احدث المواضيع

مقالات

الكبائر....تعريفها....شروط التوبة منها

( الـــكــبــائـــر )
 
قال الذهبي رحمه الله في كتاب الكبائر ص٧:

وَقد ضمن الله تَعَالَى فِي كِتَابه الْعَزِيز لمن اجْتنب الْكَبَائِر والمحرمات أَن يكفر عَنهُ الصَّغَائِر من السَّيِّئَات لقَوْله تَعَالَى﴿إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلًا كَرِيمًا﴾ [النساء: ٣١]
 
فقد تكفل الله تَعَالَى بِهَذَا النَّص لمن اجْتنب الْكَبَائِر أَن يدْخلهُ الْجنَّة

وَقَالَ تَعَالَى ﴿وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ﴾ [الشورى: ٣٧]

وَقَالَ تَعَالَى ﴿الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ ﴾ [النجم: ٣٢]
 
قال الإمام ابن القيم رحمه الله: 

" الذنوب تنقسم إلى صغائر وكبائر بنص القرآن والسنة وإجماع السلف وبالاعتبار "
 
"مدارج السالكين" (١/٣١٥)
 
تعريف الكبيرة
 
كما قال الشيخ بن عثيمين رحمه الله :
وكبائر الذنوب هي: كل ذنب رتب عليه الشارع عقوبة خاصة، فكل ذنب لعن النبي صلى الله عليه وسلم فاعله فهو من كبائر الذنوب، كل شيء فيه حد في الدنيا كالزنى، أو وعيد في الآخرة كأكل الربا، أو فيه نفي إيمان، مثل (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه) ، أو فيه براءة منه، مثل (من غشنا فليس منا) ، أو ما أشبه ذلك فهو من كبائر الذنوب  ،و الكبائر لابد لها من توبة خاصة، فإذا لم يتب توبة خاصة فإن الأعمال الصالحة لا تكفرها، بل لابد من توبة خاصة.
 
( من كتاب شرح رياض الصالحين العثيمين رحمه الله ج٢ ص١٨٤،١٨٥)
 
وقال الإمام ابن القيم رحمه الله:
" الإصرار على الصغيرة قد يساوي إثمه إثم الكبيرة أو يربى عليها " انتهى.
 
"إغاثة اللهفان" (٢/١٥١)
 
وكما قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى:
" إذا أصر الإنسان على الصغيرة وصار هذا ديدنه صارت كبيرة بالإصرار لا بالفعل، مكالمة المرأة على وجه التلذذ حرام وليس بكبيرة، ولكن إذا أصر الإنسان عليه وصار ليس له هم إلا أن يشغل الهاتف على هؤلاء النساء ويتحدث إليهن صار كبيرة، فالإصرار على الصغيرة يجعلها كبيرة من حيث الإصرار؛ لأن إصراره على الصغيرة يدل على تهاونه بالله عز وجل، وأنه غير مبال بما حرم الله " انتهى بمعناه.
 
"لقاء الباب المفتوح" (١٧٢/٥)
 
( شروط التوبة)
 
كما قال  بن عثيمين رحمه الله :
 يقبل الله تبارك وتعالى التوبة من كل تائب من ذنب إذا صدقت التوبة وتمت شروطها الخمسة؛ وهي:
 
الأول الإخلاص لله تعالى بأن يكون الحامل له على توبته الإخلاص لله فقط لا طلب دنيا أو مال.
 
 والثاني الندم على ما وقع منه من ذنب، فإن الندم دليل على صدق التوبة.
 
والثالث الإقلاع عن الذنب في الحال، ومنه أداء الحقوق إلى ذوي الحقوق إذا كانت الحقوق للآدميين.
 
والشرط الرابع أن يعزم على ألا يعود في المستقبل.
 
والشرط الخامس أن تكون التوبة في وقتها وذلك قبل طلوع الشمس من مغربها على وجه العموم، وقبل أن يحضر أجل الإنسان على وجه الخصوص؛ ولهذا قال الله تعالى: ﴿وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ ﴾ [النساء: ١٨]

فإذا تمت هذه الشروط فإن الله تعالى يقبل التوبة مهما عظم الذنب لقوله تعالى: ﴿قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ
 [الزمر: ٥٣]
 
(المصدر: سلسلة فتاوى نور على الدرب > الشريط رقم [50]
التوبة والرقائق)


•┈┈┈┈•✿❁✿•┈┈┈┈• 
 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق