ســلسِلةُ شــَرحِ اﻷُصُولِ الثَّــﻻَثةِ
لمعالي شيخنا العﻻمة الدكتور /
صَالِح بنُ فَوزان الفَوزَان -حَـفظهُ الله-
▫️العَــ67ــدَدُ▫️
--------------------------------------------------
وَصَــلْنَــا إلىٰ قَوْلِ شَيْخِـنَــا حَفِـظَهُ اللَّهُ :
"فالتَّـوَكُّـلُ عِـبَـادَةٌ ، ولا تَـكُـونُ إلَّا لِلَّـهِ ،
ولا يَجُوزُ أنْ تَقُولَ : تَوَكَّـلْتُ عَلَىٰ فُلانٍ ،
وإنَّمَا تقول : وَكَّـلْتُ فَلانًا .
ومع هذا أنت توكله ولا تتوكل عليه ،
وإنما تتَوكَّـلُ علىٰ اللَّه سُبْـحَانَهُ وتَعَالَىٰ ،
فلاحِــظُــوا الــفَـرْقَ بَـيْـنَ الأمْـرَين :
الــتَّـوَكُّـل والــتَّــوْكِــيل .
ومِـنْ صِفَـات المؤمنين ما ذَكَرَهُ اللَّهُ تعالىٰ بقوله :﴿ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ ﴾*
هذه من صِفَاتِ المؤمنين ، فالتوكل عبادة عظيمة ، لا تكون إلَّا لِلَّه عَزَّ وَجَلَّ ؛ لأنه هو القَادِرُ على كُـلِّ شيء ، وهو المَالِكُ لِكُلِّ شيء ، وهو الذي يَـقْـدر أنْ يُحَقِّقَ لك مَطْـلُـوبَـك ،
أمَّا المَخْـلُـوق فإنه قد لا يَقْـدِر
أنْ يُحَقِّـقَ لك مطلوبك ، فَإِنَّكَ توكله في قَضَاءِ شيءٍ من الأمور ، لكن تتوكل علىٰ اللَّه في حُصُـولِ ذلك الشيء .
ثُـمَّ أيضًا لِـنَـعْـلَـمَ أنَّ التوكل لا يُنَـافِي الأخذ بالأسْـبَـاب ، فيَجْـمَعُ المسلم بين التَّوكُّل علىٰ اللَّه ، والأخْـذ بالأسباب ، ولا تَنَافِي بينهما ، فأنْتَ تعمل الأسباب التي أُمِرْتَ بعملها ، ولكن لا تعتمد على الأسباب ،
وإنَّما تَعْـتَـمِـد علىٰ اللَّه .
أنْتَ تَـزْرَع الزَّرْعَ في الأرض ، هذا سَبَبٌ ، ولكن لا تعتمد علىٰ زَرْعِكَ وفِـعْـلِك ،
بل اعْـتَـمِـد علىٰ اللَّه في نُمُوِّ هذا الزَّرْع وَتَـثْـمِيرِهِ وحِمَايَتِهِ وإصْلاحِه ،
ولهذا يَقُولُ :﴿ أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَحْرُثُونَ
أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ ﴾
فالزَّارِعُ الحقيقي هو اللَّهُ ،
أمَّا أنت فقد فَـعَـلْت سَبَبًا فقط ،
قد ينتج هذا الزرع وينبت ،
وقد لا ينتج ، وإذا نَبَتَ قد يصلح
وقد لا يصلح ، قد يصاب بَآفَةٍ فَـيَـذْهَب ."
ــــــــــــ
صــفْـــحَـــــة :[ ١٣٩ - ١٤٠ ]
نكتفي بهذا القدر ونُكمل في العدد القادم إن شاء الله تبارك وتعالى
ــــــ ❁ ❁ــــــ❁ ❁ ــــــــ
لمعالي شيخنا العﻻمة الدكتور /
صَالِح بنُ فَوزان الفَوزَان -حَـفظهُ الله-
▫️العَــ67ــدَدُ▫️
--------------------------------------------------
وَصَــلْنَــا إلىٰ قَوْلِ شَيْخِـنَــا حَفِـظَهُ اللَّهُ :
"فالتَّـوَكُّـلُ عِـبَـادَةٌ ، ولا تَـكُـونُ إلَّا لِلَّـهِ ،
ولا يَجُوزُ أنْ تَقُولَ : تَوَكَّـلْتُ عَلَىٰ فُلانٍ ،
وإنَّمَا تقول : وَكَّـلْتُ فَلانًا .
ومع هذا أنت توكله ولا تتوكل عليه ،
وإنما تتَوكَّـلُ علىٰ اللَّه سُبْـحَانَهُ وتَعَالَىٰ ،
فلاحِــظُــوا الــفَـرْقَ بَـيْـنَ الأمْـرَين :
الــتَّـوَكُّـل والــتَّــوْكِــيل .
ومِـنْ صِفَـات المؤمنين ما ذَكَرَهُ اللَّهُ تعالىٰ بقوله :﴿ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ ﴾*
هذه من صِفَاتِ المؤمنين ، فالتوكل عبادة عظيمة ، لا تكون إلَّا لِلَّه عَزَّ وَجَلَّ ؛ لأنه هو القَادِرُ على كُـلِّ شيء ، وهو المَالِكُ لِكُلِّ شيء ، وهو الذي يَـقْـدر أنْ يُحَقِّقَ لك مَطْـلُـوبَـك ،
أمَّا المَخْـلُـوق فإنه قد لا يَقْـدِر
أنْ يُحَقِّـقَ لك مطلوبك ، فَإِنَّكَ توكله في قَضَاءِ شيءٍ من الأمور ، لكن تتوكل علىٰ اللَّه في حُصُـولِ ذلك الشيء .
ثُـمَّ أيضًا لِـنَـعْـلَـمَ أنَّ التوكل لا يُنَـافِي الأخذ بالأسْـبَـاب ، فيَجْـمَعُ المسلم بين التَّوكُّل علىٰ اللَّه ، والأخْـذ بالأسباب ، ولا تَنَافِي بينهما ، فأنْتَ تعمل الأسباب التي أُمِرْتَ بعملها ، ولكن لا تعتمد على الأسباب ،
وإنَّما تَعْـتَـمِـد علىٰ اللَّه .
أنْتَ تَـزْرَع الزَّرْعَ في الأرض ، هذا سَبَبٌ ، ولكن لا تعتمد علىٰ زَرْعِكَ وفِـعْـلِك ،
بل اعْـتَـمِـد علىٰ اللَّه في نُمُوِّ هذا الزَّرْع وَتَـثْـمِيرِهِ وحِمَايَتِهِ وإصْلاحِه ،
ولهذا يَقُولُ :﴿ أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَحْرُثُونَ
أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ ﴾
فالزَّارِعُ الحقيقي هو اللَّهُ ،
أمَّا أنت فقد فَـعَـلْت سَبَبًا فقط ،
قد ينتج هذا الزرع وينبت ،
وقد لا ينتج ، وإذا نَبَتَ قد يصلح
وقد لا يصلح ، قد يصاب بَآفَةٍ فَـيَـذْهَب ."
ــــــــــــ
صــفْـــحَـــــة :[ ١٣٩ - ١٤٠ ]
نكتفي بهذا القدر ونُكمل في العدد القادم إن شاء الله تبارك وتعالى
ــــــ ❁ ❁ــــــ❁ ❁ ــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق