احدث المواضيع

مقالات

سلسلة: "ملخص في عقيدة أهل السنة والجماعة"الإيمان بالله -تعالى-

سلسلة: "ملخص في عقيدة أهل السنة والجماعة"


←الحلقة الأولى→

بسم الله الرحمن الرحيم


قال الشيخ الفاضل عبد الواحد المدخلي -حفظه الله تعالى- :

● أولاً/ الإيمان بالله -تعالى- ، وهو الإيمان بربوبيته وألوهيته وأسمائه وصفاته :

- أما الإيمان بربوبيته -تعالى- : فيؤمن أهل السنة والجماعة أن الله -عز وجل- هو الرب الخالق المالك المدبر لجميع الأمور، لا شريك له في خلق ولا إحياء ولا إماتة ولا جلب خير ولا دفع ضر، بل ذلك كله إلى الله -تعالى-.

- والإيمان بألوهيته: يؤمنون أن العبادة حق خالص لله -تعالى- لا يجوز أن يصرف شيء منها لغيره، لا لملك مقرب ولا لنبي مرسل فضلا عمن دونهما، وهذا هو معنى كلمة "لا إله إلا الله".

فمن عبد غير الله فقد أشرك بالله في ألوهيته، كمن يستغيث بالأولياء ويدعو الموتى ويتقرب إلى الأضرحة ويذبح للجن، ومن مات على هذا مات على الشرك الأكبر الموجب لصاحبه الخلود في النار -والعياذ بالله- قال تعالى: (إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ ۖ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ) [سورة المائدة : ٧٢]

- والإيمان بأسمائه وصفاته: فيؤمنون بكل ما أخبر الله به عن نفسه وبكل ما سمى به نفسه و وصف به نفسه أو سماه أو وصفه به نبيه -صلى الله عليه وسلم- لا ينفون شيئا منه ولا يحرفونه ولا يمثلون الله بشيء من خلقه، ولا يخوضون في الكيفية كما قال -سبحانه وتعالى- : (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ۖ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) [سورة الشورى : ١١].

فيؤمنون بأن الله -تعالى- فوق عرشه بائن عن خلقه، وأنه سميع بصير، فعال لما يريد، يتكلم بما شاء متى شاء على الوجه اللائق بجماله وكماله، يؤمنون بأن له عينين وأنه له يدين كريمتين، وأن له وجها موصوفا بالجلال والإكرام، ويؤمنون بأنه على عرشه استوى، وأنه ينزل إلى السماء الدنيا كل ليلة في الثلث الأخير ينادي عباده أن يسألوه ويستغفروه ويدعوه، ويؤمنون بأن المؤمنين يرون ربهم في الجنة كما يرون القمر ليلة البدر وكما يرون الشمس لا يضامون في رؤيتها.

كل ذلك جاءت به الأدلة صريحة واضحة، وهكذا كل ما جاء في هذا الباب يؤمنون به على حقيقته لا يحرفون ولا يمثلون الله بشيء من خلقه ويسكتون عما سكت الله ورسوله عنه.


انتهى.