احدث المواضيع

مقالات

المُعْتَقد الصحيح العــ2ــدد

المُعْتَقد الصحيح 
العــ2ــدد

قال الشيخ عبد السلام بن برجس آل عبد الكريم -رحمه الله- في كتابه: المعتقد الصحيح الواجب على المسلم إعتقاده:

فصل:
إعتقاد المشركين أن آلهتهم يتوسل بها إلى الله، لا أنها تخلق وترزق:

فلم يكن المشركون يعتقدون أنَّ آلهتهم مشاركة لله فى الخلق، بل كانوا يعتقدون أنَّ ذلك لله وحده، وأنَّ آلهتهم يتوسل بها إلى الله، وتتخذ شفعاء عند الله تعالى، كما قال تعالى: (أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ) (الزمر:3)

وقال تعالى: (قُلْ أَرَأَيْتُمْ شُرَكَاءكُمُ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ أَرُونِي مَاذَا خَلَقُوا مِنَ الْأَرْضِ أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي السَّمَاوَاتِ أَمْ آتَيْنَاهُمْ كِتَاباً فَهُمْ عَلَى بَيِّنَةٍ مِّنْهُ بَلْ إِن يَعِدُ الظَّالِمُونَ بَعْضُهُم بَعْضاً إِلَّا غُرُوراً) (فاطر:40)

وقال تعالى عن مشركي قريش: (وَيَقُولُونَ أَئِنَّا لَتَارِكُوا آلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَّجْنُونٍ) (الصافات:36)

وقال الله تعالى عنهم : (أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهاً وَاحِداً إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ) (ص:5)

وإنما قرر الله تعالى هذا التوحيد لإثباته وتأكيده، وللإستدلال به على وجوب التوحيد في الألوهية. إذ أنَّ  توحيد الربوبية يستلزم أن لا يعبد إلا الله. قال تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) (البقرة:21)

وقال: (خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَأَنزَلَ لَكُم مِّنْ الْأَنْعَامِ ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقاً مِن بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُمَاتٍ ثَلَاثٍ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ) (الزمر:6)
وقال تعالى: (لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ) (1) (إِيلَافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاء وَالصَّيْفِ) (2) (فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ) (3) (الَّذِي أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ) (قريش4)

فذكر تعالى أنَّهُ وحده خالقهم ورازقهم وهذا ممَّا لايشكون فيه، وجعل ذلك حجّة عليهم في وجوب إخلاص العبادة له وحده لاشريك له.

وقال تعالى: (قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلَامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى آللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ) (النمل:59) (أَمَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنزَلَ لَكُم مِّنَ السَّمَاءِ مَاء فَأَنبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ مَّا كَانَ لَكُمْ أَن تُنبِتُوا شَجَرَهَا أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ) (النمل:60) (أَمَّن جَعَلَ الْأَرْضَ قَرَاراً وَجَعَلَ خِلَالَهَا أَنْهَاراً وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حَاجِزاً أءلَهٌ مَّعَ اللَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ) (النمل:61) (أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاء الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ) (النمل:62) (أَمَّن يَهْدِيكُمْ فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَن يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْراً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ تَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ) (النمل:63)

ففي هذه الآيات كلها يُنكر تعالى على المشركين –الذين يقرون بأنَّه تعالى وحده هو خالق السموات والأرض وأنَّه وحده النّافع الضَّار– بأنَّ هذا الإقرار لم ينفعهم، إذ جعلوا مع الله إلهاً آخر، يدعونه كما يدعون الله.
وهذا عيْنُ التناقض المخالف للشرع والعقل، إذ مَنْ تفرد بجميع هذه التصرفات من الخلق والرزق والإحياء والإماتة، فحق أن يفرد بجميع أنواع الطاعات.
 
ولهذا أنكر تعالى عليهم بقوله: (أَءلَهٌ مَّعَ اللَّهِ)، ولم يقل تعالى: أخالق مع الله، لأنهم لا ينازعون فى هذا.

وبيّن الله تعالى بُطلان الشرك في الربوبية، وأنَّه لو كان ذلك لفسدت السماوات والأرض، وهذا مدرك –أيضاً– ببداهة العقول، قال تعالى: (مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِن وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذاً لَّذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ) (المؤمنون:91)

يتبع إن شاء الله تعالى..



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق