احدث المواضيع

مقالات

مختصر فقه الأسماء الحسنى ( القدوس ) ( السبوح )

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَــنِ الرَّحِيمِ

  الاســم
    ( القدوس ) ( السبوح )


 
 أما اسمه تبارك وتعالى [ القدوس ] فقد ورد في القرآن مرتين  قال تعالى : ﴿ هو الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر سبحان الله عما يشركون
 
 وقال تعالى : ﴿ يسبح لله ما في السماوات وما في الأرض الملك القدوس العزيز الحكيم
 
 وأما [ السبوح ] فقد ورد في السنة وذلك فيما رواه مسلم في صحيحه 
 عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أن رسول الله كان يقول في ركوعه وسجوده :【سبوح قدوس رب الملائكة والروح
 
 وقد جمع عليه الصلاة والسلام في هذا الحديث بين التسبيح والتقديس ، كما جمع بينهما في قوله تعالى في ذكر تسبيح الملائكة وتقديسهم لله 
 ﴿ ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك
 
 وينبغي أن يعلم هنا أن تسبيح الله وتقديسه إنما يكون بتبرئة الله وتنزيهه عن كل سوء وعيب ، مع إثبات المحامد وصفات الكمال له سبحانه على الوجه اللائق به .
 
 قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :【والأمر بتسبيحه يقتضي تنزيهه عن كل عيب وسوء ، وإثبات المحامد التي يحمد عليها فيقتضي ذلك تنزيهه وتحميده وتكبيره وتوحيده
 
 وبه يعلم أن ما يفعله المعطلة من أهل البدع من تعطيل للصفات وعدم إثبات لها ، وجحد لحقائقها ومعانيها بحجة أنهم يسبحون الله وينزهونه ، فهو في الحقيقة ليس من التسبيح والتقديس في شيء ، بل هو إنكار وجحود وضلال وبهتان .
 
 قال ابن رجب رحمه الله في معنى قوله تعالى :
 ﴿ فسبح بحمد ربك 
أي سبحه بما حمد به نفسه ، إذ ليس كل تسبيح بمحمود كما أن تسبيح المعتزلة تعطيل كثير من الصفات
 
 فقوله رحمه الله :【إذ ليس كل تسبيح بمحمود】كلام في غاية الأهمية 
 إذ ان تسبيح الله بإنكار صفاته وجحدها وعدم إثباتها أمر ﻻ يحمد عليه فاعله ، بل يذم غاية الذم وﻻ يكون بذلك من المسبحين بحمد الله ، بل يكون من المعطلين المنكرين الجاحدين ، من الذين نزه الله نفسه عن قولهم وتعطيلهم
 
 بقوله : ﴿ سبحان ربك رب العزة عما يصفون () وسلام على المرسلين () والحمد لله رب العالمين
 
 فسبح الله نفسه عما وصفه به المخالفون للرسل ، وسلم على المرسلين لسلامة ما قالوه في حق الله من النقص والعيب .

المصـــــــدر :
 مختصر فقه الأسماء الحسنى صفحة رقم (٤١ - ٤٢)
للشيخ عبدالرزاق بن عبدالمحسن البدر حفظه الله

     

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق