📌سلسلة شرح رســالة القواعد اﻷربع
للشَّــيخ العلّامــة/
صَــالِــح بنُ فَــوزان الــفَوزان
-حَــفظُه الله-
⭕ العــــ(17والأخير )ـــدد⭕
[القاعدة الرّابــــعة ]
🌱قَــال اﻹمِــامُ المجــدِّدُ/
محمّـد بنُ عَــبْد الوهَّــاب-رحِمُه الله- :
(( القاعدة الرابعة : أنّ مشركي زماننا أغلظ شركـًا من الأوّلين، لأنّ الأوّلين يُشركون في الرخاء ويُخلصون في الشدّة، ومشركوا زماننا شركهم دائم؛ في الرخاء والشدّة . والدليل قوله ـ تعالى ـ : { فإذا ركبوا في الفُلْك دعوا الله مخلصين له الدين فلمّا نجّاهم إلى البرّ إذا هم مشركون } )) .
▫قال الشَّــيخ الشّارح -حَـفظهُ الله:
القاعدة الرابعة ـ وهي الأخيرة ـ : أنّ مشركي زماننا أعظمُ شركـًا من الأوّلين الذين بُعث إليهم رسول الله ـﷺـ .
والسبب في ذلك واضح : أنّ الله ـ جلّ وعلا ـ أخبر أن المشركين الأولين يُخلصون لله إذا اشتدّ بهم الأمر، فلا يدعون غير الله ـ عزّ وجل ـ لعلمهم أنّه لا يُنقذ من الشدائد إلاّ الله كما قال ـ تعالى ـ : { وإذا مسّكم الضرّ في البحر ضلّ مَن تدعون إلاّ إياه فلمّا نجّاكم إلى البرّ أعرضـتم وكـان الإنسـان كـفـورًا }،
وفي الآية الأخرى : { وإذا غَشِيَهُمْ موجٌ كالظُّلَل دعوُا الله مخلصين له الدين } يعني : مخلصين له الدعاء، { فلما نجّاهم إلى البر فمنهم مقتصد }، وفي الآية الأخرى : { فلما نجّاهم إلى البر إذا هم يُشركون }، فالأوّلون يُشركون في الرخاء، يدعون الأصنام والأحجار والأشجار .
أما إذا وقعوا في شدّة وأشرفوا على الهلاك فإنهم لا يدعون صنمـًا ولا شجرًا ولا حجرًا ولا أي مخلوق، وإنما يدعون الله وحده ـ سبحانه وتعالى ـ، فإذا كان لا يخلِّص من الشدائد إلاّ الله ـ جلّ وعلا ـ فكيف يُدعى غيرُه في الرخاء .
↩️ أما مشركوا هذا الزمان يعني : المتأخّرين الذين حدث فيهم الشرمنمن هذه الأمّة المحمديّة فإنّ شركهم دائمٌ في الرخاء والشدّة، لا يُخلصون لله ولا في حالة الشدّة، بل كلما اشتدّ بهم الأمر اشتدّ شركهم ونداؤهم للحسن والحسين وعبد القادر والرِّفاعي وغير ذلك، هذا شيء معروف، ويُذكر عنهم العجائب في البحار، أنهم إذا اشتدّ بهم الأمر صاروا يهتفون بأسماء الأولياء والصالحين ويستغيثون بهم من دون الله ـ عزّ وجل ـ، لأنّ دعاة الباطل والضلال يقولون لهم : نحن ننقذكم من البِحار، فإذا أصابكم شيء اهتفوا بأسمائنا ونحنُ ننقذكم .
كما يُروى هذا عن مشايخ الطُّرق الصوفية، واقرءوا ـ إنْ شئتم ـ (( طبقات الشعراني )) ففيها ما تقشعرّ منه الجلود ممّا يسمّيه كرامات الأولياء، وأنهم ينقذون من البحار، وأنه يمدّ يده إلى البحر ويحمل المركَب كله ويُخرجه إلى البر ولا تَتَنَدَّى أكمامه، إلى غير ذلك من تُرَّهَاتهم وخُرافاتهم، فشركهم دائم في الرخاء والشدّة، فهم أغلظ من المشركين الأوّلين .
وأيضـًا ـ كما قال الشيخ في (( كشف الشبهات )) ـ : من وجه آخر ـ : أنّ الأوّلين يعبدون أُناسـًا صالحين من الملائكة والأنبياء والأولياء، أما هؤلاء فيعبدون أُناسـًا من أفجر الناس، وهم يعترفون بذلك، فالذين يسمّونهم الأقطاب والأغواث لا يصلّون، ولا يصومون، ولا يتنزهّون عن الزنا واللواط والفاحشة، لأنهم بزعمهم ليس عليهم تكاليف، فليس عليهم حرام ولا حلال، إنما هذا للعوام فقط .
وهم يعترفون أنّ سادتهم لا يصلّون ولا يصومون، وأنهم لا يتورّعون عن فاحشة، ومع هذا يعبدونهم، بل يعبدون أُناسـًا من أفجر الناس : كالحلاّج، وابن عربي، والرّفاعي، والبدوي وغيرهم .
وقد ساق الشيخ الدليل على أنّ المشركين المتأخّرين أعظم وأغلظُ شركـًا من الأوّلين، لأنّ الأوّلين يُخلصون في الشدّة ويُشركون في الرخاء، فاستدل بقوله تعالى : { فإذا ركِبوا في الفُلْك دعوا الله مخلصين له الدين } .
══════ ❁✿❁ ═══
[[✍ إنتهــت بحمد الله ✍ ]]
┄┄┉┉✽̶»̶̥🌼»̶̥✽̶┉┉┄┄
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق