احدث المواضيع

مقالات

ســلسِلةُ شــَرحِ اﻷُصُولِ الثَّــﻻَثةِ العَـــ52ـــدَدُ

 ســلسِلةُ شــَرحِ اﻷُصُولِ الثَّــﻻَثةِ
لمعالي شيخنا العﻻمة الدكتور /
صَالِح بنُ فَوزان الفَوزَان -حَـفظهُ الله-
        ▫️العَـــ52ـــدَدُ▫️


                   ــــــــــ


وصلنا إلى قول شيخنا حفظه الله :

"﴿ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ ﴾ حَرْفُ عَطْفٍ وتَرْتِيبٍ ، أي : أن استواءه على العرش جاء بعد خلق السماوات والأرض ، لأنه من صِفَاتِ الأفعال التي يفعلها اللهُ مَتَى شَاء .

ومعنى استوى : ارتفع وعلا .
العرش : هو سقف المخلوقات .
وهو في اللغة : السرير، وهو سرير ذو قوائم ، تحمله الملائكة ، وهو أعظم المخلوقات ،  وأعلى المخلوقات .

 ●  الاستواء : صفةٌ مِنْ صفات الله الفعلية ، كما يليق بجلاله سبحانه وتعالى ، ليس كاستواء المخلوق على المخلوق ، وليس هو بحاجة إلى العرش ، لأنه هو الذي يُمْسِكُ العرشَ وغيره ﴿ إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولَا وَلَئِنْ زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ ﴾ .
 
  فالعرش محتاج إلى الله عز وجل ، لأنه مخلوق ، والله غَنِيٌّ عن العرش وغيره ، لكنه استوى عليه ، لحكمة يعلمها سبحانه وتعالى ،
والاستواء : نوع من العلو ، لكن العلو صفة ذات ، وأما الاستواء فهو صفة فعل يفعله إذا شاء سبحانه وتعالى .

﴿ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ ﴾ يغشي الليل بالنهار ، ويُغَطِّي النهار بالليل ، فبينما ترون الكون مضيئا يغطيه الليل فيصبح مظلما ، والليل يغطيه النهار فيصبح مضيئا ﴿ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا ﴾ يأتي هذا بعد هذا مباشرة ولا يتأخر ، فإذا أَدْبَرَ الليل جاء النهار ، وإذا أدبر النهار جاء الليل مباشرة ، لا يتأخر هذا عن هذا ، وهذا من كمال قدرته سبحانه وتعالى ، لا يَفْتر هذا عن هذا ،

والشمس هي الكوكب العظيم المعروف ، والقمر كذلك كوكب من الكواكب السبعة السَّيَّارة ،
وكل منهما يجري ويدور على الأرض ،
والأرض ثابتة مُسْتَقِرَّة ، جعلها قرارا ،
أي : قارَّة ثابتة لمصالح العباد ،
والشمس وسائر الأفلاك تدور عليها ،
لا كما يقوله المُتَخَرِّصُون الآن ، من الذين يَدَّعُون المعرفة ، يقولون : إن الشمس ثابتة والأرض تدور عليها ، هذا عَكْسُ ما في القرآن ... ﴿ وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ﴾ وهم يقولون :
الشمس ثابتة ، يا سبحان الله !
والنجوم : هي الكواكب ،  ﴿ مُسَخَّرَات بأمره ﴾ مُسَخَّرَات في الجَرَيَان والدَّوَرَان دائما لا يَفْترن ..."

ــــــــــــ 
صفحة:[  ١١٣ - ١١٥ ] .
 
ـــــــــــــــــــــ 
نكتفي بهذا القدر ونُكمل في العدد القادم إن شاء الله تبارك وتعالى
ــــــ ❁ ❁ــــــ❁ ❁ ــــــــ 
 ما فاتكم تجدونه :
هُنــــا
او عبر :
[المدونة]

        •┈┈┈┈•✿❁✿•┈┈┈┈• 
        الدِّيـْنُ النَّصِــيْحَة الدّعويّــة


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق