احدث المواضيع

مقالات

سلسلة: "ملح ونوادر" ((ملحةٌ نحوية))





←الحلقة السادسة عشرة→




● ((ملحةٌ نحوية))



لقد اختلف علماء النحو في التركيب الذي لا يفيد فائدةً جديدةً: هل يُعَدُّ كلامًا أم لا؟ على قولين: المختار منهما أنه كلامٌ، ولا يُنظر إلى تجدُّد الفائدة، وإنما يُنظر إلى التركيب، فإن توفَّرت فيه شروط الكلام عُدَّ كلامًا وإلَّا فلا.


وفي هذا يقول أبو سودون مازحًا وذاكرًا في أبياتٍ أشياءَ تُعَدُّ من الكلام مع كونها معلومةً بداهةً لكلِّ واحدٍ فقال وأحسن:


إِذَا مَا الفَتَى فِي النَّاسِ بِالعَقْلِ قَدْ سَمَا ** تَيَقَّنَ أَنَّ الأَرْضَ مِنْ فَوْقِهَا السَّمَا

وَأَنَّ السَّمَا مِنْ تَحْتِهَا الأَرْضُ لَمْ تَزَلْ ** وَبَيْنَهُمَا أَشْيَا مَتَى ظَهَرَتْ تُرَى

وَأَنِّي سَأُبْدِي بَعْضَ مَا قَدْ عَلِمْتُهُ ** لِيُعْلَمَ أَنِّي مِنْ ذَوِي العَقْلِ وَالحِجَا

فَمِنْ ذَاكَ أَنَّ النَّاسَ مِنْ نَسْلِ آدَمَ ** وَمِنْهُمْ أَبُو سُودُونَ أَيْضًا وَلَوْ قَضَى

وَأَنَّ أَبِي زَوْجٌ لِأُمِّي وَأَنَّنِي ** أَنَا ابْنُهُمَا وَالنَّاسُ قَدْ يَعْلَمُونَ ذَا



وقال آخر:

كَأَنَّنَا وَالنَّاسُ مِنْ حَوْلِنَا ** قَوْمٌ جُلُوسٌ حَوْلَهُمْ مَاءُ




  [«شرح المكودي لألفية ابن مالك» (12)]




انتهى.





  النقل من الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ محمد بن علي فركوس -حفظه الله تعالى