ســلسِلةُ شــَرحِ اﻷُصُولِ الثَّــﻻَثةِ
لمعالي شيخنا العﻻمة الدكتور /
صَالِح بنُ فَوزان الفَوزَان -حَـفظهُ الله-
▫️العَــــ63ــدَدُ▫️
--------------------------------------------------
[ الـخَــوف أَنْـوَاعـه ودلـيــله ]
قَالَ اﻹِمَامُ المُجَدِّد : مُحَمَّد بن عبد الوهَّاب رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَىٰ وَغَفَرَ لَهُ :
[ وَدَلِيلُ الخَوْفِ قَوْلُهُ تَعَالَىٰ :﴿ إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ﴾ ] .
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
قَالَ شَيْخُنَا غَفَـرَ اللَّهُ لَهُ وَأَحْسَـنَ إِلَيْهِ :
” الخَوْفُ : نَوْعٌ مِنْ أنواع العِبَادَةِ ، وهو عِبَادَةٌ قَلْبِيَّة ، وكذلك الخوف والخَشْيَة والرَّغْبَة والرَّهْبة والرَّجَاء والتَّوَكُّل ،
كُلُّ هذه عبادات قَلْبِيَّة .
والخوف : هو تَوَقُّع المَكْرُوه ، وهو نوعان :
خوف العِـبَادَة ، والخوف الطَّبِيعِي .
النَّوْعُ الأَوَّل : خَوْفُ العِــبَادَة ، هذا صَرْفُهُ لِغَـيْرِ اللَّه شِـرْكٌ ، وذلك بِأَنْ : يَخَافَ غَيْرَ اللَّهِ ،
فيما لا يَقْدُِر عليه إلَّا اللَّه ، كأن يخاف أحدًا أن يُمْرِضَهُ ، أو أن يَقْبِضَ رُوحَه ُ، أو يُمِيتَ وَلَدَهُ ، كما يفعل كثير من الجُهَّال ،
يخافون على حمل زوجاتهم وعلى أولادهم من الجِنِّ ، يخافون من السَّحَرة ، أو من المَوْتَىٰ ، فيعملون أعمالًا شِرْكِيَّة ،
لأجل أن يتخلصوا من هذا الخوف ،
فهذا لا يَقْدِرُ عَلَيْهِ إلَّا اللَّهُ ، الأمراض والموت والرزق وقَطْعِ الأَجَل ،
هذه أمور لا يقدر عليها إلا اللَّه عَزَّ وَجَلَّ ،
وكذلك إنزال البَرَكَة أو غير ذلك ،
هذه أمور لا تكون إلا من الله عز وجل ،
فإذا خَافَ أحَدًا في شيء لا يقدر عليه إلا الله ، فهذا شِرْكٌ أكبر ، لأنَّهُ صَرَفَ نوعا من أنواع العبادة لغير الله عز وجل ،
كالذين يخافون من القبور ،
ومن الأضرحة ، ومن الجن ، ومن الشياطين أن تمسهم بسوء ، أو أن تنزل بهم ضررًا ، فيذهبون يَتقَرَّبُون إلى هذه الأشياء لِدَفْعِ ضَرَرِهَا ، أو خوفًا منها ، هذا شِرْكٌ أكبر ،
يقول : أخاف إن لم أذبح له أن يصيبني أو يصيب أولادي أو مالي أو ما أشبه ذلك ،
كما قال قوم هود :﴿ إِنْ نَقُولُ إِلَّا اعْتَرَاكَ بَعْضُ آلِهَتِنَا بِسُوءٍ ﴾ يهددونه بآلهتهم ويُخَوِّفُونَهُ بآلهتهم ﴿ قَالَ إِنِّي أُشْهِدُ اللَّهَ وَاشْهَدُوا أَنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ مِنْ دُونِهِ فَكِيدُونِي جَمِيعًا ثُمَّ لَا تُنْظِرُونِ إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ رَبِّي وَرَبِّكُم ْ}
هذا هو التَّـوْحِيد ، تَحَدَّاهُم كلهم هم وآلهتهم .
﴿ فَكِيدُونِي جَمِيعًا ثُمَّ لَا تُنْظِرُونِ ﴾
لا تُمْهِلُوني بل من الآن ، ولم يَقْدِرُوا
عليه بشيء ، بل نَصَرَهُ اللَّهُ عليهم .
فَالَّذِي يَخَافُ مِنْ غَيْـرِ اللَّهِ ، فِيـمَا لا يَقْدِرُ عَلَـيْهِ إِلَّا اللَّهُ ، هَـذَا يَكُونُ قَدْ أَشْـرَكَ الشِّـرْك الأَكْبَر ...”
ــــــــــــ
لمعالي شيخنا العﻻمة الدكتور /
صَالِح بنُ فَوزان الفَوزَان -حَـفظهُ الله-
▫️العَــــ63ــدَدُ▫️
--------------------------------------------------
[ الـخَــوف أَنْـوَاعـه ودلـيــله ]
قَالَ اﻹِمَامُ المُجَدِّد : مُحَمَّد بن عبد الوهَّاب رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَىٰ وَغَفَرَ لَهُ :
[ وَدَلِيلُ الخَوْفِ قَوْلُهُ تَعَالَىٰ :﴿ إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ﴾ ] .
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
قَالَ شَيْخُنَا غَفَـرَ اللَّهُ لَهُ وَأَحْسَـنَ إِلَيْهِ :
” الخَوْفُ : نَوْعٌ مِنْ أنواع العِبَادَةِ ، وهو عِبَادَةٌ قَلْبِيَّة ، وكذلك الخوف والخَشْيَة والرَّغْبَة والرَّهْبة والرَّجَاء والتَّوَكُّل ،
كُلُّ هذه عبادات قَلْبِيَّة .
والخوف : هو تَوَقُّع المَكْرُوه ، وهو نوعان :
خوف العِـبَادَة ، والخوف الطَّبِيعِي .
النَّوْعُ الأَوَّل : خَوْفُ العِــبَادَة ، هذا صَرْفُهُ لِغَـيْرِ اللَّه شِـرْكٌ ، وذلك بِأَنْ : يَخَافَ غَيْرَ اللَّهِ ،
فيما لا يَقْدُِر عليه إلَّا اللَّه ، كأن يخاف أحدًا أن يُمْرِضَهُ ، أو أن يَقْبِضَ رُوحَه ُ، أو يُمِيتَ وَلَدَهُ ، كما يفعل كثير من الجُهَّال ،
يخافون على حمل زوجاتهم وعلى أولادهم من الجِنِّ ، يخافون من السَّحَرة ، أو من المَوْتَىٰ ، فيعملون أعمالًا شِرْكِيَّة ،
لأجل أن يتخلصوا من هذا الخوف ،
فهذا لا يَقْدِرُ عَلَيْهِ إلَّا اللَّهُ ، الأمراض والموت والرزق وقَطْعِ الأَجَل ،
هذه أمور لا يقدر عليها إلا اللَّه عَزَّ وَجَلَّ ،
وكذلك إنزال البَرَكَة أو غير ذلك ،
هذه أمور لا تكون إلا من الله عز وجل ،
فإذا خَافَ أحَدًا في شيء لا يقدر عليه إلا الله ، فهذا شِرْكٌ أكبر ، لأنَّهُ صَرَفَ نوعا من أنواع العبادة لغير الله عز وجل ،
كالذين يخافون من القبور ،
ومن الأضرحة ، ومن الجن ، ومن الشياطين أن تمسهم بسوء ، أو أن تنزل بهم ضررًا ، فيذهبون يَتقَرَّبُون إلى هذه الأشياء لِدَفْعِ ضَرَرِهَا ، أو خوفًا منها ، هذا شِرْكٌ أكبر ،
يقول : أخاف إن لم أذبح له أن يصيبني أو يصيب أولادي أو مالي أو ما أشبه ذلك ،
كما قال قوم هود :﴿ إِنْ نَقُولُ إِلَّا اعْتَرَاكَ بَعْضُ آلِهَتِنَا بِسُوءٍ ﴾ يهددونه بآلهتهم ويُخَوِّفُونَهُ بآلهتهم ﴿ قَالَ إِنِّي أُشْهِدُ اللَّهَ وَاشْهَدُوا أَنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ مِنْ دُونِهِ فَكِيدُونِي جَمِيعًا ثُمَّ لَا تُنْظِرُونِ إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ رَبِّي وَرَبِّكُم ْ}
هذا هو التَّـوْحِيد ، تَحَدَّاهُم كلهم هم وآلهتهم .
﴿ فَكِيدُونِي جَمِيعًا ثُمَّ لَا تُنْظِرُونِ ﴾
لا تُمْهِلُوني بل من الآن ، ولم يَقْدِرُوا
عليه بشيء ، بل نَصَرَهُ اللَّهُ عليهم .
فَالَّذِي يَخَافُ مِنْ غَيْـرِ اللَّهِ ، فِيـمَا لا يَقْدِرُ عَلَـيْهِ إِلَّا اللَّهُ ، هَـذَا يَكُونُ قَدْ أَشْـرَكَ الشِّـرْك الأَكْبَر ...”
ــــــــــــ
صــفْـــحَـــــة :[ ١٣٣ - ١٣٤ ] .
نكتفي بهذا القدر ونُكمل في العدد القادم إن شاء الله تبارك وتعالى
ــــــ ❁ ❁ــــــ❁ ❁ ــــــــ
ــــــ ❁ ❁ــــــ❁ ❁ ــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق