احدث المواضيع

مقالات

المعتقد الصحيح العـ27ـدد

المعتقد الصحيح
العـ27ـدد

قال الشيخ عبد السلام بن برجس آل عبد الكريم -رحمه الله- في كتابه: 
المعتقد الصحيح الواجب على المسلم إعتقاده:

الباب العاشر
[المْعُتَقَدُ الصَّحِيحُ فِيمَا يَجِبُ لِوُلاَةِ الأَمْرِ مِنَ المُسْلِمِينَ]

وَيَعْتَقِدُ أَهْلُ السُّنَّةِ وَالجَمَاعَةِ :
بأن الله تَعَالَى أَوْجَب على المُؤْمِنين طَاعة وُلاة أَمْرِهِم في غَيْر مَعْصِية الله.
وَيَعْتَقِدُون معنى قوله في حَدِيث عُبادة بن الصامت رَضِيَ الله عَنْه: «اسْمَعْ وَأَطِعْ فِي عُسْرِكَ وَيُسْرِكَ، وَمَنْشَطِكَ وَمَكْرَهِكَ، وَأَثَرَةٍ عَلَيْكَ، وَإِنْ أَكَلُوا مَالَكَ، وَضَرَبُوا ظَهْرَكَ، إِلا أَنْ يَكُونَ مَعْصِيَةً».
أخرجه ابن حبان في صحيحه بإسنادٍ حسنٍ. وأصلُهُ في الصحيحين.

فصل
[تحريم الخروج على الولاة]
وَيَعْتَقِدُون تحريم الخروج على ولاة الأمر وإن جاروا وظلموا، مالم يروا كُفرًا بواحًا عِندهم فيه من الله برهان، لقول رسول : «خِيَارُ أَئِمَّتِكُمْ الَّذِينَ تُحِبُّونَهُمْ وَيُحِبُّونَكُمْ، وَيُصَلُّونَ عَلَيْكُمْ وَتُصَلُّونَ عَلَيْهِمْ. وَشِرَارُ أَئِمَّتِكُمْ الَّذِينَ تُبْغِضُونَهُمْ وَيُبْغِضُونَكُمْ وَتَلْعَنُونَهُمْ وَيَلْعَنُونَكُمْ». قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! أَفَلَا نُنَابِذُهُمْ بِالسَّيْفِ ؟ فَقَالَ  «لَا ، مَا أَقَامُوا فِيكُمْ الصَّلَاةَ، وَإِذَا رَأَيْتُمْ مِنْ وُلَاتِكُمْ شَيْئًا تَكْرَهُونَهُ فَاكْرَهُوا عَمَلَهُ، وَلَا تَنْزِعُوا يَدًا مِنْ طَاعَةٍ».
وفي لفظٍ:
«أَلَا مَنْ وَلِيَ عَلَيْهِ وَالٍ، فَرَآهُ يَأْتِي شَيْئًا مِنْ مَعْصِيَةِ اللَّهِ فَلْيَكْرَهْ مَا يَأْتِي مِنْ مَعْصِيَةِ اللَّهِ، وَلَا يَنْزِعَنَّ يَدًا مِنْ طَاعَةٍ ». أخرجه مُسلم عن عوف بن مالك.

فصل
[عقوبات الخارج عليهم]
والخارج من الجماعة ألحق به الشارع عُقُوبات غليظة في الدنيا والآخرة تتناسب مع عِظم جَريمته:
من ذلك أن من مات وهو خارج عن الطاعة مُفارق للجماعة مات ميتةً جاهلية.
ومن فارق الجماعة فإنهُ لا يُسأل عنه، كنايةً عن عظيم ذنبه.
ومن فارق الجماعة فلا حُجة له عند الله تعالى يوم القيامة.
ومن فارق الجماعة فإن الشيطان مَعهُ يرتكض.
ومن فارق الجماعة حَلَّ دَمُة.

فصل
[الدعاء لولاة الأمر]
وَيَعْتَقِدُ أَهْلُ السُّنَّةِ وَالجَمَاعَةِ : أن الدعاء لولي الأمر بالصلاح والمُعافاة مما يُحمد ويتَأكَّد. وهو علامة الرجل من أهل السنة ، كما قال الإمام البربهاري في كتاب السنة:
إذَا رَأَيْتَ الرَّجُلَ يَدْعُو عَلَىٰ السُّلْطَانِ؛ فَاعْلَمْ! أنَّهُ صَاحِبُ هَوًى. وَإذَا سَمِعْتَ الرَّجُلَ يَدْعُو لِلسُّلْطَانِ بِالصَّلَاحِ فَاعْلَمْ أنَّهُ صَاحِبُ سُنَّةٍ إِنْ شَاءَ اللهُ. يَقُولُ فُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ: «لَوْ كَانَ لِي دَعْوَةٌ، مَا جَعَلْتُهَا إِلَّا فِي السُّلْطَانِ. فَأُمِرْنَا أَنْ نَدْعُوَ لَهُمْ بِالصَّلَاحِ، وَلَمْ نُؤْمَرْ أَنْ نَدْعُو عَلَيْهِمْ، وَإِنْ جَارُوا وَظَلَمُوا؛ لأَنَّ جَوْرِهِمْ وَظُلْمِهِمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَعَلَى الْمُسْلِمِينَ، وَصَلَاحَهُمْ لِأَنْفُسِهِمْ وَلِلْمُسْلِمِينَ. اهـ.

وقال الإمام الصابوني في عقيدة السلف أصحاب الحديث:
ويرون الدعاء لهم بِالإِصْلاَح والتوفيق والصلاَح. اهـ.

فصل 
[النهي عن سبِّ الولاة]
 ويرون أن سَبَّهم مِما نُهي عنه شرعًا بإتفاق آَكَابر أصحاب رسول الله ﷺ.
يقول أنس بن مالك رَضِيَ الله عَنْه: نَهَانَا كُبَرَاؤُنَا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ , قَالَ :  " لا تَسُبُّوا أُمَرَاءَكُمْ ، وَلا تَغِشُّوهُمْ ، وَلا تَبْغَضُوهُمْ ، وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاصْبِرُوا ؛ فَإِنَّ الأَمْرَ قَرِيبٌ " .
رواه ابن أبي عاصم في السُّنة وغيره.

يتبع إن شاء الله تعالى...

_________
   
 نَكْتفِي بهذا القَدْرِ وَنُكْمِلُ في العَدَدِ القادِمِ إنْ شَاءَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَىٰ -
          ــــــ ❁ ❁ــــــ❁ ❁ ــــــــ 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق