احدث المواضيع

مقالات

ســلسِلةُ شــَرحِ اﻷُصُولِ الثَّــﻻَثةِ ▫️العَـــ78ــدَدُ▫️

 ســلسِلةُ شــَرحِ اﻷُصُولِ الثَّــﻻَثةِ
لمعالي شيخنا العﻻمة الدكتور /
صَالِح بنُ فَوزان الفَوزَان -حَـفظهُ الله-
        ▫️العَـــ78ــدَدُ▫️

━━━━━━━━━━━━━━━━━━━━
[ الأصْـلُ الثَّانِي : مَعْرِفَةُ دِينِ الإسْلَامِ ]

        تَـــعْـــرِيـــفُ الــدِّيـنِ

قَالَ اﻹِمَامُ المُجَدِّد : مُحَمَّد بن عبد الوهَّاب رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَىٰ وَغَفَرَ لَهُ :

[ الأَصْلُ الثَّانِي : مَعْرِفَةُ دِينِ الإسْلَامِ بِالْأَدِلَّـةِ ، وَهُـوَ : الاسْتِسْلَامُ لِلَّهِ بِالتَّوْحِيدِ ، وَالانْقِيَادُ لَهُ بِالطَّاعَةِ ، وَالْبَرَاءَةُ مِنَ الـشِّـرْكِ وأهْـلِـهِ ] .
━━━━━━━━━━━━━━━━━━━━
 
 قالَ شَيْخُنَا غَفَـرَ اللَّهُ لَهُ وَأَحْسَـنَ إِلَيْهِ :

▪️ لمَّا فَـرَغَ الشَّيْخُ من بَيَانِ معرفة الأصْلِ الأوَّل ، وهو : مَعْرِفَةُ اللَّهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ بِالأدِلَّةِ ، انتَقَلَ إلىٰ بَيَانِ الأصْلِ الثَّانِي ، وهو :

معرفة دِين الإسلامِ بالأَدِلَّـةِ .
فَقَالَ :

[ الأَصْلُ الثَّانِي : مَعْرِفَةُ دِينِ الإسْلَامِ بِالْأَدِلَّـةِ ]

ثُـمَّ عَـرَّفَهُ وبَيَّنَ معناهُ ،
ثُـمَّ ذَكَـرَ مَـرَاتِـبَـهُ .
 
 وقوله رَحِمَهُ اللَّهُ :[ مَعْرِفَةُ دِينِ الإسْلَامِ ]
 
 الدِّينُ يُرَادُ به الطَّاعَـة ، يُقَالُ : دَانَ لَـهُ ، إذَا أطَاعَهُ فيما أمَـرَ وتَرك ما نَهَىٰ .

▪️ ويُطْلَقُ الدِّين ، ويُرَادُ به الحِسَاب ، كما في قوله :
 
 ﴿ مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ ۝﴾ .

ويقال : دَانَهُ إذا حَاسَبَهُ ، كما قال تعالىٰ :
 
 ﴿ وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ ۝ ثُمَّ مَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ ۝﴾ أي : يوم الحِسَاب ،
 
 ﴿ يَوْمَ لَا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئًا وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلّٰهِ ۝﴾ .

▫️ قوله :[ بِالْأَدِلَّـةِ ] أي : أنَّ معرفة دين الإسلام ؛ لا تكون بالتَّـقْـلِيدِ ، أو تكون بالـتَّخَـرُّصِ من عند الإنسان ، الدِّينُ لا بُدَّ لَهُ مِنْ أدِلَّةٍ مِنَ الكِـتَابِ والسُّنَّـةِ ،
 
 أمَّا الإنسان الذي لا يَعْرِف دِينَهُ ، وإنَّمَا يُقَلِّدُ النَّاسَ ، ويكون إِمَّعَة مع النَّاس ، فهذا لَـنْ يَـعْـرِفَ دِينَهُ ، وَحَـرِيٌّ بِهِ أنَّهُ إذا سُئِلَ عنه في القَبْرِ ، أن يقولَ : هَاه ، هاه ، لا أدْرِي ، سَمِعْتُ النَّاسَ يَقُولُونَ شَيْئًا فَقُلْتُهُ ،

▫️ فوَاجِبٌ علىٰ الإنسان : أن يَـعْـرِفَ دِينَهُ بالأدِلَّةِ ، من كِـتَابِ اللَّه ، وسُنَّةِ رسوله ﷺ ، ولا يَـعْـرِفُ هَــذَا إِلَّا بِـالــتَّــعَــلُّــمِ .

▫️ الإِسْلَامُ مَأْخُـوذٌ مِنْ

أسْلَمَ للشيْءِ ، إذا انقَادَ لَهُ ، 
 أسْلَمَ نَفْسَهُ لِلْـقَـتْـلِ ، أي : خَضَعَ للقتل ،

▪️ فأسلم نفسه للشيء إذا انقاد له .
 
 فالإِسْلَامُ هو :

[ إسْلَامُ الوَجْهِ والقَصْدِ والنِّيَّةِ لَـهُ عَــزَّ وَجَــلَّ ] :
 
 ﴿ وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلّٰهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا
 
 ﴿ بَلَىٰ مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ
 
 أي : أخْـلَـصَ عَـمَـلَـهُ لِلَّهِ عَـزَّ وَجَـلَّ ، وانْـقَـادَ لِلَّهِ عَـن طَوَاعِيةٍ ، واخْـتِـيَارٍ ، ورَغْـبَـةٍ ، ومَحَـبَّـةٍ .
 
 الاسْـتِـسْلَامُ لِلَّهِ بِالتَّوْحِيدِ ، وَهُـوَ : إفْــرَادُ اللَّهِ جَـلَّ وَعَـلَا بِـالــعِــبَـادَةِ ...
----------------------------------------------

صــفْـــحَـــــة :[ ١٥٦ - ١٥٨ ]
----------------------------------------------

نَكْتفِي بهذا القَدْرِ وَنُكْمِلُ في العَدَدِ القادِمِ إنْ شَاءَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَىٰ -
          ــــــ ❁ ❁ــــــ❁ ❁ ــــــــ 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق