احدث المواضيع

مقالات

سلسلة: "سنن مهجورة" ((المصافة في الصلاة))





←الحلقة السادسة→



● ((المصافة في الصلاة))


قال الشيخ محمد العقيل -حفظه الله تعالى- :

قول أنس -رضي الله عنه وأرضاه- في سنة من سنن الصلاة، ألا وهي المصافة في الصلاة، أن يقوم المسلم حداء أخيه المسلم ، فليلصق قدميه وركبتيه ومنكبيه بأخيه بلا غلو ولا جفاء، كما شرع ذلك النبي -صلى الله عليه وسلم- وقال: (لتسون صفوفكم أو ليخالفن الله بين قلوبكم -أو وجوهكم-).

ولذلك لما تنافرت القلوب في هذا الزمان تنافرت الأقدام، لماذا لا نستطيع أن نلصق أقدامنا ببعضنا ؟

لأن قلوبنا متنافرة، فلو كانت القلوب متآلفة لتآلفت الأقدام، ولذلك لو جاء أحد يحبك وتحبه ووضع قدمه فوق قدمك -هكذا- ما تغضب، ما تقول ضايقتني، لماذا ؟

لأن قلبك يحبه؛ ولكن لأن أخاك بينك وبينه منافرة ما تطيق أن يلصق قدمه بقدمك، فضلا أن يضع قدمه.

ولذلك أنس -رضي الله عنه- يصف حاله في زمن النبي -صلى الله عليه وسلم- وحاله بعد ذلك، يقول: (كنا في زمن النبي -صلى الله عليه وسلم- يلصق أحدنا قدمه بقدم أخيه، وركبته بركبة أخيه، ومنكبه بمنكب أخيه) امتثالا لأمر النبي -صلى الله عليه وسلم- ، يقول: (ولو فعلتها مع أحدهم الآن لفر منك كما يفر البغل الشموس).

والله رأت عيناي هنا في المدينة رجلا أراد أن يلصق قدميه بقدم أخيه، والله فقطع أخوه الصلاة، قطع الصلاة وترك الصف كله ورجع إلى الخلف، ترك الصف الأول فرارا من هذه السنة، وسبب هذا الجهل -حفظكم الله-.

ولذلك ينبغي لنا أن نعلم الناس سنة النبي -صلى الله عليه وسلم- لأن الناس أعداء لما جهلوا.



انتهى.