احدث المواضيع

مقالات

سلسلة: "ملح ونوادر" ((زر غِبًّا تزدَدْ حُبًّا))





←الحلقة الخامسة→



● ((زر غِبًّا تزدَدْ حُبًّا))


تردَّد ثقيلٌ على ظريفٍ وأطال تردادَه عليه حتى سئم منه، فقال له الثقيل: «من تراه أشعر الشعراء؟» فأجاب الظريف: «هو ابن الورديِّ بقوله:

غِبْ وَزُرْ غِبًّا تَزِدْ حُبًّا فَمَنْ * أَكْثَرَ التَّرْدَادَ أَضْنَاهُ المَلَلْ»


فقال الثقيل: «أخطأتَ، فإنَّ النجَّاريَّ أشعرُ منه بقوله:

إِذَا حَقَّقْتَ مِنْ خِلٍّ وِدَادًا * فَزُرْهُ وَلَا تَخَفْ مِنْهُ مَلَالَا

وَكُنْ كَالشَّمْسِ تَطْلُعُ كُلَّ يَوْمٍ * وَلَا تَكُ فِي زِيَارَتِهِ هِلَالَا»


فأجاب الظريف: «إنَّ الحريريَّ أشعر منه بقوله:

لَا تَزُرْ مَنْ تُحِبُّ فِي كُلِّ شَهْرٍ * غَيْرَ يَوْمٍ وَلَا تَزِدْهُ عَلَيْهِ


وإن لم تصدِّقْني فقد وهبتُك الدارَ بما فيها»، وخرج وهو يقول:

«إِذَا حَلَّ الثَّقِيلُ بِأَرْضِ قَوْمٍ * فَمَا لِلسَّاكِنِينَ سِوَى الرَّحِيلِ»



[«العقد الفريد» لابن عبد ربِّه (1/ 39)]



انتهى .




  النقل من الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ محمد بن علي فركوس -حفظه الله تعالى