 ﴿ لَا إِلَـٰهَ إلَّا هُـوَ ﴾ تَأْكِيدٌ للجملة الأولىٰ .
 
 ﴿ الْـعَـزِيزُ الحَكِيمُ ﴾ اسْمَانِ لِلَّهِ عَـزَّ وَجَـلَّ ، يَتَضَمَّنَانِ صِفَـتَيْنِ مِن صِفَاتِهِ ،
وَهُـمَـا :
 
 الـعِــزَّة والحِـكْـمَـة  .

━━━━━━━━━━━━━━━━━━━━
صــفْـــحَـــــة :[ ١٦٥ - ١٦٧ ]
━━━━━━━━━━━━━━━━━━━━
 
 نَكْتفِي بهذا القَدْرِ وَنُكْمِلُ في العَدَدِ القادِمِ إنْ شَاءَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَىٰ -
          ــــــ ❁ ❁ــــــ❁ ❁ ــــــــ 


ســلسِلةُ شــَرحِ اﻷُصُولِ الثَّــلاثةِ ▫️العَــ 82 ــدَدُ▫️

ســلسِلةُ شــَرحِ اﻷُصُولِ الثَّــلاثةِ
لمعالي شيخنا العلامة الدكتور /
صَالِح بنُ فَوزان الفَوزَان -حَـفظهُ الله-
        ▫️العَــ 82 ــدَدُ▫️


━━━━━━━━━━━━━━━━━━━━

وَصَــلْنَــا إلىٰ قَوْلِ شَيْخِـنَــا حَفِـظَهُ اللَّهُ :
 
 ومَعْنَىٰ : أنَّهُ لَا إِلَـٰهَ إلَّا هُـوَ : 
 أي : لا مَـعْـبُـودَ بِـحَـقٍّ إلَّا اللَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ ،

▫️ أمَّا مَـنْ عَـبَـدَ غَـيْـرَ اللَّهِ ؛ فَإِنَّ عِـبَـادَتَهُ بَاطِلَة ، لقوله تعالىٰ :
 
 ﴿ ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللّٰهَ هُوَ الْـعَـلِيُّ الْكَـبِيرُ ۝﴾ .

▪️ شهِدَ لِنَفْسِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ بِالوَحْـدَانِيَّة ، وَهُوَ أصْدَقُ القَائِلِينَ ، وَشَهَادَتُهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ أصْدَقُ الشَّهَادَاتِ ؛ لِأَنَّهَا صَادِرَةٌ عَـنْ حَـكِـيمٍ خَبِيرٍ عَـلِـيمٍ ، يَـعْـلَـمُ كُـلَّ شَيْءٍ ،
فهي شَـهَـادَةٌ صَـادِقَـةٌ
.
 
 ﴿ وَاْلمَلَائِكَةُ ﴾ شَهِدُوا أنَّهُ لَا إِلَـٰهَ إلَّا هُـوَ ، وهُـمْ عَـالَـمٌ خَلَقَهُمُ اللَّهُ لِـعِـبَـادَتِـهِ ، مَلَائِـكَـةٌ كِـرَامٌ ، عِـبَـادٌ مُـكْـرَمُونَ ، خَلَقَهُمُ اللَّهُ لِـعِـبَـادَتِـهِ ، يُسَبِّحُونَ اللَّـيْـلَ والنَّهَارَ لا يَفْتُرُونَ ،
 
 وأيضًا خَلَقَهُمُ اللَّهُ لِـتَـنْـفِيذِ أوَامِرِهِ فِي الكَـوْنِ ، وَكَّـلَ إليهم تنفيذ ما يأمر به سبحانه وتعالىٰ مِنْ أمُور الكون ،
 
 فـكُـلُّ مَلَكٍ منهم مُوَكَّـلٌ بِـعَـمَـل ، وَشَهَادَتُهُم شَهَادَة صِدْقٍ ؛ لأنَّهُم أَهْـل عِـلْـمٍ وَعِبَادَةٍ ومَعْرِفَةٍ بِاللَّهِ عَـزَّ وَجَـلَّ ،
 
 وهم مِـنْ أفْضَلِ الخَلْقِ ، علىٰ الخِلَاف ،
 
 هـلْ صَالِح البَشَر أفْضَل من الملائكة ؟
 
 أو الملائكة أفضل من صالح البشر ؟
 
 علىٰ خِـلَافٍ .
 
 ﴿ وَأُولُو الـعِـلْـمِ ﴾ صِنْـفَـانِ :

➖ الملائكة ،

 والصِّنْف الثَّانِي :

➖ أوُلُو العِلْمِ مِنَ البَشَرِ ،
 
 وأولو العلم لا يَشْهَـدُونَ إلَّا بِمَا هُـوَ حَـقٌّ ، بِخِلَافِ الجُـهَّـال ؛ لا اْعْـتِبَارَ بِشَهَادَتِهِم ،

▪️  وكُـلُّ عَالِمٍ مِنْ خَلْقِ اللَّهِ ؛ يَشْهَد لِلَّهِ بِالوَحْدَانِيَّة ، و أنَّهُ لَا إِلَـٰهَ إلَّا هُـوَ ، وهذا فيه تَشْرِيفٌ لِأَهْـلِ الـعِـلْـمِ ، حيث إنَّ اللَّهَ قَـرَنَ شَهَادَتَهُم مَـعَ شَهَادَتِهِ سبحانه وتعالىٰ وشهادة ملائكته .

◽️ اعْـتَـبَـرَ شَهَادَةَ أهْـل العلم من الخَلْقِ ،
 
 ودَلَّ علىٰ فَضْلِهِم وشَرَفِهِم ومَكَانَتِهِم ، علىٰ أعْـظَـمِ مَـشْهُودٍ بِـهِ ، وَهُـوَ : التَّوْحِيد .
 
 والـــمُـــرَادُ بِأُولِـي الــعِــلْــمِ :
 
 أهْـــل الــعــلــم الــشَّــرْعِـي ...

━━━━━━━━━━━━━━━━━━━━
صــفْـــحَـــــة :[ ١٦٣ - ١٦٥ ]
━━━━━━━━━━━━━━━━━━━━
  
 نَكْتفِي بهذا القَدْرِ وَنُكْمِلُ في العَدَدِ القادِمِ إنْ شَاءَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَىٰ -
          ــــــ ❁ ❁ــــــ❁ ❁ ــــــــ 


ســلسِلةُ شــَرحِ اﻷُصُولِ الثَّــلاثةِ ▫️العَـــ81ـدَدُ▫️

ســلسِلةُ شــَرحِ اﻷُصُولِ الثَّــلاثةِ
لمعالي شيخنا العلامة الدكتور /
صَالِح بنُ فَوزان الفَوزَان -حَـفظهُ الله-
        ▫️العَـــ81ـدَدُ▫️


━━━━━━━━━━━━━━━━━━━━

      أرْكَــانُ الْإِسْــلَامِ
       ▪️ شهَادَةُ أَن لَّا إلَـٰـهَ إِلَّا اللَّهُ ▪️ 
      ▪️ وأَنَّ مُـحَـمَّــدًا رَسُـولُ اللَّهِ ▪️  
 مـعْـنَـاهَـا وَدَلِـيلُـهَـا
 
 قالَ اﻹِمَامُ المُجَدِّد : مُحَمَّد بن عبد الوهَّاب رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَىٰ وَغَفَرَ لَهُ :

[ فَأَرْكَانُ الإِسْلَامِ خَمْسَةٌ : شَهَادَةُ أَن لَّا إِلَـٰهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ , وَإِقَامُ الصَّلَاةِ ، وَإِيتَاءُ الزَّكَاةِ ، وَصَوْمُ رَمَضَانَ ، وَحَجُّ بَيْتِ اللَّهِ الحَرَامِ ،

 فَدَلِيلُ الشَّهَادَةِ
:﴿ شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ۝ ﴾] .

━━━━━━━━━━━━━━━━━━━━
 
 قالَ شَيْخُنَا غَفَـرَ اللَّهُ لَهُ وَأَحْسَـنَ إِلَيْهِ :

▪️ لا يَقومُ الإسلامُ إلَّا علىٰ هذه الأركان ، إذا فُقِدَتْ فإنَّ الإسلامَ لا يَسْتَقِيم ، وبَقِيَّة الطَّاعَات مُكَـمِّلات لهذه الأركان ،

▫️ كـلُّ الطَّاعَاتِ وأفعال الخير ، كلها مكملات لهذه الأركان ،
 
 ولِـهَـذَا سَأَلَ جِبْريِلُ عليه السلام رسولَ اللَّهِ بحَـضْرَةِ الصَّحَابة قال : أخْبِرْنِي عن الإسْلَام ، قال :

« الإِسْلَامُ أَنْ تَشْهَدَ أَنْ لَّا إِلَـٰهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ ، وَتُقِيمَ الصَّلَاةَ ، وَتُؤْتِيَ الزَّكَاةَ ، وَتَصُومَ رَمَضَانَ ، وَتَحُجَّ الْبَيْتَ إِنِ اسْتَطَعْتَ إِلَيْهِ سَبِيلًا » .
 
 ففَسَّرَ الإسلامَ بأنَّهُ هذه الأركان الخَمْسَة ، لكن حديث ابن عمر بَيَّنَ أنَّ هذه الخمسة هي مَبَانِي الإسلام ، فقال :

« بُنِيَ الإسْلَامُ عَلَىٰ خَمْسٍ »
 
 أي : أنَّ هذه الخمس ليست هي الإسلام كله ، لكنَّهَا أركانُهُ وَمَبَانِيه التي يقوم عليها ، وبقية المشروعات مُكَمِّلَات ومُتَمِّمَات لهذه الأركان .
 
 قوله تعالى :﴿ شَهِدَ ﴾ أي : حَكَـمَ وقَضَىٰ ، وأعْـلَـمَ وبَيَّنَ وأَلْـزَمَ ،

▫️ فالشَّهَادَةُ مِـنَ اللَّهِ تَـدُورُ عَلَىٰ هَـذِهِ المَعَانِي الخَمْسَة :

➖ الحُكْم
➖  والقَضَاء
➖ والإعْلَان
➖  والبَيَان
➖ والإِلْـزَام .
 
 فمعنى :﴿ شَهِدَ ﴾ أي : قَضَىٰ سُبْحَانَهُ وأعْلَمَ وأخْبَرَ وألْـزَمَ عِبَادَهُ بِذَلِكَ ،

▪️ أنَّـهُ لا إِلَـٰهَ إلَّا هُـوَ .
 
 لا إِلَــٰهَ : لَا نَافِيَة ؛ تَنْفِي جَمِيع ما عُـبِـدَ مِـن دُونِ اللَّهِ .
إلَّا هُـوَ : مُثْبِت الـعِـبَادَة لِلَّهِ وَحْـدَهُ ،


◽️ ومَعْنَىٰ : أنَّهُ لَا إِلَـٰهَ إلَّا هُـوَ : 
 أي : لا مَـعْـبُـودَ بِـحَـقٍّ إلَّا اللَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ ...

━━━━━━━━━━━━━━━━━━━━
صــفْـــحَـــــة :[ ١٦٢ - ١٦٣ ]
━━━━━━━━━━━━━━━━━━━━
 نَكْتفِي بهذا القَدْرِ وَنُكْمِلُ في العَدَدِ القادِمِ إنْ شَاءَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَىٰ -
          ــــــ ❁ ❁ــــــ❁ ❁ ــــــــ 


ســلسِلةُ شــَرحِ اﻷُصُولِ الثَّــلاثةِ العَـــ80ــدَدُ

ســلسِلةُ شــَرحِ اﻷُصُولِ الثَّــلاثةِ
لمعالي شيخنا العلامة الدكتور /
صَالِح بنُ فَوزان الفَوزَان -حَـفظهُ الله-
        ▫️العَـــ80ــدَدُ▫️


━━━━━━━━━━━━━━━━━━━━ 
[ مَـــرَاتِـبُ الــدِّيـنِ ]
 
 الـمَـرْتَـبَـةُ الأُولَىٰ : الْإِسْـلَامُ
 
 قالَ اﻹِمَامُ المُجَدِّد : مُحَمَّد بن عبد الوهَّاب رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَىٰ وَغَفَرَ لَهُ :

[ وَهُـوَ ثَـلَاثُ مَـرَاتِبَ : الْإِسْلَامُ ، والْإِيمَانُ ، والْإِحْسَانُ ، وَكُـلُّ مَـرْتَـبَـةٍ لَـهَـا أرْكَـانٌ ] .
━━━━━━━━━━━━━━━━━━━━
 
 قالَ شَيْخُنَا غَفَـرَ اللَّهُ لَهُ وَأَحْسَـنَ إِلَيْهِ :

▪️ معْنَىٰ المَرَاتِب : الـدَّرَجَـات ؛ لِأَنَّنَا قُلْنَا : إنَّ الـدِّينَ ثلاث دَرَجَاتٍ بعضها أعلىٰ من بعض ،

➖ أوَّلُ مَـرْتَبَةٍ من مَرَاتِب الدِّينِ هِيَ : الإسْلَامُ ،
➖ ثـمَّ بَعْدَهَا : الإيمَانُ ،
➖ ثم بعدها الإحْسَانُ ،
 
 فالإسلامُ أوْسَعُ ،
 والإيمانُ أضْيَقُ مِنَ الإسْلَامِ ، 
 والإحْسَانُ أضْيَقُ مِنَ الإيمَانِ .
 
 فـدَائِـرَةُ الإسْلَامِ وَاسِـعَـةٌ ، المنافقون يَدْخُلُونَ فيها ،
 
 إذَا انقَادُوا إلىٰ الإسْلَامِ وأظْـهَـرُوهُ ، والْـتَـزَمُوا به ظَاهِـرًا ،
 
 إذا صَلَّـوْا مع المسلمين 
 وزَكّوا وعَمِلُوا الأعْـمَـالَ الظَّاهِـرَة ،
 
 يسَمّونَ مسلمين ، وتُطَبَّق عليهم أحكام المسلمين في الدُّنيا ، فلهم ما للمسلمين وعليهم ما علىٰ المسلمين ،
 
 لكنهم في الآخِـرَةِ في الدَّرْكِ الأسْفَلِ مِـنَ النَّارِ ؛ لأنَّهُم ليس عندهم إيمانٌ ، وإنَّما عندهم إسْلَامٌ ظَاهِـري فقط .
 
 قوله :[ الإيـمَـانُ ]
 
 هذه هي المَرْتَبَةُ الثَّانِيَة ، والمُؤْمِنُونَ يَتَفَاوَتُونَ ؛

➖ منْهُم المُـقَـرَّبُونَ ،
➖ ومنهم الأبْـرَارُ ،

▫️ والمُـقَـرَّبُونَ هُـمْ أصْحَابُ أعلىٰ الـدَّرَجَاتِ ،
▫️ والأَبْـرَارُ دُونَهُم ،


ومنهم الظَّالِـمُ لِـنَـفْـسِهِ

وهو : المُرْتَكِبُ للكَـبَائِرِ الَّتِي هِيَ دُونَ الشِّـرْك ، فَهُوَ مُؤْمِنٌ فَـاسِـقٌ ، أو مُؤْمِنٌ نَاقِص الإيمان ،
 
 قال تعالىٰ :﴿ ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْـكَـبِيرُ ۝﴾ .
 
 قوله :[ الإحْسَانُ ]
 
 هذه هي المَرْتَبَةُ الثَّالِـثَة ،  وهي : الإحْسَانُ ،
 
 وهي أن يُحْسِنَ الـعَـبْـدُ فِيمَا بينه وَبَيْنَ اللَّهِ ، في عِبَادَةِ اللَّهِ عَـزَّ وَجَـلَّ ، وذَكَـرَ النَّبِيُّ ﷺ الإحْسَانَ ، فقال :
 
 « الإحْسَانُ أن تَـعْـبُـدَ اللَّهَ كَأنَّكَ تَـرَاهُ ، فإن لَّمْ تَـكُـنْ تَـرَاهُ فَإنَّهُ يَـرَاكَ »
 
 أي : يكون عندك عِـلْـمًـا يَـقِـينِـيًّا ؛ أنَّ اللَّهَ يَـرَاكَ أيْنَمَا كُـنْـتَ .
 
 قوله :[ وَكُـلُّ مَـرْتَـبَـةٍ لَـهَـا أرْكَـانٌ ]
 
 والأرْكَانُ جَـمْـعُ رُكْـن ، وهو ما يَقُومُ عليه الشَّيْءُ .

▪️ فأرْكَانُ الشَّيْءِ : جَوَانِبُهُ التي يَقُومُ عليها ولا يَقُومُ بدونها ، وتكون بِدَاخِل الشيء ،

▪️ خلَاف الشُّرُوط فهي : تكون خَارِج الشيء ، 
مِـثْـل : شُـرُوط الصَّلَاةِ ، فهي : خارج الصلاة قبلها ،
 
 وأمَّا أرْكَانُ الصَّلَاةِ : فإنَّهَا بِدَاخِلِهَا ، مِـثْـل :
 
 تـكْـبِيرَة الإحْـرَام 
 وقِـرَاءَة الفاتحة ،
 
 فإذا اخْتَلَّ شيء منها ؛ فإنَّ الصَّلاة لا تَصِحُّ   ،

كما لو فُقِدَ شَيْءٌ مِنْ أَرْكَانِ البُـنْـيَـانِ ؛ فَـإنَّـهُ لا يَـقُـومُ ولا يعـتـمـد .

━━━━━━━━━━━━━━━━━━━━
صــفْـــحَـــــة :[ ١٥٩ - ١٦١ ]
━━━━━━━━━━━━━━━━━━━━
 نَكْتفِي بهذا القَدْرِ وَنُكْمِلُ في العَدَدِ القادِمِ إنْ شَاءَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَىٰ -
          ــــــ ❁ ❁ــــــ❁ ❁ ــــــــ 


مختصر فقه الأسماء الحسنى الاســـم ( الـولـي ) ( الــمولـى )

 بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَــنِ الرَّحِيمِ

   الاســـم
   ( الـولـي ) ( الــمولـى )

 
 وهما اسمان تَـكَـرَّرَ ورودهما في القرآن الكريم
 قال الله تعالى : ﴿ أم اتخذوا من دونه أولياء فالله هو الولي وهو يحي الموتى وهو على كل شيءٍ قدير
 وقال تعالى : ﴿ واعتصموا بالله هو مولاكم فنعم المولى ونعم النصير
 وقال تعالى : ﴿ بل الله مولاكم وهو خير الناصرين
 
 ولاية الله تعالى وتوليه لعباده نوعان : 
 - الولاية العامة :
وهي تصريفه سبحانه وتدبيره لجميع الكائنات ، وتقديره على العباد ما يريد من خير وشر ، ونفع وضر ، وإثبات معاني الملك كلها لله وشمول قدرته
وهذا أمر يشمل المؤمن والكافر ، والبر والفاجر يدل لهذا
 قول الله تعالى : ﴿ ثم ردوا إلى الله مولاهم الحق ألا له الحكم وهو أسرع الحاسبين
 
 - الولاية الخاصة :
والتولي الخاص ، وهذا أكثر ما يرد في القرآن الكريم وفي السنة النبوية ، وهي ولاية عظيمة وتول كريم أختص الله به عباده المؤمنين وحزبه المطيعين وأوليائه المتقين
 
 وقد بين الله سبحانه في القرآن الكريم أن هذه الولاية العظيمة ﻻ تنال إلا بالإيمان الصادق وتقوى الله في السر والعلانية ، والاجتهاد في التقرب إليه بفرائض الإسلام ورغائب الدين
 
 كما قال تعالى : ﴿ ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم وﻻ هم يحزنون () الذين آمنوا وكانوا يتقون

المصـــــــدر : 
مختصر فقه الأسماء الحسنى صفحة رقم ( ٣٥ )
للشيخ عبدالرزاق بن عبدالمحسن البدر حفظه الله


_________

نَكْتفِي بهذا القَدْرِ وَنُكْمِلُ في العَدَدِ القادِمِ إنْ شَاءَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَىٰ 

          ــــــ ❁ ❁ــــــ❁ ❁ ــــــــ


مختصر فقه الأسماء الحسنى الاســم ( الحفيظ ) ( الحافظ )

بسْمِ اللهِ الرَّحْمَــنِ الرَّحِيمِ

  الاســم
 ( الحفيظ ) ( الحافظ )


◉ قال الله تعالى : ﴿ إِنَّ ربي على كل شيءٍ حفيظ
◉ وقال تعالى : ﴿ إِنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون

 
 وهذان الاسمان العظيمان دَالَّان على أن الله سبحانه موصوف بالحفظ
 وحفظه تعالى لعباده عام وخاص
 
 فالعام : 
 حفظه لهم بتيسيره لهم الطعام والشراب والهواء ، وهدايتهم إلى مصالحهم ، وإلى ما قدر لهم وقضى لهم من ضرورات وحاجات ، وهي الهداية العامة التي قال عنها سبحانه
 ﴿ الذي أعطى كل شيءٍ خلقه ثم هدى ﴾ 
 وحفظهم بدفع أصناف المكاره والمضار والشرور عنهم ، وهذا الحفظ يشترك فيه البر والفاجر بل الحيوانات وغيرها ، وقد وكل ببني آدم ملائكة يحفظونهم بأمر الله
 كما قال سبحانه : ﴿ له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر الله
أي يدفعون عنه بأمر الله كل مايضره مما هو بصدد أن يضره لولا حفظ الله . 

 والخاص : 
 حفظه لأولياءه إضافة إلى ما تقدم بحفظ إيمانهم من الشبه المضلة والفتن الجارفة والشهوات المهلكة ، فيعافيهم منها ويحفظهم من أعدائهم من الجن والإنس فينصرهم عليهم ويدفع عنهم كيد الأعداء ومكرهم
 كما قال سبحانه : ﴿ إِن الله يدافع عن الذين آمنوا
وعلى حسب ماعند العبد من الإيمان تكون مدافعة الله عنه .
 
 ولهذا قال النبي ﷺ كما في وصيته لابن عباس رضي الله عنهما :
إحفظ الله يحفظك】 رواه أحمد والترمذي

أي :
▪️ إحفظ أوامره بالإمتثـال
▪️ ونواهيه بالإجتناب
▪️ وحدوده بعدم تعديها
يحفظك في نفسك ، ودينك ، ومالك ، وولدك ، وفي جميع ما آتاك الله سبحانه
.

المصـــــــدر :
 مختصر فقه الأسماء الحسنى صفحة رقم (٣٤-٣٥)
للشيخ عبدالرزاق بن عبدالمحسن البدر حفظه الله

_______
  
 نَكْتفِي بهذا القَدْرِ وَنُكْمِلُ في العَدَدِ القادِمِ إنْ شَاءَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَىٰ -
          ــــــ ❁ ❁ــــــ❁ ❁ ــــــــ 


المعتقد الصحيح العـ26ـدد

المعتقد الصحيح 
العـ26ـدد

قال الشيخ عبد السلام بن برجس آل عبد الكريم -رحمه الله- في كتابه:
 المعتقد الصحيح الواجب على المسلم إعتقاده:

الباب التاسع
[المْعُتَقَدُ الصَّحِيحُ فِي كَرَامَاتِ الأَوْلِيَاءِ]

وَيَعْتَقِدُ أَهْلُ السُّنَّةِ وَالجَمَاعَةِ :
ما تَوَاتَرَت بِهِ النُّصُوص مِنْ وُقُوع كَرَامَات الله تعالى لِأَولِيَائِه.

فصل
[تعريف الولي]
 
والوَليُّ عِنْدَهُمْ: من فَعل المأمُورات الشَّرعِية، واجْتَنَب ما جَاءَت الشَّرِيعَة بِالنَّهْي عنه.
قَالَ تَعَالَى عن الأولِيَاء: {أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (62) الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ (63) } [يونس]،
فَبِالإيمان والتقوى تَكُون الوَلاَية.

فصل  
[تعريف الكرامة]
 
والْكَرَامَة: أمرٌ خارقٌ لِلْعَادة، يُجريه الله تعالى على يد وَلِي من أوليائه، مَعُونةً لهُ على أمر دِينِي أو دنيوي. لكن لا تصل كَرَامة الولي إلى مِثْل مُعجِزات الأنبياء والمُرسلين.

فصل
[بعض كرامات الله لأوليائه]
 
وَمِن كَرَامَات الله لأِوْليَائه: قِصة أصحاب الكهف. وقِصة مريم رَضِيَ الله عنها عِندما جَاءهَا المخَاض إلى جِذع النَّخلة، فَأمَرها الله أَنْ تَهُز بِجِذْعها لِتَتَسَاقط عَليْهَا رُطبًا جَنِيًّا، وَرِزقُ الله لها رَضِيَ الله عَنها، بِوُجُود فَاكِهَة الشِّتَاء عِنْدَهَا فِي الصَّيْف، وَفَاكهة الصَّيْف فِي الشِّتَاء.
وَقِصة آصَف كَاتِب سُليمان.
وقِصة الرَّجُل الَّذِي أَمَاتَهُ الله مِائَةَ عَامٍ ثُم بَعَثَه.
وقِصة جُريحٍ الراهب.
وقِصة النفر الثلاثة - من بَنِي إسرائيل - الذين أَوَوْا إلَى غَارٍ فأنطبقت عَلَيهم الصَّخْرَة.
إلَى غَيْر ذلِك مِمَّا هُو مُشتهر عِند أَهل العِلم ثَابتٌ بِالقُرآن أَوْ بِالسُّنة الصَّحِيحَة، أَو بِمَا صَحَّ عَن السَّلَف وَمَن جَاءَ بَعْدهُمْ.

والْكَرَامة موجودةٌ فِي هَذه الأُمة إِلَى قِيَام السَّاعَة، لِأَنَّ سَبَبَها الوَلاَيَة، والولايةُ موجودةٌ إلى قِيَام السَّاعَة.

ومن جَاء بِخَارقٍ مِن خَوَارِق العَادَات لَم يَكُن ذلِكَ مُزكِّيًا لَهُ دَالاَّ عَلَى وَلاَيتِه حَتى يُعْرَض عَمَلُه كُلُّه علَى الكِتَاب والسُّنة، فَيُعْرَف بِالْمُوَافقَة لَهُمَا وَاتِّبَاعِهِمَا ظَاهِرًا وَبَاطِنًا.

فصل  
[فضل الولي]
 
وَمِن فَضَائل الأَوْلِيَاء مَا رَوَاهُ البُخَارِي فِي صَحِيحه عَن أَبِي هُرَيرة، قال: قال رسول الله : " إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَقُول: مَنْ عَادَى لي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالْحَرْبِ “.

يتبع إن شاء الله تعالى ...

_________
  
 نَكْتفِي بهذا القَدْرِ وَنُكْمِلُ في العَدَدِ القادِمِ إنْ شَاءَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَىٰ -
          ــــــ ❁ ❁ــــــ❁ ❁ ــــــــ