احدث المواضيع

مقالات

سلسلة: "ملخص في عقيدة أهل السنة والجماعة"ؤمن بعذاب القبر ونعيمه وما بعده من اليوم الآخر




←الحلقة الخامسة→

بسم الله الرحمن الرحيم


قال الشيخ الفاضل عبد الواحد المدخلي -حفظه الله تعالى- :


● خامساً / نؤمن بعذاب القبر ونعيمه وما بعده من اليوم الآخر 
 فنؤمن بفتنة القبر وهي سؤال الميت في قبره عن ربه ودينه ونبيه، فأما المؤمن فيثبته الله فيجيب وأما غير المؤمن فيقول "هاه هاه لا أدري"
قال تعالى : (يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ ۖ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ ۚ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ) [سورة إبراهيم : ٢٧]

ونؤمن باليوم الآخر، وهو يوم القيامة ومما يكون فيه:

أن الله يأمر إسرافيل فينفخ في الصور النفخة الثانية، فيبعث الله الناس من قبورهم لرب العالمين حفاة بلا نعال، عراة بلا ثياب، غرلا بلا ختان، ويعطى الناس صحائف أعمالهم إما باليمين، وإما بالشمال من وراء ظهورهم (فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ * فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا * وَيَنْقَلِبُ إِلَىٰ أَهْلِهِ مَسْرُورًا * وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَاءَ ظَهْرِهِ * فَسَوْفَ يَدْعُو ثُبُورًا * وَيَصْلَىٰ سَعِيرًا) [سورة الانشقاق : ٧ - ١٢]

وتوضع الموازين يوم القيامة، فلا تظلم نفس شيئاً (فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ * وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَٰئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ * تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ) [سورة المؤمنون : ١٠٢ - ١٠٤]

ويأذن الله لنبيه محمد -صلى الله عليه وسلم- أن يشفع الشفاعة العظمى، وهي خاصة به، فيسأل ربه أن يقضي بين عباده، وأن يريحهم من هول الموقف وكرباته، ويأذن الله لمن يشاء من صالحي عباده أن يشفعوا فيمن دخل النار من عصاة أهل الإيمان أن يخرجوا منها، ويخرج منها أقواما من عصاة أهل الإيمان بغير شفاعة، بل بفضل الله ورحمته.

ولنبينا -صلى الله عليه وسلم- حوض في عرصات القيامة، ماؤه أشد بياضا من اللبن، وأحلى من العسل، وأطيب من ريح المسك، طوله شهر وعرضه شهر، وآنيته كنجوم السماء حسنا وكثرة، يرده المؤمنون من أمته الذين لم يحدثوا بعده في الدين، من شرب منه شربة لم يظمأ بعدها أبداً.

وينصب الصراط على جهنم فيمر الناس على قدر أعمالهم، يمر أولهم كالبرق، ثم كمر الريح، ثم كمر أشد الرجال، والنبي -صلى الله عليه وسلم- قائم على الصراط يقول: "اللهم سلم سلم" ، حتى تعجز أعمال العباد فيأتي من يزحف وفي حافتي الصراط كلاليب معلقة مأمورة، تأخذ من أمرت به، فمخدوش ناج، ومكردس في النار، ومنتهى الناس إما إلى جنة، وإما إلى النار.

أما الجنة فهي دار النعيم أعدها الله -تعالى- للمؤمنين المتقين، فيها ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر.

وأما النار فهي دار العذاب أعدها الله للكافرين الظالمين فيها من العذاب والنكال ما لا يخطر على البال (إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا ۚ وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ ۚ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا) [سورة الكهف : ٢٩]

وهما موجودتان الآن وباقيتان أبداً.


انتهى.


 المصدر


....................