احدث المواضيع

مقالات

العدد 24 سِــلسِلةُ شــَرحِ اﻷُصُولِ الثَّــﻻَثةِ

📌 سِــلسِلةُ شــَرحِ اﻷُصُولِ الثَّــﻻَثةِ     
     لمعالي شيخنا العﻻمة الدكتور /
صَالِح بنُ فَوزان الفَوزَان -حَـفظهُ الله-
      ▫العَــــ24ـــدَدُ▫

══════ ❁✿❁ ══════

قال شيخنا غفر الله له وأحسن إليه :

● قوله تعالى :﴿ لا تجد ﴾ هذا خطاب للنبي ﷺ أي : لا يقع هذا ولا يكون موجودًا أبدًا أن يكون مؤمن بالله ورسوله يحب الكفار ، فإن أحبّهم فإنه ليس بمؤمن ولو كان يدعي ذلك .

قال ابن القيم رحمه الله في الكافية الشافية :

أتُـحِبُّ أعدَاءَ الحَبِيب وَتَدَّعِـي
حُبــّاً لَـهُ مَـا ذَاكَ فِي إمــــكَانِ

وَكَذَا تُعَادِي جَــاهِـداً أحــبَابَـهُ
أينَ المَحَــــبَّةُ يَا أخَا الشَّيطَانِ

⇦ فهذا لا يمكن أبدًا أن يحب الكفار ،
يقول : أنا أحب الله ورسوله ، لقوله
تعالى :﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ ﴾
إلى قوله تعالى :﴿ قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ ﴾

وقوله :﴿ وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ إِلَّا عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَأَوَّاهٌ حَلِيمٌ ﴾

↢ هذه ملة إبراهيم تبرّأ من أبيه ، أقرب الناس إليه ، لمّا تبين له أنه عدو الله .
ودلت الآية أيضًا على أن محبة الكافر تتنافى مع الإيمان بالله واليوم الآخر ، إما مع أصله أو مع كماله ،  لكن إن كانت محبتهم معها تأييد لمذهبهم وكفرهم ، فهذا خروج عن الإسلام

أما إن كان مجرد محبة من غير مناصرة لهم ، فهذا يعتبر منقصًا للإيمان ، وفسقًا ومُضعفًا للإيمان .

قيل : إن هذه الآية نزلت في أبي عبيدة بن الجراح رضي الله تعالى عنه ، لما قتل أباه يوم بدر ، لأن أباه كان على الكفر ، وكان يريد أن يقتل ابنه أبا عبيدة ، فقتله أبو عبيدة رضي الله عنه ، لأنه عدو الله ، ولم يمنعه أنه أبوه ، لم يمنعه ذلك من قتله غضبًا لله سبحانه وتعالى .

● قوله تعالى :﴿ أُولَئِكَ ﴾ أي : الذين يبتعدون عن محبة ومودة من حاد الله ورسوله .
● قوله تعالى :﴿ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ ﴾
أي : أثبت الله في قلوبهم ، ورسخ الله في قلوبهم الإيمان .

● قوله تعالى :﴿ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ﴾
التأييد : معناه التقوية ، قواهم بروح منه ،

والروح لها عدة إطلاقات في القرآن ،
منها :

❍ الروح التي هي النفس التي بها الحياة ،
❍ ومنها : الوحي كما في قوله تعالى :
﴿ وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا ﴾
❍ ومنها : جبريل عليه السلام ، أنه روح القدس ، والروح الأمين .
قال تعالى :﴿ قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُوا وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ ﴾ وقال تعالى :
﴿ نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ ﴾ .
❍ ومنها: ما في هذه الآية وهي القوة .

⇦ فأيدهم بروح مـنه ،  أي : بقوة منه سبـحانـه وتعـالى ،  قوة إيمان في الدنيا ، وفي الآخـرة ...

ــــــــ
📚صـفحة : [ ٦٢ - ٦٥ ] .

↔- نكتفي بهذا القدر ونُكمل في العدد القادم إن شاء الله تبارك وتعالى

   ــــــ ❁ ❁ــــــ❁ ❁ ــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق