←الحلقة السادسة→
● ((الأسماء لا تغيِّر الحقائق))
لقي الشاعر المعروف ثابتُ بن جعفرٍ المعروف ب«تأبَّط شرًّا» ذاتَ يومٍ رجلًا من ثقيفٍ يُقال له أبو وهبٍ -وكان جبانًا- وعليه حلَّةٌ جيِّدةٌ، فقال أبو وهبٍ لتأبَّط شرًّا: «بم تغلب الرجال يا ثابت، وأنت كما ترى ذميمٌ ضئيلٌ؟»
قال: «باسمي، إنما أقول ساعةَ ألقى الرجل: أنا تأبَّط شرًّا، فينخلع قلبُه حتى أنال منه ما أردت»
فقال له الثقفي: «أبهذا فقط؟»
قال: «فقط»
قال: «فهل لك أن تبيعني اسمَك؟»
قال: «نعم، فبم تبتاعه؟»
قال: «بهذه الحلَّة وبكنيتك»
قال له: «أفعل»، ففعلا، وقال له تأبَّط شرًّا: «لك اسمي ولي كنيتك؟»
وأخذ حلَّته وأعطاه طِمْريه، ثمَّ انصرف، وقال في ذلك يخاطب زوجةَ الثقفي:
أَلَا هَلْ أَتَى الحَسْنَاءَ أَنَّ حَلِيلَهَا ** تَأَبَّطَ شَرًّا وَاكْتَنَيْتُ أَبَا وَهْبِ
فَهَبْهُ تَسَمَّى اسْمِي وَسَمَّانِيَ اسْمَهُ ** فَأَيْنَ لَهُ صَبْرِي عَلَى مُعْظمِ الخَطْبِ
وَأَيْنَ لَهُ بَأْسٌ كَبَأْسِي وَسَوْرَتِي ** وَأَيْنَ لَهُ فِي كُلِّ فَادِحَةٍ قَلْبِي
[«الأغاني» للأصفهاني (8/ 211)]
انتهى.
النقل من الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ محمد بن علي فركوس -حفظه الله تعالى