احدث المواضيع

مقالات

العدد 25 سِــلسِلةُ شــَرحِ اﻷُصُولِ الثَّــﻻَثةِ

📌 سِــلسِلةُ شــَرحِ اﻷُصُولِ الثَّــﻻَثةِ     
     لمعالي شيخنا العﻻمة الدكتور /
صَالِح بنُ فَوزان الفَوزَان -حَـفظهُ الله-
      ▫العَـــ25ـــدَدُ▫

══════ ❁✿❁ ══════

وصلنا إلى قول شيخنا حفظه الله :

《 فأيدهم بروح منه ، أي : بقوة منه سبحانه وتعالى ، قوة إيمان في الدنيا ، وفي الآخرة
﴿ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ ﴾ جمع جنة ، والجنة في اللغة : البستان ، سمي جنة لأنه مجتن بالأشجار ، أي : مستتر ومغطى بالأشجار الملتفة ، لأن الجنة ظلال وأشجار وأنهار وقصور ، وأعلاها وسقفها عرش الرحمن سبحانه وتعالى .

● قوله تعالى :﴿ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ﴾ أي : باقين فيها
لا يتحولون عنها ، قال تعالى :﴿ لَا يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلًا ﴾ لا يخافون من موت ولا يخافون من أحد يخرجهم ويطردهم ، مثل ما في الدنيا ، قد يكون الإنسان في الدنيا في قصور ، لكن لا يسلم من الموت فيخرج منها ، ولا يسلم من الأعداء يتسلطون عليه ويخرجونه ، الإنسان في الدنيا دائمًا خائف .

● قوله تعالى :﴿ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ﴾ لما أغضبوا أقرباءهم من الكفار وعادوهم ، منحهم الله الرضا منه سبحانه وتعالى ، جزاءً لهم ، فهم عوضوا بإغضابهم لأقاربهم الكفار ، عوضوا برضا الله سبحانه وتعالى ، رضي الله عنهم ورضوا عنه .

● قوله تعالى :﴿ أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ ﴾
أي : جماعة الله ، وأما الكفار فهم حزب الشيطان ، كما قال الله تعالى عنهم :
﴿ أُولَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ ﴾ أي : جماعة الشيطان وأنصار الشيطان ، أما هؤلاء فهم أنصار الرب .

⇦ فهذه المسألة تتعلق بعداوة الكفار وعدم موالاتهم ، وهي لا تقتضي أننا نقاطع الكفار في الأمور والمنافع الدنيوية ، بل يستثنى من ذلك أمور :

❒ الأول : أنه مع بغضنا لهم وعداوتنا لهم ، يجب أن ندعوهم إلى الله سبحانه وتعالى ، يجب أن ندعوهم إلى الله ، ولا نتركهم ونقول هؤلاء أعداء الله وأعداؤنا ، يجب علينا أن ندعوهم إلى الله ، لعل الله أن يهديهم ، فإن لم يستجيبوا فإنا نقاتلهم مع القدرة ، فإما أن يدخلوا في الإسلام ، وإما أن يبذلوا الجزية إن كانوا من اليهود والنصارى أو المجوس وهم صاغرون ، ويخضعون لحكم الإسلام ، ويتركون على ما هم عليه ، لكن بشرط دفع الجزية وخضوعهم لحكم الإسلام ، أما إن كانوا غير كتابيين وغير مجوس ، ففي أخذ الجزية منهم خلاف بين العلماء .

❒ الثاني : لا مانع من مهادنة الكفار عند الحاجة ، إذا احتاج المسلمون لمهادنتهم ، لكون المسلمين لا يقدرون على قتالهم ، ويخشى على المسلمين من شرهم ، لا بأس بالمهادنة ، إلى أن يقوى المسلمون على قتالهم ، أو إذا طلبوا هم المهادنة ﴿ وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا ﴾ فيهادنون ، لكن ليس هدنة دائمة ، إنما هدنة مؤقتة مؤجلة إلى أجل ، حسب رأي إمام المسلمين ، لما فيه من المصلحة .

❒ الثالث : لا مانع من مكافأتهم على الإحسان إذا أحسنوا للمسلمين ، لا مانع أنهم يكافئون على إحسانهم ، قال الله تعالى :﴿ لَا يَــنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يــُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّيــنِ وَلَمْ يُخْــرِجُوكُمْ مِنْ دِيــَارِكُمْ أَنْ تَــبَرُّوهُمْ وَتُقْــسِطُوا إِلَيْهِــمْ إِنَّ اللَّهَ يُحــِبُّ الْمــُقْسِطِينَ ﴾ 》.

ــــــــ
📚صفحة :[ ٦٥ - ٦٧ ] .

↔- نكتفي بهذا القدر ونُكمل في العدد القادم إن شاء الله تبارك وتعالى

   ــــــ ❁ ❁ــــــ❁ ❁ ــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق