احدث المواضيع

مقالات

ســلسِلةُ شــَرحِ اﻷُصُولِ الثَّــلاثةِ ▫️العَــ84 ــدَدُ▫️

ســلسِلةُ شــَرحِ اﻷُصُولِ الثَّــلاثةِ
لمعالي شيخنا العلامة الدكتور /
صَالِح بنُ فَوزان الفَوزَان -حَـفظهُ الله-
        ▫️العَــ84 ــدَدُ▫️


━━━━━━━━━━━━━━━━━━━━
قَالَ اﻹِمَامُ المُجَدِّد : مُحَمَّد بن عبد الوهَّاب رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَىٰ وَغَفَرَ لَهُ :
[ وَمَعْنَاهَا : لَا مَعْبُودَ بِحَـقٍّ إِلَّا اللَّهُ ،
( لَا إِلَــٰهَ ) نَافِـيًا جَمِـيعَ مَا
يُـعْـبَـدُ مِـنْ دُونِ اللَّهِ ،
( إِلَّا اللَّهُ ) مُـثْـبِـتًا الـعِـبَادَةَ لَـهُ وَحْــدَهُ لَا شَــرِيكَ لَــهُ فِي عِــبَـادَتِـهِ ، كَـمَـا أنَّـهُ لَيْـسَ لَـهُ شَـرِيكٌ فِي مُـلْـكِــهِ ] .
━━━━━━━━━━━━━━━━━━━━

قَالَ شَيْخُنَا غَفَـرَ اللَّهُ لَهُ وَأَحْسَـنَ إِلَيْهِ :
 
 قوله :[ وَمَعْنَاهَا : لَا مَعْبُودَ بِحَقٍّ إِلَّا اللَّهُ ]
 
 أي : مَـعْـنَىٰ لَا إِلَــٰهَ إِلَّا اللَّهُ ، لَيْسَ كما يقولُ أهلُ البَاطِل : لا خَالِقَ ولا رَازِقَ إلَّا اللَّهُ ؛
 
 لأَنَّ هَـذَا تَوْحِيد الرُّبُوبِيَّة ، يُـقِــرُّ بِهِ المُشْرِكُونَ ، وهم لا يَقُولُونَ : لَا إِلَــٰهَ إِلَّا اللَّهُ ،
 
 قال تعالىٰ :﴿ إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا اللّٰهُ يَسْتَكْبِرُونَ ۝ وَيَقُولُونَ أَئِنَّا لَتَارِكُو آلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَجْنُونٍ ۝﴾
 
 ﴿ آلِهَتِنَا ﴾  أي : مَعْبُودَاتِنَا
 
 { لِشَاعِرٍ مَجْنُونٍ }  يعْنُونَ الرَّسُولَ ﷺ ،  

▪️ وصَفُوهُ بِالشِّعْـرِ والجُنُونِ ؛ لأنَّهُ قَالَ لَـهُـم : قُولُوا : لَا إِلَــٰهَ إِلَّا اللَّهُ ، وَنَهَاهُم عَـنْ عِـبَـادَةِ الأصْـنَـامِ .
 
 ولَمَّا قالَ لَهُم : قُولُوا : لَا إِلَــٰهَ إِلَّا اللَّهُ ، قالوا :
 
 ﴿ أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَـٰهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ ۝﴾
 
 يحْسبُونَ الآلِهَةَ مُـتَـعَـدِّدَة .
 
 فدَلَّ علىٰ أنَّ مَعْنَاهَا : لَا مَعْبُودَ بِحَقٍّ إِلَّا اللَّهُ ،
 
 ولَوْ كَانَ مَعْنَاهَا لَا خَالِقَ وَلَا رَازِقَ إلَّا اللَّهُ ، فَإِنَّ هذا يُقِرُّونَ بِهِ ولا يُمَارُونَ فِيهِ ،
 
 فلو كانَ هذا مَعْنَاهَا ، مَا امْتَنَعُوا من قَوْلِ لَا إِلَــٰهَ إِلَّا اللَّهُ ؛ لِأَنَّهُم يَقُولُونَ إذَا سُئِلُوا مَـنْ خَـلَـقَ السَّمَاوَاتِ والأرْضَ ؟
 
 يقُولُونَ : اللَّـه ،

➖ إذا سُئِلُوا مَـنِ الَّــذِي يَـخْـلُـقُ ؟
➖ مــنِ الَّـــذِي يَـــرْزُقُ ؟
➖ مـنِ الَّــذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ ؟
➖ ويُــدَبِّــرُ الأرْضَ - الأَمْرَ - ؟  
 يقُولُونَ : اللَّـه .

▪️ هـم يَـعْـتَـرِفُونَ بِهَذَا ، فلو كانَ هَذَا مَعْنَىٰ لَا إِلَــٰهَ إِلَّا اللَّهُ ؛ لأقَـرُّوا بهذا ،
 
 لــكِــنْ مَــعْـــنَــاهَـــا : 
 لا مَـعْـبُـودَ بِـحَـقٍّ إِلَّا اللَّهُ .
 
 لـوْ قُـلْتَ : لَا مَعْبُودَ إِلَّا اللَّهُ
 
 هــذَا غَـــلَـــطٌ كَـبِيـرٌ ؛
 
 لأنَّ المَعْبُودَات كلها تَكُون هِيَ اللَّه ، تَعَالَىٰ اللَّهُ عَـنْ هَـذَا ،
 
 لكِنْ إذَا قَيَّدتَّهَا وقُلْتَ : ( بِحَقٍّ ) ، انْتَفَتِ المَعْبُودَات كلها ، إلَّا اللَّه سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ ،
 
 لا بُـدَّ أن تقولَ : لَا مَعْبُودَ حَـقّ ، أو لَا مَـعْـبُــودَ بِـحَـقٍّ إلَّا اللَّه .

▫️ ثمَّ بَيَّنَ ذَلكَ علىٰ لَفْظِ الكَـلِـمَـة .
 
 ( لَا إِلَــٰهَ ) الـنَّــفِـي ،
 
 نـــفْـيٌ لِلْــعُـبُـودِيَّةِ عَــمَّـــا سِـــوَىٰ اللَّه .
 
 ( إِلَّا اللَّهُ ) هَـذَا إثْبَاتٌ
 
 للْــعُـبُـودِيَّـةِ لِلَّهِ وَحْـدَهُ لَا شَــرِيكَ لَـــهُ .
 
 فلَا إِلَــٰهَ إِلَّا اللَّهُ ، تَشْتَمِلُ علىٰ

➖ نفْيٍ
➖ وإِثْبَاتٍ ،
 
 ولا بُـدَّ فِي التَّوْحِيد مِـنَ النَّفْيِ والإِثْبَاتِ ،
 
 لا يَـكْـفِـي الإثْـبَـاتُ وَحْـدَهُ ، 
 ولا يَـكْـفِـي النَّفْيُ وَحْـدَهُ ،  
 بل لا بُـدَّ مِـنَ النَّفْيِ والإثْبَاتِ ،
 
 كما قالَ تعالىٰ :﴿ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللّٰهِ
 
 ﴿ وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ﴾ .

▫️ فلَوْ قُلْتَ : اللَّهُ إِلَـٰـهٌ ، هَـذَا لا يَكْفِي ،
 
 الـلَّاتُ إِلَـٰهٌ ،  
 والـعُـزَّىٰ إلَـٰهٌ ، 
 ومَـنَــاةُ إلَـٰهٌ ،
 
 كـلُّ الأَصْـنَامِ تُسَمَّىٰ آلِـهَـة .
 
 فلَا بُـدَّ أنْ تَقُولَ : لَا إِلَــٰهَ إِلَّا اللَّهُ ، 
 فلَا بُـدَّ مِـنَ الـجَــمْــعِ بَيْنَ النَّفِيِ والإِثْبَاتِ ؛
 
 حتَّىٰ يَتَحَقَّـقَ التَّوْحِيــدُ وَيَنْتَـفِي الـــشِّـرْكُ .

━━━━━━━━━━━━━━━━━━━━ 
صــفْـــحَـــــة :[ ١٦٧ - ١٦٩ ]
━━━━━━━━━━━━━━━━━━━━ 
 نَكْتفِي بهذا القَدْرِ وَنُكْمِلُ في العَدَدِ القادِمِ إنْ شَاءَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَىٰ
 
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق