احدث المواضيع

مقالات

ســلسِلةُ شــَرحِ اﻷُصُولِ الثَّــﻻَثةِ العَـــ73ــدَدُ

ســلسِلةُ شــَرحِ اﻷُصُولِ الثَّــﻻَثةِ
لمعالي شيخنا العﻻمة الدكتور /
صَالِح بنُ فَوزان الفَوزَان -حَـفظهُ الله-
        ▫️العَـــ73ــدَدُ▫️


--------------------------------------------------

وَصَــلْنَــا إلىٰ قَوْلِ شَيْخِـنَــا حَفِـظَهُ اللَّهُ :

﴿ وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ ۝﴾ .
الحَاسِـدُ : هو الَّـذِي يَتَمَنَّىٰ زَوَالَ النِّـعْـمَـةِ عَـنِ الغَـيْرِ ، إذَا رَأىٰ علىٰ أحَدٍ نعمة ، فإنَّهُ يغتاظ ويتمَنَّىٰ زوال هذه النعمة ، حَسَدًا وَبَـغْـيًا والعِـيَاذُ باللَّهِ ، وهو مِنْ أعْـظَـمِ الخِـصَال المَـذْمُومَة ؛ لأنَّ فيه اعْـتِرَاضًا علىٰ اللَّهِ ، وفيه إسَاءَة إلىٰ الخَلْقِ .
ويَدْخُلُ فيه العَـائِن ، الَّـذِي يُصِيبُ بِـنَـظْـرَتِـهِ ؛  لأنَّ الإصَابَةَ بالعَـيْنِ نَـوْعٌ مِنَ الحَـسَد ، فأنْتَ تستعيذ باللَّهِ من هذه الشُّرُور ،

فَـدَلَّ علىٰ أنَّ الاسْتِـعَاذَةَ عِـبَادَة ، لا يجوز أنْ تُـصْـرَفَ لـغَـير اللَّهِ ، فلا تستعيذ بالمخلوق ، ومَنِ اسْتَعَاذَ بمخلوق ؛ فقد أشْـرَكَ باللَّهِ عَـزَّ وَجَـلَّ ، والنَّبِيُّ يقولُ لِـعَـبْـدِ اللَّهِ بنِ عبَّـاسٍ رضي اللَّهُ عنهما :« وَإِذَا اسْتَـعَـنْتَ فَاسْتَـعِـن بِاللَّهِ » .

وفي قولِهِ تعالىٰ :﴿ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ ۝ مَلِكِ النَّاسِ ۝ إِلَـٰهِ النَّاسِ ۝ مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ ۝ الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ ۝ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ ﴾ .

أمَـرَ اللَّهُ عَـزَّ وَجَـلَّ بالاستعاذة بِـرَبِّ النَّاسِ ، مَلِكِ النَّاس ، إلَـٰهِ النَّاسِ ، هذه كُـلُّـهَـا أسمَاءٌ وصِفَاتٌ لِلَّهِ عَــزَّ وَجَــلَّ ، وفِيهَا أنْوَاع التَّوْحِيد الثَّلاثَة ،
 تَوْحِيــدُ الـرُّبُـوبِيَّـة ،
 وَتَوْحِيــدُ الأُلُـوهِـيَّة ،
 وَتَوْحِيــدُ الأسْمَـاءِ والصِّـفَاتِ .

اسْتعذت بالله وبهذه الأسماء والصفات ،
اسْتَعَـذْتَ مِـن شَـرِّ الوَسواس وهو الشَّيطان ، 
 أما الوِسْواس بالكسر ، فهو مَصْدَر :
وَسْوَسَ يُوَسْوِسُ ، 
 وأمَّا الوَسواس ، فهذا اسم من أسماء الشَّيْطان ؛ لأنَّهُ يُوَسْوِسُ للإنسان ويخيل إليه ، ويشغله من أجل أن يلقي في قلبه الرُّعْـبَ والتَّـرَدُّدَ والحيرة في أموره ، خُصُوصًا في أمْـرِ العِـبَادَة ،

فإنَّ الشيطان يوسوس للإنسان في العبادة ، حَتَّىٰ يُـلَـبِّسَ عليه صلاتَهُ أو عِبَادَتَهُ ، ثُـمَّ يَنْتَهِي به الأمر إلىٰ أن يَخْرُجَ من الصَّلاةِ ويعتقد أنها بَطَلَتْ ، أو يُصَلِّي ثُـمَّ يعتقد أنَّهُ علىٰ غير وُضُوء ، أو أنَّهُ ما قام لِـكَـذَا أو أنَّهُ ما فَـعَـلَ كَـذَا ، ويُصْبِح في وسواس ولا يَطْـمَئِنّ إلىٰ عِـبَادَتِهِ .

فَـاللَّـهُ جَـلَّ وَعَـلَا ؛ أعْـطَـانَا الـدَّوَاءَ لِـهَـذَا الخَـطَـر ، وذلكَ بِأن نستَـعِـيذَ بِاللَّـهِ مِـن شَـرِّ هَـذَا الوَسْوَاس ..."
ــــــــــــ 
صــفْـــحَـــــة :[ ١٤٩ - ١٥٠ ]
 
 نَكْتفِي بهذا القَدْرِ وَنُكْمِلُ في العَدَدِ القادِمِ إنْ شَاءَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَىٰ -
          ــــــ ❁ ❁ــــــ❁ ❁ ــــــــ 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق