احدث المواضيع

مقالات

سلسلة: "حكم وأمثال"《صون النفس》



←الحلقة السادسة→



● 《صون النفس》

المثل هو: «تَجُوعُ الحُرَّةُ وَلَا تَأْكُلُ بِثَدْيَيْهَا»


◇ معناه:

أنَّ الحرَّة تُؤْثِرُ أنْ تجوعَ ولا تكون مرضعًا لغير أولادها لقاءَ أجرٍ تأخذه فيلحقها عيبٌ، أي: لا ترضعُ لبنَها بالأجرة ثمَّ تأكلُها.


◇ يُضرب:

لمن يصون نفْسَه في الضرَّاء عن المكاسب الدنيَّة، أي: لا يمنعه مِنْ صيانة نفسه شدَّةُ فقره.


◇ قصَّة المثل:

هذا المثل للحارث بن سليلٍ الأسديِّ، وكان خطب إلى علقمة بن خصفة الطائيِّ ـ وكان شيخًا ـ فقال علقمةُ لامرأته: «اختبري ما عند ابنتك»، فقالتْ: «أي بنيَّةُ، أيُّ الرجال أحبُّ إليكِ؟ الكهلُ الجحجاحُ الواصلُ الميَّاحُ، أمِ الفتى الوضَّاحُ، الذَّهولُ الطمَّاحُ؟»، قالت: «بلِ الفتى»، قالت: «إنَّ الفتى يُغيرك، وإنَّ الشيخَ يُعيركِ»، قالت: «يا أمَّاه، إنَّ الفتى شديدُ الحجاب، كثيرُ العتاب، يا أمَّاه، أخشى مِنَ الشيخ أن يدنِّس ثيابي، ويُبْلِيَ شبابي، ويُشمتَ بي أترابي»، فلم تَزَلْ أمُّها بها حتَّى غلبتْها على رأيِها، فتزوَّجها الحارثُ، ثمَّ ارتحل بها إلى أهله، وإنه لجالسٌ ذاتَ يومٍ بفِناءِ قبَّتِه وهي إلى جانبه إذْ أقبل شبابٌ مِن بني أسدٍ يعتجلون، فتنفَّستِ الصُّعَدَاءَ ثمَّ بكتْ، فقال لها: «ما يُبكيكِ؟»، قالت: «ما لي وللشيوخ الناهضين كالفروخِ...»، فقال: «ثَكِلَتْكِ أمُّكِ! تجوع الحرَّةُ ولا تأكلُ بثديَيْها»، ثمَّ قال: «... لَرُبَّ غارةٍ شهدتُها،... الْحقي بأهلِك، فلا حاجةَ لي فيكِ».



  [«شرح مقامات الحريري» للشريشي (1/ 419)]



انتهى.




النقل من الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ محمد بن علي فركوس   -حفظه الله تعالى-