احدث المواضيع

مقالات

العدد 03 سِــلسِلةُ شــَرحِ القَواعِد الأربع

📌سلسلة شرح رسالة القواعد اﻷربع

      للشَّــيخُ العلّامــة/
    صَالِــح بنُ فَوزان الــفَوزان
      -حَــفظُه الله-
⭕ العــــ03ــــدد⭕
                            

🌱قال اﻹمام المجدد/
محمد بن عبدالوهاب- رحمه الله-:

« أَسْــأَلُ اللهَ الْكَرِيمَ رَبَّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ أَنْ يَتَوَلاكَ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ.
وَأَنْ يَجْعَلَكَ مُبَارَكًا أَيْنَمَا كُنْتَ، وَأَنْ يَجْعَلَكَ مِمَّنْ إِذَا أُعْطِيَ شَكَرَ، وَإِذَا ابْتُلِيَ صَبَرَ، وَإِذَا أذَنبَ اسْتَغْفَرَ. فَإِنَّ هَؤُلاءِ الثَّلاثُ عُنْوَانُ السَّعَادَةِ ‏»

✋وصلنا إلى قول المصنف - رحمه الله: (وأن يجعلك مباركا أينما كنت )

✒قال الشّيخ الشارح -حَـفظُه الله- :

« ‏إذا جعلك الله مباركا أينما كنت ، فهذا هو غاية المطالب .
🔸يجعل الله البركة في عمرك ،
🔸 ويجعل البركة في رزقك ،
🔸ويجعل البركة في علمك ،
🔸ويجعل البركة في عملك ،
🔸ويجعل البركة في ذريتك ،

⬅ أينما كنت تصاحبك البركة ، أينما توجهت ، وهذا خير عظيم ، وفضل من الله سبحانه وتعالى .

👈قال:(وأن يجعلك ممن إذا أُعطي شكر)
خﻻف الذي إذا أُعطي كفر النعمة وبطرها ، فإن كثيرا من الناس ، إذا أعطوا النعمة كفروها وأنكروها ، وصرفوها في غير طاعة الله عزوجل ، فصارت سببا لشقاوتهم ، أما من يشكر فإن الله يزيده :﴿ وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ﴾
☝ والله جل وعﻻ يزيد الشاكرين من فضله وإحسانه ،
👈فإذا أردت المزيد من النعم ،
فاشكر الله عزوجل ،
👈وإذا أردت زوال النعم فاكفُــرها .

قال :( وإذا ابتلي صبر ) .

الله جل وعﻻ يبتلي العباد ، يبتليهم بالمصائب ، يبتليهم بالمكاره ، يبتليهم باﻷعداء من الكفار والمنافقين ، فيحتاجون إلى الصبر وعدم اليأس وعدم القنوط من رحمة الله ، ويثبتون على دينهم ، وﻻ يتزحزحون مع الفتن ، أو يستسلمون للفتن ، بل يثبتون على دينهم ، ويصبرون على ما يقاسون من اﻷتعاب في سبيلها ، بخﻻف الذي إذا ابتلي جزع وتسخط وقنط من رحمة الله عزوجل ، فهذا يزاد ابتﻻء إلى ابتﻻء ، ومصائب إلى مصائب ،

● قال ﷺ :« إن الله إذا أحب قوما ابتﻻهم ، فمن رضي فله الرضى ، ومن سخط فله السخط » « وأعظم الناس بﻻء اﻷنبياء ، ثم اﻷمثل فاﻷمثل »
▪ابتُلي الرسل ،
▪وابتُلي الصديقون ،
▪وابتُلي الشهداء ،
▪وابتُلي عباد الله المؤمنون ، 👈لكنهم صبروا ،

☝أما المنافق فقد قال الله فيه :
﴿وَمِنَ النَّاسِ مَن يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ﴾ يعني طرَف
﴿ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ ﴾

⬅ فالدنيا ليست دائما نعيما وترفا وملذات وسرورا ونصرا ، ليست دائما هكذا ، الله يداولها بين العباد ،
الصحابة أفضل اﻷمة ، ماذا جرى عليهم من اﻻبتﻻء واﻻمتحان ؟
🔺قال تعالى :﴿ وَتِلْكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ ﴾
فليوطن العبد نفسه ، أنه إذا ابتلي فإن هذا ليس خاصا به ، فهذا سبق ﻷولياء الله ، فيوطن نفسه ويصبر وينتظر الفرج من الله تعالى ، والعاقبة للمتقين .

قال :( وإذا أذنب استغفر )
☝أما الذي إذا أذنب ﻻ يستغفر ، ويستزيد من الذنوب
👈فهذا شقي - والعياذ بالله - لكن العبد المؤمن ، كلما صدر منه ذنب ، بادر بالتوبة
﴿ وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللهُ ﴾﴿ إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوَءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِن قَرِيبٍ ﴾
⬅ والجهالة ليس معناها عدم العلم ، ﻷن الجاهل ﻻ يؤاخذ ، لكن الجهالة هنا هي ضد الحلم ،
فكل من عصى الله فهو جاهل ، بمعنى ناقص الحلم ، وناقص العقلية ، وناقص الإنسانية ، وقد يكون عالما لكنه جاهل من ناحية أخرى ، من ناحية أنه ليس عنده حلم وﻻ ثبات في اﻷمور ،
﴿ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِن قَرِيبٍ ﴾ يعني : كلما أذنبوا استغفروا ، ما هناك أحد معصوم من الذنوب ، ولكن الحمد لله أن الله فتح باب التوبة ،
☝فعلى العبد إذا أذنب أن يبادر بالتوبة ، لكن إذا لم يتب ولم يستغفر ، فهذه عﻻمة الشقاء ، وقد يقنط من رحمة الله ، ويأتيه الشيطان ويقول له : ليس لك توبة .

⏪ هذه اﻷمور الثﻻث : إذا أعطي شكر ، وإذا ابتلي صبر ، وإذا أذنب استغفر ، هي عنوان السعادة ، من وفق لها ، نال السعادة ، ومن حرم منها - أو من بعضها - فإنه شقي ] .

ــــــ ❁ ❁ــــــ❁ ❁ ــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق