احدث المواضيع

مقالات

سلسلة: "سنن مهجورة" ((الاستئذان ثلاث مرات))





←الحلقة العاشرة→



● ((الاستئذان ثلاث مرات))


قال الشيخ محمد بن سعيد رسلان -حفظه الله تعالى- :

أيضا من السنن المهجورة "الاستئذان ثلاث مرات" ، هذه سنة مهجورة بالمرة، ولا يمكن أن تتذكر أحدا يصنعها، فإن لم يؤذن لك وقد استأذنت ثلاث مرات فعليك أن ترجع، بأمر الله تبارك وتعالى، هو الذي أمر، فاستأذنوا ثلاث مرات.

وأما الإلحاح في مسألة الاستئذان فليس من دين ولا من سنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، وكثير من الناس يغضب إذا أتى من غير موعد ولم يؤذن له، وكأن الناس ليس لهم مصالح يقضونها وليس لهم أعمال يعملونها، وكأنهم فارغون من كل شغل، فيأتي من شاء وقتما يشاء كيفما يشاء إذا تيسر له المجيء ويرى لنفسه حقا ، هذا أمر عجيب، فهو مصادم للآية العظيمة التي ذكر الله رب العالمين فيها هذا الأمر الكبير : (وَإِنْ قِيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا ۖ هُوَ أَزْكَىٰ لَكُمْ ۚ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ) [سورة النور : ٢٨]

يعني: أنت تطرق الباب، أنت تستأذن ثلاث مرات، فإن أذن لك وإلا فارجع، وإذا قيل لك ارجع -هكذا- يعني يمكن أن يلبى نداءك، يعني أن تذهب إلى فلان، تقول: يا فلان، فيقول لك السامع: ارجع، عليك أن ترجع والله تبارك وتعالى هو الذي أمرك بهذا (وَإِنْ قِيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا ۖ هُوَ أَزْكَىٰ لَكُمْ ۚ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ) [سورة النور : ٢٨]

وقال -صلى الله عليه وسلم- : (الاستئذان ثلاث، فإن أذن لك، وإلا فارجع). أخرجه البخاري ومسلم من رواية أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- وعن النبي -صلى الله عليه وسلم-.

فهل تعرف أحداً في العالم إذا طبقت معه هذه السنة تقبلها بقبول حسن ؟

مع أنها بأمر الله وأمر رسول الله، لأن للناس مصالحا كما أن لك مصلحة، وللناس أحوالا كما أن لك أحوال، بل أحياناً عندما تذهب إلى إنسان لو أنه خرج إليك تكون هنالك مشكلة مثلا بينه وبين أهله، لو أنه راعاك فخرج لربما طلقت، لربما وقع خلل عظيم، فإذا قيل لك ارجع، فارجع كما أمر بذلك الرسول -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-.

وتستأذن ثلاث مرات، لا تزد على هذا العدد الذي ذكره الرسول -صلى الله عليه وسلم- ، إن أذن لك فذلك، وإلا فارجع كما أمرك نبيك -صلى الله عليه وسلم-.



انتهى.