احدث المواضيع

مقالات

سلسلة: "حكم تخصيص شهر رجب بشيء من العبادات والاحتفالات " الحلقة الثالثة

سلسلة: "حكم تخصيص شهر رجب بشيء من العبادات والاحتفالات "

←الحلقة الثالثة→


بسم الله الرحمن الرحيم


قال الشيخ الفاضل عبد القادر الجنيد -حفظه الله تعالى- :


● حادثة الإسراء والمعراج وهل وقعت في شهر رجب أم لا :

هذه الحادثة العظيمة، والآية الكبيرة، والمعجزة الظاهرة الباهرة، قد جاء إثباتها في القرآن العظيم، وتكاثرت واستفاضت بها نصوص السنة النبوية، إلا أنه مع ذلك لم يصح في تعيين وقت وقوعها حديث واحد ولا أثر، لا عن النبي -صلى الله عليه وسلم- ولا عن أصحابه ولا عن التابعين.

وقد اختلف المؤرخون وأهل السير وغيرهم في تحديد زمن وقوعها اختلافا كبيراً، فمنهم من قال: إنها كانت في شهر ربيع الأول، ومنهم من قال: في شهر ربيع الآخر، ومنهم من قال: في شهر رجب، ومنهم من قال: في شهر رمضان، ومنهم من قال: في شهر شوال، ومنهم من قال: في شهر ذي القعدة، ومنهم من يجعلها في أوائل الشهر، ومنهم من يجعلها في أوساطه، ومنهم من يجعلها أواخره.

ومن أضعف الأقوال قول من قال: إنها كانت في شهر رجب في ليلة السابع والعشرين منه.

حتى قال الفقيه أبو الخطاب الأندلسي المالكي الشهير بابن دحية الكلبي* -رحمه الله- :

وذكرَ بعض القُصَّاص أن الإسراء كان في رجب، وذلك عند أهل التعديل والتجريح عين الكذب. اهـ

وقال الفقيه الشافعي علاء الدين بن العطار الدمشقي -رحمه الله- :

وقد ذكر بعضهم أن المعراج والإسراء كان فيه، ولم يثبت ذلك. اهـ

وقال العلامة عبد العزيز بن باز -رحمه الله- :

أما ليلة الإسراء والمعراج فالصحيح من أقوال أهل العلم أنها لا تعرف، وما ورد في تعيينها من الأحاديث فكلها أحاديث ضعيفة لا تصح عن النبي -صلى الله عليه وسلم- ، ومن قال: إنها ليلة سبع وعشرين*من رجب فقد غلط، لأنه ليس معه حجة شرعية تؤيد ذلك، ولله الحكمة البالغة في إنساء الناس لها. اهـ


انتهى.


المصدر الموقع الرسمي للشيخ عبد القادر الجنيد