احدث المواضيع

مقالات

المعتقد الصحيح العــ28ـدد

المعتقد الصحيح 
العــ28ـدد

قال الشيخ عبد السلام بن برجس آل عبد الكريم -رحمه الله- في كتابه:
 المعتقد الصحيح الواجب على المسلم إعتقاده:

الباب الحادي عشر
[النَّهْيُ عَنِ اْلجِدَالِ فِي الدِّين]
وَيَنْهَى أَهْل السُّنة والجماعة عن الْجِدَال والخُصُومات فِي الدِّين: إذْ قَد حَذَّر النَّبِيُّ مِن ذلِكَ.
فَفِي الصَّحِيحَيْن عَن النَّبِيِّ أنَّهُ قال: «اقْرَءُوا الْقُرْآنَ مَا ائْتَلَفَتْ عَلَيْهِ قُلُوبُكُمْ ، فَإِذَا اخْتَلَفْتُمْ فَقُومُوا عَنْهُ».
وفي المسند وسنن ابن ماجه ـ واصله في صحيح مُسلم ـ عن عبدالله بن عمرو:  أَنَّ النَّبِيَّ خَرَجَ عَلَى أَصْحَابِهِ وَهُمْ يَخْتَصِمُونَ فِي الْقَدَرِ فَكَأَنَّمَا يُفْقَأُ فِي وَجْهِهِ حَبُّ الرُّمَّانِ مِنَ الْغَضَبِ فَقَالَ :«بِهَذَا أُمِرْتُمْ؟ أَوْ لِهَذَا خُلِقْتُمْ؟ تَضْرِبُونَ الْقُرْآنَ بَعْضَهُ بِبَعْضٍ ! بِهَذَا هَلَكَتِ الأُمَمُ قَبْلَكُمْ».

بل جاء الخبر بأن الجِدَال عُقوبةٌ من عُقُوبات الله في الأمة. ففي سنن الترمذي وابن ماجه من حَديث أَبِي أُمَامَة رَضِيَ الله عَنْه قال: قَالَ  رَسُولُ اللَّه : ( مَا ضَلَّ قَوْمٌ بَعْدَ هُدًى كَانُوا عَلَيْهِ إِلَّا أُوتُوا الْجَدَلَ )، ثُمَّ قَرَأَ : {مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلًا} [الزخرف: ٥٨].

قال الإمام أحمد رَحِمهُ الله: أُصُولُ السُّـنَّةِ عندَنَا:التَّمَسُّكُ بِمَا كَانَ عَلَيْهِ أَصْحَابُ الرَّسُولِ ﷺ، والإِقْتِدَاءُ بِهِمْ، وَتَرْكُ البِدَعِ، وَكُلُّ بِدْعَةٍ فَهِيَ ضَلالَةٌ، وَتَرْكُ الخُصُومَاتِ وَالجُلُوسِ مَعَ أَصْحَابِ الأَهْوَاءِ، وَتَرْكُ المِرَاءِ والجِدِالِ وَالخُصُومَاتِ فِي الدِّينِ. اهـ.

فصل
[الجَدَلُ المذموم]
وكل ذلك في الجِدَال بالباطل، أو الجِدَال في الحق بعدما تبين، أو الجِدَال فيما لا يَعْلَمُ المُحَاجُّ، أو الجِدَال في المُتشابه من القُرآن، أو الجِدَال بغير نية صَالِحَة.. ونحو ذلك.

فصل
[الجدل المحمود]
أما إذا كان الجِدَال لإظهار الْحَقِّ وبيانه، مِن عَالِم، لَه نِيَّةٌ صَالِحَة، ملتزم بالأدب ، فذلك مما يُحمد. قال الله تعالى: {ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ۖ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ۚ} [النحل ١٢٥].

وقال تعالى: {وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} [العنكبوت ٤٦]

وقال تعالى: {قَالُوا يَا نُوحُ قَدْ جَادَلْتَنَا فَأَكْثَرْتَ جِدَالَنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ} [هود].

فصل
[بعض المجادلات الشرعية]
وَأَخْبَرَ تَعَالَى عَنْ مُحَاجَّة إبْرَاهِيم عليه الصَّلاة والسَّلام مع قومه، وَمُوسَى عَلَيْهِ الصَّلاة والسلام مع فِرعون. وَفِي السُّنة ذِكرُ مُحاجة آدَم ومُوسى عَلَيْهمَا الصَّلاة والسَّلام. ونُقل عن السَّلف الصالح مُناظراتٌ كثيرة، وكُلها من الجِدَال المَحْمُود الذِي تَوَفَّر فِيه:
العِلْمُ، والنِّيَّة، والمُتَابعة، وأدَبُ المُنَاظرة.

يتبع إن شاء الله تعالى...
_________

 نَكْتفِي بهذا القَدْرِ وَنُكْمِلُ في العَدَدِ القادِمِ إنْ شَاءَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَىٰ -
          ــــــ ❁ ❁ــــــ❁ ❁ ــــــــ 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق