بسم الله الرحمن الرحيم
سورة الفاتحة
الآية رقـ(٢)ـم
سورة الفاتحة
الآية رقـ(٢)ـم
قال تعالى:
" الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ "
" الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ "
{الْحَمْدُ لِلَّهِ} [هو] الثناء على الله بصفات الكمال, وبأفعاله الدائرة بين الفضل والعدل, فله الحمد الكامل, بجميع الوجوه.
{رَبِّ الْعَالَمِينَ} الرب, هو المربي جميع العالمين ـ وهم من سوى الله ـ بخلقه إياهم, وإعداده لهم الآلات, وإنعامه عليهم بالنعم العظيمة, التي لو فقدوها, لم يمكن لهم البقاء. فما بهم من نعمة, فمنه تعالى.
وتربيته تعالى لخلقه نوعان:
عامة وخاصة.
فالعامة: هي خلقه للمخلوقين, ورزقهم, وهدايتهم لما فيه مصالحهم, التي فيها بقاؤهم في الدنيا.
والخاصة: تربيته لأوليائه, فيربيهم بالإيمان, ويوفقهم له, ويكمله لهم, ويدفع عنهم الصوارف, والعوائق الحائلة بينهم وبينه,
وحقيقتها: تربية التوفيق لكل خير, والعصمة عن كل شر.
ولعل هذا [المعنى] هو السر في كون أكثر أدعية الأنبياء بلفظ الرب. فإن مطالبهم كلها داخلة تحت ربوبيته الخاصة.
فدل قوله {رَبِّ الْعَالَمِينَ} على انفراده بالخلق والتدبير, والنعم, وكمال غناه, وتمام فقر العالمين إليه, بكل وجه واعتبار.
المصدر: تفسير السعدي(صـ٢٧).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق