احدث المواضيع

مقالات

ســلسِلةُ شــَرحِ اﻷُصُولِ الثَّــلاثةِ ▫️العَــ83 ــدَدُ▫️

ســلسِلةُ شــَرحِ اﻷُصُولِ الثَّــلاثةِ
لمعالي شيخنا العلامة الدكتور /
صَالِح بنُ فَوزان الفَوزَان -حَـفظهُ الله-
        ▫️العَــ83 ــدَدُ▫️


━━━━━━━━━━━━━━━━━━━━

وَصَــلْنَــا إلىٰ قَوْلِ شَيْخِـنَــا حَفِـظَهُ اللَّهُ :
 
 والـــمُـــرَادُ بِأُولِـي الــعِــلْــمِ :

▪️ أهْـــل الــعــلــم الــشَّــرْعِـي ،
 
 لا كما يَقُولُهُ بعضُ النَّاسِ : إنَّ أهْـلَ الـعِـلْـمِ المُرَادُ بِهِم : أهـل الصِّنَاعَةِ والزِّرَاعَةِ ،
 
 فهَؤُلَاءِ لا يُقَالُ لَهُم أهل العلم على وَجْهِ الْإِطْلَاقِ ؛
لِأَنَّ عِـلْـمَـهُـم مَحْدُودٌ مُـقَـيَّدٌ ، بَـلْ يُقَالُ :
 
 هـذَا عَـالِـمٌ بِالحِـسَـابِ ، 
 عالِمٌ بالهَنْدَسَةِ ،
 عالِمٌ بِالطِبِّ ،
 
 ولا يقال لهم : أهل العلم مُطْلَقًا ؛
 
 لأنَّ هذا لا يُطْلَقُ إِلَّا علىٰ أهل العِلْم الشَّرْعِي ،

◾️ وأيضًا أكثر هؤلاء ، أهل علم دنيوي ، وفيهم مَلَاحِدَة يَزِيدُهُم عِلْمُهُم غَـالِـبًا جَـهْـلًا بِاللَّهِ عَـزَّ وَجَـلَّ ، وغُـرُورًا وإلْحَـادًا ، كما تُشَاهِـدُونَ الآن في الأُمَمِ الكَـافِـرَة ،
 
 متَقَدِّمُونَ في الصِّنَاعَاتِ وفي الـزِّرَاعَةِ ؛
 
 لكنَّهُم كُــفَّــار ،
 
 فكيف يُقَالُ : إنَّهُم أهل العلم الَّـذِينَ ذَكَرَهُم اللَّهُ في قولِهِ :﴿ وَأُولُو الْعِلْمِ
 
 هـذَا غير معقول أبَدًا .
 
 وكذلك قوله :﴿ إِنَّمَا يَخْشَىٰ اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ
 
 المُرَادُ : عُلَمَاء الشَّرْعِ ، الَّـذِين :

يـعْـرِفُـونَ اللَّهَ حَـقَّ مَعْرِفَتِهِ ،
➖  ويَعْبُدُونَهُ حَـقَّ عِـبَادَتِهِ ،
ويَخْشَوْنَهُ ،
 
 أمَّا هَـؤُلَاءِ فأغلبهم لا يَخْشَوْنَ اللَّهَ عَـزَّ وَجَـلَّ ، بل يَـكْـفُـرُونَ بِاللَّهِ ويَجْحَدُونَهُ ، ويَدَّعُونَ أنَّ الـعَـالَـم ليس لَـهُ رَبٌّ ، وإِنَّما الطَّبِيعة هي التي تُوجِدهُ وتَتَصَرَّف فيه ،
 
 كما هو عند الشّيوعِيِّينَ ،
 
 إنهم يُـنْـكِـرُونَ الـرَّبَّ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ ، مع أنَّ عندهم عِـلْـمًـا دنيويًّا ،
 
  كيف نقول : إنَّ هؤلاء هم أهل العلم ، هَـذَا غَـلَـطٌ ،
فالـعِـلْـمُ لا يُطْلَقُ إِلَّا علىٰ أهله ،

▪️ وهو لَقَبٌ شَرِيفٌ لا يُطْلَقُ علىٰ (المَلَاحِدَةِ  والكُفَّار)  ، ويقال : هؤلاء أهـل العلم .

▪️ فالملائكة وأولو العلم ، شَهِدُوا لِلَّهِ بالوَحْدَانِيَّةِ ، إذًا لا عِـبْـرَةَ بقول غيرهم من المَلَاحِدَةِ والمشركين والصَّابِئِينَ الَّـذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ عَـزَّ وَجَـلَّ ، هؤلاء لا عِـبْـرَة بِهِم ولا بقولهم ؛
 
 لأنَّهُ مُخَالِفٌ لِشَهَادَةِ اللَّهِ ، 
 وشَهَادَةِ مَلَائِكَتِهِ ،
 وشَهَادَةِ أولي العلم مِـنْ خَلْقِهِ .
 
 وقوله :﴿ قَائِمًا بِالْـقِـسْـطِ ﴾ مَنْصُوبٌ علىٰ الحَالِ مِن :﴿ شَهِدَ ﴾ أي : حَالَة كَوْنِهِ قَائِمًا سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ ،
 
 و ﴿ الْـقِـسْـطِ ﴾ الـعَـدْل ، 
 أي : أنَّ اللَّهَ سبحانه وتعالىٰ ، قَائِمٌ بالـعَـدْلِ في كُلِّ شَيْءٍ ،

▫️ والـعَـدْلُ ضِدّ الجَوْرِ ، وهو سُبْحَانَهُ وتعالىٰ حَكَمٌ عَـدْلٌ ،
لا يَصْدُرُ عنه إلَّا الـعَـدْل في كُلِّ شيء .
 
 ﴿ لَا إِلَـٰهَ إلَّا هُـوَ ﴾ تَأْكِيدٌ للجملة الأولىٰ .
 
 ﴿ الْـعَـزِيزُ الحَكِيمُ ﴾ اسْمَانِ لِلَّهِ عَـزَّ وَجَـلَّ ، يَتَضَمَّنَانِ صِفَـتَيْنِ مِن صِفَاتِهِ ،
وَهُـمَـا :
 
 الـعِــزَّة والحِـكْـمَـة  .

━━━━━━━━━━━━━━━━━━━━
صــفْـــحَـــــة :[ ١٦٥ - ١٦٧ ]
━━━━━━━━━━━━━━━━━━━━
 
 نَكْتفِي بهذا القَدْرِ وَنُكْمِلُ في العَدَدِ القادِمِ إنْ شَاءَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَىٰ -
          ــــــ ❁ ❁ــــــ❁ ❁ ــــــــ 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق