ســلسِلةُ شــَرحِ اﻷُصُولِ الثَّــﻻَثةِ
لمعالي شيخنا العﻻمة الدكتور /
صَالِح بنُ فَوزان الفَوزَان -حَـفظهُ الله-
▫️العَــــ62ــدَدُ▫️
وَصَــلْنَــا إلىٰ قَوْلِ شَيْخِـنَــا حَفِـظَهُ اللَّهُ :
﴿ وَقَالَ رَبُّكُمُ ﴾ أي : أَمَرَكُم رَبُّكُم ،
وقال :﴿ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ﴾
أمَرَ بِدُعَائِه سُبْحَانَهُ ، وَوَعَدَ بالاسْتِجَابَة ،
وهذا مِنْ كَرَمِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ ؛ لأنّه غَنِيٌّ عن دُعَائِنَا ، ولكنَّنا مُحْتَاجُون لدُعَائِهِ سبحانه وتعالى ، فهو يأمرنا بما نحتاج إليه وبما يصلحنا ، وهو سبحانه يَغْضَبُ إذا تَرَكْتَ سُؤَالَهُ ، بينما المَخْلُوق يغضب إذا سَألْتَهُ ، ولهذا يقول الشَّاعِر :
اللَّهُ يَغْضَبُ إنْ تَرَكْتَ سُؤَالَهُ
وبُنَيَّ آدَمَ حِينَ يُسْألُ يَغْضَبُ
ويقول آخَر :
فلو سُئِلَ النَّاسُ التُّرَابَ لأَوْشَكُوا
إِذا قِيل هاتُوا أنْ يَمَلُّوا ويَمْنَعُوا
فَالنَّاسُ أَقْسَامٌ ثَلاثَةٌ :
الأول : مَن لا يَدْعُو اللَّهَ أصْلًا ، فيكون مُسْتَكْبِرًا عنْ عِبَادَةِ اللَّهِ .
الثاني : مَنْ يَدْعُو اللَّهَ ، ولكن يدعو معه غَيْرَهُ ، فيكون مُشْرِكًا .
الثالث : مَنْ يَدْعُو اللَّهَ مُخْلِصًا له الدُّعَاءَ ،
فهذا هُو الــمُـــوَحِّــــد .
في الحديث أنَّ النَّبيَّ ﷺ قال :« الدُّعَاءُ مُخُّ العِبَادَة » وفي رواية :« الدُّعَاءُ هُوَ العِبَادَة » فهذا يَدُلُّ على عظيم الدُّعاء ، وأنه أعظم أنواع العبادة ؛ لأنَّ الرسول ﷺ قال:« مُخُّ العِبَادة » وفي رواية :« الدُّعَاءُ هُوَ العِبَادة » والرِّوَايَةُ الثَّانِيةُ أَصَحُّ مِنْ رواية :
« الدُّعَاءُ مَخُّ العِبَادَة » والمعنى واحِد .
فالحديث بِرِوَايَتَيْهِ يُبَيِّنُ عِظَمَ الدُّعاء ،
وأنه هو النَّوع الأعظم مِنْ أنواع العبادة ،
كما قال ﷺ :« الحَجُّ عَرَفَة » بمعنى أنَّ الوُقُوف بعرفة في الحَجّ ، هو الرُّكْنُ الأعظم من أرْكَان الحج ، وليس مَعْنَاه أنَّ الحَجَّ كله هو عرفة ، ولكن الوقوف بعرفة هو أعظم أركان الحج ، كذلك ليست العبادة مَحْصُورة في الدُّعَاء ؛ ولكن الدُّعَاء هو أعظم أنواعها ، ولهذا قال :« الدُّعَاءُ هُوَ العِبَادَة » مِنْ بَابِ تَعْظِيم الدُّعَاء وَبَيَانِ مَكانَتِه .
ثُمَّ ذَكَرَ الشَّيْخُ رَحِمَهُ اللَّهُ أَدِلَّةَ أنواع العبادة التي ذَكَرَهَا وهِيَ : الخَوْفُ ، وَالرَّجَاءُ ، وَالتَّوَكُّلُ ، وَالرَّغْبَةُ ، وَالرَّهْبَةُ ، وَالْخُشُوعُ ، وَالْخَشْيَةُ ، وَالإِنَابَةُ ، والاسْتِعَاَنَةُ ، والاسْتِعَاذَةُ ، وَالذَّبْحُ ، وَالنَّذْرُ ، وَغَيْرُ ذَلَكَ مِنْ أَنْوَاعِ الْعِبَادَةِ التي أَمَرَ اللَّهُ بِهَا كلها للَّهِ فَقَالَ رَحِمَهُ اللَّهُ :
وَدَلِيلُ الخَوْفِ قوْلُهُ تَعَالَىٰ :﴿ إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ﴾ ..."
ــــــــــــ
لمعالي شيخنا العﻻمة الدكتور /
صَالِح بنُ فَوزان الفَوزَان -حَـفظهُ الله-
▫️العَــــ62ــدَدُ▫️
وَصَــلْنَــا إلىٰ قَوْلِ شَيْخِـنَــا حَفِـظَهُ اللَّهُ :
﴿ وَقَالَ رَبُّكُمُ ﴾ أي : أَمَرَكُم رَبُّكُم ،
وقال :﴿ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ﴾
أمَرَ بِدُعَائِه سُبْحَانَهُ ، وَوَعَدَ بالاسْتِجَابَة ،
وهذا مِنْ كَرَمِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ ؛ لأنّه غَنِيٌّ عن دُعَائِنَا ، ولكنَّنا مُحْتَاجُون لدُعَائِهِ سبحانه وتعالى ، فهو يأمرنا بما نحتاج إليه وبما يصلحنا ، وهو سبحانه يَغْضَبُ إذا تَرَكْتَ سُؤَالَهُ ، بينما المَخْلُوق يغضب إذا سَألْتَهُ ، ولهذا يقول الشَّاعِر :
اللَّهُ يَغْضَبُ إنْ تَرَكْتَ سُؤَالَهُ
وبُنَيَّ آدَمَ حِينَ يُسْألُ يَغْضَبُ
ويقول آخَر :
فلو سُئِلَ النَّاسُ التُّرَابَ لأَوْشَكُوا
إِذا قِيل هاتُوا أنْ يَمَلُّوا ويَمْنَعُوا
فَالنَّاسُ أَقْسَامٌ ثَلاثَةٌ :
الأول : مَن لا يَدْعُو اللَّهَ أصْلًا ، فيكون مُسْتَكْبِرًا عنْ عِبَادَةِ اللَّهِ .
الثاني : مَنْ يَدْعُو اللَّهَ ، ولكن يدعو معه غَيْرَهُ ، فيكون مُشْرِكًا .
الثالث : مَنْ يَدْعُو اللَّهَ مُخْلِصًا له الدُّعَاءَ ،
فهذا هُو الــمُـــوَحِّــــد .
في الحديث أنَّ النَّبيَّ ﷺ قال :« الدُّعَاءُ مُخُّ العِبَادَة » وفي رواية :« الدُّعَاءُ هُوَ العِبَادَة » فهذا يَدُلُّ على عظيم الدُّعاء ، وأنه أعظم أنواع العبادة ؛ لأنَّ الرسول ﷺ قال:« مُخُّ العِبَادة » وفي رواية :« الدُّعَاءُ هُوَ العِبَادة » والرِّوَايَةُ الثَّانِيةُ أَصَحُّ مِنْ رواية :
« الدُّعَاءُ مَخُّ العِبَادَة » والمعنى واحِد .
فالحديث بِرِوَايَتَيْهِ يُبَيِّنُ عِظَمَ الدُّعاء ،
وأنه هو النَّوع الأعظم مِنْ أنواع العبادة ،
كما قال ﷺ :« الحَجُّ عَرَفَة » بمعنى أنَّ الوُقُوف بعرفة في الحَجّ ، هو الرُّكْنُ الأعظم من أرْكَان الحج ، وليس مَعْنَاه أنَّ الحَجَّ كله هو عرفة ، ولكن الوقوف بعرفة هو أعظم أركان الحج ، كذلك ليست العبادة مَحْصُورة في الدُّعَاء ؛ ولكن الدُّعَاء هو أعظم أنواعها ، ولهذا قال :« الدُّعَاءُ هُوَ العِبَادَة » مِنْ بَابِ تَعْظِيم الدُّعَاء وَبَيَانِ مَكانَتِه .
ثُمَّ ذَكَرَ الشَّيْخُ رَحِمَهُ اللَّهُ أَدِلَّةَ أنواع العبادة التي ذَكَرَهَا وهِيَ : الخَوْفُ ، وَالرَّجَاءُ ، وَالتَّوَكُّلُ ، وَالرَّغْبَةُ ، وَالرَّهْبَةُ ، وَالْخُشُوعُ ، وَالْخَشْيَةُ ، وَالإِنَابَةُ ، والاسْتِعَاَنَةُ ، والاسْتِعَاذَةُ ، وَالذَّبْحُ ، وَالنَّذْرُ ، وَغَيْرُ ذَلَكَ مِنْ أَنْوَاعِ الْعِبَادَةِ التي أَمَرَ اللَّهُ بِهَا كلها للَّهِ فَقَالَ رَحِمَهُ اللَّهُ :
وَدَلِيلُ الخَوْفِ قوْلُهُ تَعَالَىٰ :﴿ إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ﴾ ..."
ــــــــــــ
صــفْـــحَـــــة :[ ١٣٠ - ١٣٣ ] .
نكتفي بهذا القدر ونُكمل في العدد القادم إن شاء الله تبارك وتعالى
ــــــ ❁ ❁ــــــ❁ ❁ ــــــــ
نكتفي بهذا القدر ونُكمل في العدد القادم إن شاء الله تبارك وتعالى
ــــــ ❁ ❁ــــــ❁ ❁ ــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق