احدث المواضيع

مقالات

العدد 15 سِــلسِلةُ شــَرحِ القَواعِد الأربع

📌سلسلة شرح رســالة القواعد اﻷربع

      للشَّــيخ العلّامــة/
  صَــالِــح بنُ فَــوزان الــفَوزان
      -حَــفظُه الله-

⭕ العــــ(15)ـــدد⭕
                            
[تتمّة الكلام على القاعدة الثّــالثة]

🌱قَــال اﻹمِــامُ المجــدِّدُ/
محمّـد بنُ عَــبْد الوهَّــاب-رحِمُه الله- :
"وحديث أبي واقدٍ الليثي ـ رضي الله عنه ـ قال : خرجنا مع النبي ـﷺـ  إلى حُنين ونحنُ حدثاء عهدٍ بكفر، وللمشركين سدرة يعكفون عندها وينوطون بها أسلحتهم يقال لها : ذات أنواط، فمررنا بسدرة فقلنا : يا رسول الله اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط ... الحديث ".

▫قال الشَّــيخ الشّارح -حَـفظهُ الله- :
عن أبي واقد الليثي ـ رضي الله عنه ـ وكان ممّن  أسلم عام الفتح  على المشهور سنة ثمانٍ من الهجرة ـ يقال لها ( ذاتُ أنواط )،

والأنواط جمع نوط وهو : التعليق، أي : ذاتُ تعاليق، يعلِّقون بها أسلحتهم للتبرّك بها، فقال بعضُ الصحابة الذين أسلموا قريبـًا ولمْ يعرفوا التوحيد تمامـًا .
( اجعل لنا ذاتَ أنواط كما لهم ذاتُ أنواط )

وهذه بليّة التقليد والتشبُّه، وهي من أعظم البلايا، فعند ذلك تعجّب النبي ـﷺـ  وقال : ((  الله أكبر!، الله أكبر!، الله أكبر!  ))،
وكان ـﷺـ إذا أعجبه شيء أو استنكر شيئـًا فإنّه يكبِّر أو يقول : ((  سبحان الله    )) ويكرِّر ذلك .

((  إنها السُّنَن  )) أي : الطُرُق التي يسلُكها الناس ويقتدي بعضهم ببعض، فالسبب الذي حملكم على هذا هو اتّباع سنن الأوّلين والتشبُّه بالمشركين .
((  قلتم ـ والذي نفسي بيده ـ كمـا قـالت بنوا إسـرائيل لموسى : ﴿ اجعل لنا إلهـًا كما لهم آلهة قال إنكم قومٌ تجهلون ﴾  )) .

موسى ـ عليه السلام لمّا تجاوز البحر ببني إسرائيل وأغرق الله عدوّهم فيه وهم ينظرون، مرّوا على أُناسٍ يعكُفون على أصنامٍ لهم من المشركين، فقال هؤلاء لموسى ـ عليه السلام ـ : ﴿ اجعل لنا إلهـًا كما لهم آلهةً قال إنكم قومٌ تجهلون ﴾
أنكر عليهم وقال : { إنّ هؤلاء مُتَبَّرٌ ما هم فيه } يعني : باطل، { وباطلٌ ما كانوا يعملون } لأنّه شرك، { قال أغيرَ الله أبغيكم إلهـًا وهو فضّلكم على العالَمين } أنكر عليهم ـ عليه الصلاة والسلام ـ كما أنّ نبيّنا محمدًا ـﷺـ أنكر على هؤلاء، ولكن هؤلاء وهؤلاء لم يشركوا، فبنوا إسرائيل لَمّا قالوا هذه المقالة لم يُشركوا لأنّهم لم يفعلوا،
وكذلك هؤلاء الصحابة لو اتّخذوا ذات أنواط لأشركوا ولكنّ الله حماهم، لَمّا نهاهم نبيّهم انتهوا، وقالوا هذه المقالة عن جهل، ما قالوها عن تعمُّد، فلمّا علِموا أنها شرك انتهوا ولم ينفّذوا، ولو نفّذوا لأشركوا بالله ـ عزّ وجل ـ .

فالشّاهد من الآية : أنّ هناك مَن يعبد الأشجار، لأنّ هؤلاء المشركين اتّخذوا ذات أنواط، وحاول هؤلاء الصحابة الذين لم يتمكّن العلم من قلوبهم حاولوا أن يتشبّهوا بهم لولا أنّ الله حماهم برسوله ـﷺـ    .

الشاهد : أنّ هناك مَن يتبرّك بالأشجار ويعكُف عندها، والعكوف معناه : البقاء عندها مدّة تقرُّبـًا إليها . فالعُكوف هو : البقاء في المكان.  

      ══════ ❁✿❁ ════

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق