احدث المواضيع

مقالات

العدد 22 سِــلسِلةُ شــَرحِ اﻷُصُولِ الثَّــﻻَثةِ

📌 سِــلسِلةُ شــَرحِ اﻷُصُولِ الثَّــﻻَثةِ     
     لمعالي شيخنا العﻻمة الدكتور /
صَالِح بنُ فَوزان الفَوزَان -حَـفظهُ الله-
      ▫العَــــ22ـــدَدُ▫

══════ ❁✿❁ ══════

وصلنا إلى قول الشّــيخ-حفظه الله- :

《 فالمساجد يجب أن تطهّر من آثار الشرك والوثنية ، وألا تقام على القبور أو يدفن فيها الأموات بعد بنائها ، بل تكون مواطن عبادة الله وحده ، تقام فيها الصلاة ، ويذكر فيها اسم الله ، ويتلى فيها القرآن ، وتقام فيه الدروس النافعة ، ويعتكف فيها للعبادة ، هذه هي وظيفة المساجد .

⇦ أما أن تقام فيها أوثانًا تعبد من دون الله ، فهذه ليست مساجد ،  هذه مشاهد شرك ، وإن سماها أهلها أنها مساجد.
﴿ وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ ﴾ أي :
لا لغيره ، ولأن المساجد هي محل اجتماع الناس وتلاقيهم ، فيجب أن تكون طاهرة من الشرك والبدع والخرافات ، لأن الناس يتلقون فيها العلم والعبــادة ، فإذا وجدوا في المساجد شيئًا من الشرك والخرافات ، تأثروا بذلك ونشروه في الأرض ، فيجب أن تكون المساجد مطهرة من الشرك .

● وأعظمها المسجد الحرام كما أمر الله جل وعلا بتطهيره

قال تعالى :﴿ وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَنْ لَا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ ﴾ طهره من ماذا ؟
طهره من الشرك والبدع والخرافات ، كما أنه أيضًا يُطهر من النجاسات والقاذورات .

فقوله تعالى :﴿ لا تدعوا ﴾ لا ناهية ،
و ﴿ تدعو ﴾ فعل مضارع مجزوم بلا الناهية ، وعلامة جزمه حذف النون ،
لأن أصله تدعون ، فدخل عليه الجازم وهو لا الناهية .

⏪ فلا تدعوا أيها الناس مع الله أحدًا ، لا تستغيثوا بأحد مع الله ،  كأن يقول : " يا الله يا محمد " ،  "يا الله يا عبد القادر" ، أو يقول :
" يا عبد القادر يا محمد " ، أو ما أشبه ذلك ،
↫ فإن الله لا يرضى بذلك ولا يقبله .

وقوله تعالى :﴿ أحدًا ﴾ نكرة في سياق النهي ، فــتعم كل أحد ، لا يستثنى أحد ، لا ملك مقرب ، ولا نبي مرسل ، ولا صنم ولا وثن ولا قبر ولا شيخ ولا ولي ولا حــي ولا ميت ، كائنًا من كان .

فهي تعم كل من دعي من دون الله
﴿ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا ﴾ فدلت هذه الآية ، على أن العبادة لا تنفع إلا مع التوحيــد ، وأنها إذا خالطها الشرك ، فإنها تبطل ، وتكون وبالًا على صاحبها ، ثم قــوله تعالى :﴿ وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ ﴾
يجب أن تبنى بنية خالصة ، لا يكون القصد من بنائها الرياء والسمعة ، وتخليد الذكر كما يقولون ، وتكون آثارا إسلامية ، هذا كله باطل .
المساجد تبنى للعبادة ، وبقصد العبادة ، وتكون النية فيها خالصة لله عز وجل ، وأيــضًا تبنى من كسب طيب ، لا تبنى من كسب حرام لأنها لله عز وجل ، و « إن الله لا يقبل إلا طيبًا »
فتبنى المساجد من نفقة حلال ، وتكون نية بانيها خالصة لوجه الله عز وجل ، لا يريد من بنائه مدحًا من الناس ، أو تخليدًا لذكره ،
أو رياء أو سمعة ، فــإن بناء المــساجد عبادة ، والعبادة يجب أن تكون خالصة لله عز وجل》

ــــــــ
📚 صفحة: [ ٥٧ - ٦٠ ] .

   ــــــ ❁ ❁ــــــ❁ ❁ ــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق